16

275 27 32
                                    

هَل أَنَا الوَحِيدُ الذِي يَفْتَقِدنَا و مَاكُنّا عَلَيه



________

صقيع الشتاء هو ما يعم الأجواء ، بلورات ثلج تتساقط على الناس في كل الممرات
تشهد على غزل العشاق ، دفئ العائلة ، هدايا الأطفال  و حكايا الأجداد
أشجار الميلاد الماكثة أمام أبواب المنازل زُينت بألماسات ذات ألوان جميلة تعطي منظرًا يغري الناظر للتحديق به أكثر .
الأضواء تنير و تنطفئ مع أنغام كل موسيقى تعزف في كل ركن من المدينة
يالها من ليلة الجميع يتشاركها مع من يحب .

ففي ذلك المنزل يتواجد الشبان الأربعة حيث كل واحد منهم لديه ما يشغله...
فيلكس يضيف اللمسات الأخيرة لشجرة عيد الميلاد
جيسونغ يطبخ بعض الحلوى ، تشانغبين يختار قائمة الموسيقى و تشان يشاهد التلفاز .
انها واحدة من اللحظات النادرة التي يكون فيها المنزل مرتبًا و هادئًا هكذا .

أما في ذلك المنزل فيحاول لينو ووالده تناول العشاء بسرعة قبل أن تغضب الأم تحت ضحكاتهم المتعالية كلما صرخت أن يأكلوا كي يذهبا للعب بعض ألعاب الفيديو المسلية .

و يمكننا الرؤية من هذه النافذة جونغ إن و سونغمين يستعدان لتناول العشاء المتأخر تحت أضواء جميلة منبعثة من الشجرة الكبيرة التي تشهد شِجارهما الخفيف على من يأخذ أول قطعة من كعك الأرز .


و في هذا المنزل الدافئ قد إنتهت آيسول من تحضير نفسها و هاهي ذي تنزل الدرج لتجد والدها ينتظران...

جلست بينهما ليُباغتاها بعناق يزيل عنها أهوال حزنها و يعتري الدفئ أوصالها ،
مستمتعين بالموسيقى التي تعزفها الأم من ذلك البيانو العتيق و الذي شهد سمفونيات العظماء.

و من نافذة هذا المنزل نرى هيونجين الوحيد في غرفته المظلمة يضم رجليه إلى صدره و يعد الثواني المارة من حياته هباءًا.
يتمنى لو أنه ينام بعد يوم شاق متعب لكنه غير قادر
فصوت ضحكات أمه في الطابق الأول يتعالى مع صوت الموسيقى و أكواب الخمر ، ووالده متكهم الوجه يجلس على الأريكة دون أي تعبير على وجهه ،

يفكر أن ينزل ليشاركها فرحتها ثم تتماثل لذهنه صورتها و هي تأمره أن ينام لأن غدًا لديه عمل

فيُعيد الغطاء على جذعه يمنع نفسه البكاء و كأن الجميع يبدو سعيدًا فلما ليس مثلهم ؟

و هكذا قضى الجميع ليلة عيد الميلاد مع أمنيات أخرى تترتب تحت الوسائد
يرجون أن يحظى الجميع بعيدٍ مجيد .


________

" آيسول "

𝙊𝙣 𝙩𝙧𝙖𝙘𝙠 عَـلــى الـمَــســـارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن