10

340 33 5
                                    


لَا تَذْهَبِي ، لاَ تَتْرُكِينِي

__________

طرق خفيف على باب غرفته لم يعره إهتمامًا
فحاله الآن لا يتجرأ على فعل شيء او التحدث مع أحد
ربما أيام مرت وهو مرمي على سريره بإستهتار لا يقوى على الحراك .

خائف من المستقبل و مايحمله و من ذكريات الماضي و من الزمن الذي يمضي دون فعله لشيء.  هواجس تزوه ليلا تمنعه النوم

لم يبقى ما يغري السهاد بمقلتيه ، اخذ السُهاد من عيونه كفاية .

حتى بات لا يفرق بين ليله و نهاره ،
طـرقُ مره أخرى. ربما انها الخادمة أتت بالملذات ليأكلها و أخذ ما قَبلها فهو لم يأكل أي منها .

فتُح الباب ببطئ شديد.
لتدلف صاحب الحسن فتراه جسد مرميًا بلا روح .
لا يتحرك فيه سوى صدره ،

النافذة مفتوحة ما سمح للشمس أن تُطلق رونقَها على جسمه النصف عاري غير مرتديًا قميصه... أين عضلاته ؟ ربمَا إختفت بسبب إهماله لصحته ،
انه في الحضيض .

اقتربت بخطى ثقيلة ثابتة حيث يتواجد سريره و جثت على ركبتيها بقلبٍ يكاد يُعصر من الألم..

هذه أول مره تراه فيها عاجزًا هكذا.  هذا الوجه الذي لديه ، هادئ ، حزين، رقيق ،
لم يكن لديه مثله ، ليس هذه العيون الفارغة و لا هذه الشفاه المريرة  ، لم تكن لديه هذه الأيادي الهزيلة و لا هذا القلب الذي يخفي نفسه...

دقائق مرت كالثواني و هي تتأمله علها تجد فيه شيء متبقي من إشراقه

" أأنت أنت حقاً ؟ أم أنك ما تبقى من معتقدات مدينتك ؟
أأنت أنت حقًا ؟ أم أنكَ أمك و أبوك ؟
أأنت أنت حقًا ؟ أم أنك سِوى كوب يُملئ من هذا و ذاك ؟
أأنت أنت حقًا ؟ انك نسخة أخرى من فُلان و فلان؟
أأنت أنت حقًا ؟ أم أنها وساوس الشيطان ؟

أأنت أنت حقًا ؟
لأني أرى إنك تحتاج حُضنًا و عقلاً و وَعيًا كي تعود أنت "

نبست كلماتها الخافتة بشاعرية كأنها تعتمد عدم إيقاظه ، فنفسه النائمة هذه تروقها ،
رافعةً يدها لتُخلخل خصلات شعره الفحمي بين فراغات أصابعها

" هيونجين "

ندهته بخفوت أما جمال إسمه من ثغرها فتلك قصة جميلة أُخرى

" أفق ، أفق و دع سوداويتاك ترى الضياء ، إفتح ستار جفنيك فأنا هنا ، و أحمل من مكارم الرسائل واحدة لكَ "

بنقرة خفيفة لمسته ، و يدها الناعمة وُضعت فوق صدره بغير إرادية منها
أما عنه فكان يقطًا من البداية.  هو لم ينم بالأصل ، بل كان في حالة ضبابية بين واقعه و خياله

𝙊𝙣 𝙩𝙧𝙖𝙘𝙠 عَـلــى الـمَــســـارWhere stories live. Discover now