04

431 35 10
                                    

- فِي ظِلّ رُؤْيَتِي المُشَوَشَة أنْتِ مَن أَرِاهَا بِوُضُوح

--------

" و تَرَكْتُنِي لِلتَيْهِ يَأْكُلُنِي الأَسَّى
و يَهُدُّنِي شَوْقِي إِلَى رُؤيَاكُ "

يُلقي الشِعر الذي يقرأه من ذلك الكتاب المُحكم بين راحتيه بينما يجلس على كرسي المكتبة بصوت تملؤه العاطفة
فقط لو ينظر إلى وجهه وهو يفعل ذلك
ملامحه آسرة مأسورة بحب الشِعر وماشابهه

وقبل أن يُقلب الصفحة كي يُكمل باقي أبيات القصيدة
ظهرت هي من وراءه و همست بما كان سيفعله

" وَ نَسِيتَ حُبًّا قَد تَرَبَى بَيْنَنَا
وَ خَذَلتَ قَلْبًا بِالهُيَامِ يرْعَاكَ "

ملامح الدهشة السعيدة بادية على محياه الجميل فيرسم إبتسامة صغيرة و يُكملا معًا

" أَدْمَيْت رُوحِي بالبُعَادِ.. وَ خَاطِرِي
قَد مَزَقتْ أَثْوَابُه ذِكْرَاكَ "

قصيدة من ثلاثِ أبيات تقاسماها بينما يتشاركان النظرات المليئة بالإعجاب

أغلق الكتاب بين يده و راح يجول بسوداويته على ملمحها و كأنه يبحث عن شيء ما
شيء لربما يكمل النقص الذي بداخله و لعله موجود بها

" أليس من الجميل أن تُرثي الحبيبة حبيبها ؟"

سألته بعد أن طال إبصاره لها جالسة أمامه على الطاولة المكتبية
انتبه لسؤالها لكنه إستغرق ثوانٍ حتى أجاب

"أرى أنها تحاول نسيانه، لولا هذا لما تخبره أن ذكراه تمزق خاطرها "

أجاب على سؤالها و بصره لا ينفك عن التجول في محياها الجميل كما قال في نفسه

" أبدًا، هي تَبكيه شِعرًا على فراقه ، فالإنسان لم يختر أن يفقد حبيبه ليكتب أدبه أو يصيغ شعره ،
إختارت هي أن تُعاتبه بكتابة ما يجري لروحِها بعد فُراقه، أي انها تَبكيه"

و بينما هي تشرح له بعد أن طرحت هي السؤال
إنشغل هو في تأمل حدة عينيها التي تُضفي على جمالهما سحرًا يُرغِمه بالغوص في الفضاء
الذي يُدعى حياتها رغم أن الخلاص منه لربما مستحيل ،
مُستمعًا إلى ما يمليه لسانها عذبُ الصوت والحديث فيتعلم منها و يعلم أكثر أنها تشاركه أفضل شيء في حياته...

- لا يمكنني التخلي عن شخص كهذا -

أهذه أنانية ، فقط لأنها تشبه روحه ، وإن كانت كذلك هو لا يريد حقًا خسارتها
يريد أن يُشاركها ما قد ظل ساكنًا في عقله حتى مات، لربما هي من ستُحييه

𝙊𝙣 𝙩𝙧𝙖𝙘𝙠 عَـلــى الـمَــســـارWhere stories live. Discover now