*بعد مرور شهرين*
"الحمد لله أنا بقيت كويس وبمشي قدامك أهو"
*همس حازم وقد ارتسمت ابتسامة حنونة علي وجهه ورفع يديه ليحاوط وجهها وهو يقول:
"فلورا كفايه عياط وحزن بقي...انسى"
"أنسي إنك كنت هتموت وتضيع مني بعد ما لاقيتك ولا أنسى بنتي اللي أطلقت يوم فرحها وكسرت قلبي ومش بس كده لأ سافرت وسابتني"
*نزلت دموع فلورا بسخاء وهي تردد كلماتها وقد إنهارت كل قواها....قربها حازم منه وقبل رأسها وهو يضمها إلي صدره ليقل بصوت جاد قاطع:
"هي اختارت حياتها وإنتي لازم تختاري حياتك و
حياتك دي بقت معايا أنا...عشان كده لازم نسيب
البلد دي ونسافر في مكان محدش يعرفنا فيه"
*تنهدت فلورا من أعماق قلبها وهي تنظر إليه وأومأت
برأسها تقل:
"أنا هاروح معاك أي مكان ياحازم"
"يبقي خلاص نحضر نفسنا للسفر من بكره وعلي الأسبوع الجاي نكون راجعين علي إيطاليا ونعمل كمان شهر عسل.....علشان أقدر أعوضك عن جوازنا
اللي كان في المستشفى"
*ضحكت فلورا مبتهجة وهي تتذكر زاوجهم الذي تم بعد حادث حازم بأسبوعين وقد تفاجئت بأنه
قام بكل الترتيبات الخاصة بعقد القران بمساعدة فارس وملك أيضا وتم عقد قرانهم بالمشفى......
بحضور ملك وفارس فقط وكان الشهود علي عقد الزواج يوسف وفارس......
*أفاقت علي قبلته لكفها وهمسه الساحر لها والذي يجعل وجنتاها تتوهجان كشابة صغيرة تعشق للمرة الأولي:
"إن شاء الله اعوضك حبيبتي واخليكي سعيدة علي قد ما أقدر...فلورا إنتي خير ربنا بعته ليا وأنا
مقدرش أعيش من غيرك"
*حاوط خصرها يجذبها فوقه وعيناه تلمع بالشقاوة....حكت رأسها بخجل وانسابت من بين ذراعيه كالنسيم تقل وقد أمسكت بذقنه تداعبه
مبتسمة:
"هقوم احضرلك تتغدى بسرعة.....علشان لازم أزور ملك النهارده حبيبي"
*وتركته ينظر لها بشوق ويتأملها بعشق شديد وكأنه لم يعشق من قبل.
*******************
"وحشتني وردتي....اممم تجنن"
*تمتمت ياسمين بلهفة وهي تقبل ورد الصغيرة التي أتمت أربعين يوماً وهي تحملها بين ذراعيها برفق منبهرة بجمالها الأخاذ ونعومة بشرتها الوردية تبسمت ملك التي كانت ترتب ملابس ورد بالخزانة الوردية الصغيرة الخاصة بها.
*بعد مساعدة ياسمين التي حملت عنها ورد وظلت تدللها....ففي الآونة الأخيرة وخاصة بعد أن ولدت ورد فقد تعلقت ياسمين بالصغيرة التي تشبهها قليلاً وتوطدت علاقتها بشقيقها وزوجته كثيرا حتي أنها باتت لا تفارقهم.....
"شوفتي الدريسز والشوز دول ماما اشترتهم لورد من اوبن داي حلوين"
*هتفت ملك ضاحكة وهي تضع أمام ياسمين فساتين صغيرتها التي ابتاعتها جدتها لحفيدتها.
*مررت ياسمين أناملها فوق وجه ورد التي غفت عيناها قليلا وهمست:
"طنط شمس بتقول إن ورد فيها شبه مني وخصوصا عيونها"
*ضمت ملك شفتيها كطفلة صغيرة فرحة بدميتها الجديدة وهمست بحنو:
"قلبي....حبيبة أمها أخدت عيونك الحلوة "
ابتسمت ياسمين
لقد أصبحت تشعر بالألفة بينهم حتي عائلة شقيقها فقد تعودت عليهم وخاصة ليلي ومايا اللتان أصبحتا صديقاتها المقربات:
"الدريس ده كمان ماما لسه شارياه شافته في اوبن داي كانت فيه وعجبها جدا"
*هتفت ملك بتعب وهي تتثاءب لقد أصبحت لاتحظي بالنوم الكافي بعد ولادتها لورد....عندما كانت بمنزل عائلتها كانت والدتها تهتم بالصغيرة التي لم تكن تستطيع التعامل معها في بداية الأمر ولكنها عادت إلي منزلها بعد إلحاح فارس عليها والأن أصبحت لاتكاد تتذوق طعم النوم إلا قليلاً:
"ملك إنتي شكلك مرهقة جدا تقدري ترتاحى شويه وأنا هعقد جنب ورد"
*قدمت ياسمين عرضها بصدر رحب وهي تتكأ علي مرفقيها بجانب ورد....ابتسمت ملك وهتفت بلهفة
وكأنها كانت تنتظر المساعدة :
"ياريت ياسمينة لأحسن أنا جعانه نوم ورد بتفضل صاحية طول الليل وأول ماتنام أخوكي يصحي و
يبدأ في طلبات غريبة مكنتش أعرف إني هعيش المعاناة دي"
*غمزت لها ياسمين بشقاوة هامسة:
"بس أكيد تعب ومعاناة حلوين"
*أومأت ملك برأسها وهي تتطلع إلي صغيرتها عاقدة الحاجبين مثل والدها في نومه:
"أكيد تعب لذيذ خصوصا لما يكون حته منك ومنه
بكره إن شاء الله بعد ماتجيبي بيبي هتعرفي لذة
المعاناة دي"
*غارت عينا ياسمين بالعبرات وهمست بعجز ضعيف:
"ملك تفتكري أحمد بيحبني فعلا ؟"
*رفعت ملك حاجبيها متعجبة وجلست أمامها تقل بسخرية مرحة:
"لأ مش بيحبك خالص ولا بيغير عليكي ولا أي حاجه....إنتي عبيطة طبعا بيحبك وجداً كمان أنا
عارفه أحمد كويس دايما بيداري مشاعره وجد كده بس معاكي أنا بشوفه حاجه تانية بدليل كتب الكتاب اللي صمم عليه وحبيبي لسه تعبان"
"طيب ليه أنا مش بحس كده"
*هتفت ياسمين بوجه مغضن متجهم.....فأجابتها ملك ضاحكة :
"علشان إنتي مجنونه شويه"
"أنا يا ملك !!"
*صاحت ياسمين بفم متسع....فأكملت ملك بنفس السخرية المضحكة:
"والله شكل الجنان وراثة قوية إنتي وأخوكي فولة وأنقسمت نصين علي رأي أم صالح"
*اهتز هاتف ياسمين الذي كانت تضعه علي وضع الصامت حتي لاتقلق ورد برنينه فقفزت متلهفة
تقل بوجنتين متخضبتين:
"ده أحمد"
*وأجابته بصوت خافت رقيق:
"ايوه يا أحمد"
"إنتي فين....اتصلت بيكي كتير مكنتش بتردي ليه؟ "
تراقصت ابتسامة ناعمة فوق شفتيها برغم أسلوبه الحاد في سؤاله لها وقالت:
"أنا عند ورد وحشتني وجيت......"
*قاطعها متذمرا بغضب:
"ومقولتيش ليه ولا إنتي مش واخده بالك إني جوزك ولازم أعرف رايحه فين وجايه منين"
"أحمد أنا في بيت أخويا ليه متنرفز بالشكل ده ؟"
*سألته ياسمين بشفاه متكورة بضيق....شعرت ملك بأنها ربما تحتاج لبعض الخصوصية فحملت ورد و
خرجت من الغرفة تاركة ياسمين علي وشك البكاء
من صوت أحمد الذي وصل إلي مسامعها:
"أنا جاي اخدك حالاً في حاجه مهمة عايز أتكلم معاكي فيها"
*قال بعصبية مفرطة واضحة علي لهجته الحادة تهاوي قلب ياسمين من القلق وقوست حاجبيها منزعجة:
"أحمد ممكن أعرف مالك أنت عصبي جدا"
"يااااااااااسمين مش عايز نقاش حالاً تنزلي خمس دقايق وهكون قدام باب العمارة....بسرعة"
*صرخته باسمها جعلها ترتجف من الخوف وتشعر بشئ ما سئ قد حدث وقبل أن تجيبه كان يغلق
الهاتف في وجهها:
"أحمد"
*رددت اسمه وهي تنظر إلى هاتفها ثم لملمت أشيائها ومشطت شعرها سريعاً ثم خرجت تعتذر لملك عن رحيلها المفاجئ وخرجت لتنتظره كما أمرها وكل خلية بها ترتجف من القلق.
**************************
*تتأفف هشام من زوجته التي تلوي شفتيها بأعوجاج نظرلها وقال بحنق:
"وبعدين يعني هنفضل علي الحال ده كتير"
*وقفت مني أمامه تطوي ذراعيها فوق صدرها وهتفت بغيظ:
"نفسي أفهم ذنب العيال دول إيه في مصايب أختك واحدة قتاله قتله وجايبه بلاوي زرقه علي
دماغها واتحبست ولسه الحكم عليها إيه بقي ذنب العيال فرحهم يتأجل ليه !!"
*عقد هشام حاجبيه مجيباً بغيظ:
"علشان أبويا الراجل اللي قلبه واجعه علي بنته مش عشانها يامني واسكتي بقي وسبيني علشان اللي قاعدين مستنين"
"أنت كده كل ماتكلم معاك في حاجه تكتمني"
*دمدمت مني بغضب وهي تخرج من الغرفة وأغلقت الباب خلفها بعنف.....هز هشام رأسه قائلا:
"الصبر....الصبر من عندك يارب"
*وفي جلسة عمل بحديقة قصر الحسيني ضمت كل من الحاج جلال وأولاده هشام وطارق وشمس بصفتها أحد الشركاء بالمجموعة...............وأحفاده المسؤولين عن إدارة المجموعة فارس و محمد ومنة و مايا أيضا بصفتها عضوة في مجلس الادارة ومحامي العائلة تناقش جلال في الأرباح السنوية التي تزايدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بفضل إدارة المجموعة الناجحة.
*وتم من خلال الأجتماع توزيع الأرباح بالتساوي بين الأعضاء المساهمين وقد
شرح فارس لجده بعض المشروعات الجديدة
التي تم الأتفاق عليها ومنها مشروع الإسكان الجديد الذي تم إرساؤه علي مجموعة الحسيني من خلال مناقصة كبيرة من قبل الدولة.
*استمر الأجتماع لمدة ساعتين في نقاش عملي بحت كانت شمس تجلس خلاله صامتة عن الحديث لعدم
معرفتها بتلك الأمور ولكن والدها صمم وأكد حضورها هذا الأجتماع:
"اسمع يا أستاذ وجدي أنا عايزك تعمل وديعة باسم ورد الحسيني بمبلغ مليون جنيه"
*نظر فارس إلي جده وقال بذهول:
"بس ياجدو ده كتير و......."
"اشششش أنا قلت ورد الحسيني حفيدتي مش بنتك"
*دمدم جلال بجدية جعلت فارس يتراجع عن أعتراضه بينما أكمل جلال قائلاً لمحاميه:
"طبعا ده غير حساب الزكاة اللي متعودين عليه"
"تمام ياحاج"
*همهم المحامي وهو يدون كل شئ:
*تنحنحت شمس ونظرت إلي والدها وهمست بخفوت تقل:
"بابا بعد أذنك ممكن أقول حاجه"
*ابتسم جلال لأبنته الحنونة وقد علم بحدسه ماستقوله ولكنه انتظر و أومأ لها برأسه:
"شروق يا بابا.....بلاش نظلمها من فضلك هي كمان ليها حق زيها زينا"
*اتسعت عينا هشام مبهوتاً بمنطقها الغير الأناني برغم أن شمس هي أكثر من أصابه الأذي من شروق وأفكارها الشيطانية وقال لوالده مؤكدا علي كلام
شقيقته:
"شمس عندها حق ياحاج"
*مسح جلال وجهه ثم خلع نظارته الطبية يجفف دموعه التي ترقرقت داخل عينيه ولكنه أخفاها ببراعة ولكن شمس الأقرب إلي قلبه شعرت به فأمسكت بيده تضغط عليها بدعم نفسي قال جلال وهو يتنفس بعمق:
"حقها محفوظ لو ربنا نجاها من حكم....."
*وقطع حديثه خوفا أن ينطقها وأكمل بحزن:
"حقها هيكون ليها يتصرف منه عليها"
"إن شاء الله خير يا بابا"
*دمدم طارق بأبتسامة عالقة فوق شفتيه وبعد إنتهاء الأجتماع وذهاب المحامي تحولت الجلسة إلي عائلية بانضمام مني ونغم أيضا أما ليلي فكانت
بمنزل هنا صديقتها التي تحتاج لها بالتأكيد:
"بعد إذنك يا عمتو أنا هاخد مايا ونخرج نتغدى بره"
"لأ بره إيه الغدا أم صالح بتحضره"
*صاحت مني سريعا بلهفة....فقال هشام وهو ينظر
لها بترقب:
"مني سبيهم براحتهم"
"بس ياهشام....."
"خلاص بقى يامني..."
*تمتم هشام بجدية جعلتها تصمت.....فقال جلال وهو يؤشر لهم أن يجلسوا:
"أقعد اتغدي هنا أنت ومراتك أمك عامله محشي وبط غذي البت المسلوعة دي قبل الفرح"
*شهقت مايا بفم متسع:
"أنا برضه مسلوعة ياجلجل الله يسامحك"
*نظرت مني إلي جلال بعينين متسعة سعيدة وصاحت فرحا:
"فرح أنت قلت فرح يابابا هي هانت ولا إيه"
"لا إله إلا الله ماتحطي لسانك جوه بقك شويه إنتي
مابتصدقي"
*ضحكت شمس ونغم بينما قالت مني حانقة لزوجها الذي يمنعها عن الحديث دائما:
"مش بابا اللي قال فرح ولا أنا بيتهيئلي"
"لا يا أمي قال"
*قال فارس غامزاً مني التي احضنته من الخلف تقل:
"يخليك لأمك"
*ضحك جلال ثم نظر إلي محمد ومايا الواقفين أمامه كتلاميذ ناجحين ينتظرون المكافأة فعقد جلال حاجبيه قائلا لهما:
"العيال دول لازم يتجوزوا بأسرع وقت خاصة الواد الطويل ده علشان كده خطر عليه....مالك وليلي مقدور عليهم بس دول ممكن يهربوا ويعملوا فرح
مع نفسهم.....النهارده الأربع يبقي فرحهم الخميس الجاي"
"تصدق إنك أجدع جد في الدنيا كلها"
*هتف محمد بسعادة وهو يهرول علي جده ويقبله
من قمه رأسه ثم كفيه.........وأطلقت مني زغاريدها بصخب بين الجميع.
*لتهتف نغم وهي تقف منتفضة مشيرة لشمس:
"كده مفيش وقت اتصل بقي بليلي تيجي تشوف
إيه اللي وراها.....وإنتي يامايا شوفي اللي وراكي
كده مفيش وقت الأسبوع بيجري"
*قال محمد بتفكير" بكره إن شاء الله أشوف مالك ونحدد قاعة الفندق"
"لأ سيب موضوع حجز القاعة ده عليا وهدية مني كمان"
"أنا قولت إيه من شويه ولا أنت كبرت عليا يابن
هشام"
*هتف جلال وهو ينظر لفارس بمكر....لكن محمد كان الأسرع في إجابته:
"بس ياجدو كده كتير كفايه هديتك لينا أنا ومالك
كل واحد شقة وكمان الديكور كان عليك والله كده
كتير"
*أومأ جلال برأسه وتمتم بشرود:
"أنا هعمل كده مع احفادي ولو ربنا افتكرني ده هيكون في رقبة هشام وطارق"
"بعد الشر عنك ياحبيبي"
*قالت شمس بحنو:
*نظر فارس لهاتفه وانتفض باستعجال يقل:
"بعد إذنكم استئاذن أنا علشان اتأخرت علي ملك وهي لوحدها في البيت وزمان ورد مجنناها"
"اطمن يا حبيبي ياسمين أختك عندها"
*تمتمت شمس مبتسمة بعد أن اطمئنت علي حفيدتها الغالية:
*فعقد فارس حاجبيه مبتسماً يقل:
"ياسمين"
***************************
*تنهدت هنا بألم وهي ترفع يدها إلي شعرها المشعث قليلا...وأخفضت وجهها وقالت بحيرة:
"أنا تعبانه ياليلي وحاسه إن قلبي بيوجعني كل
ماشوف أمير بعيد عنه"
"إنتي لسه بتحبي سليم يا هنا ؟"
*أتسعت عيناها ونظرت إلي ليلي بوجهها المحمر المنحنى وعلي الرغم من قلبها الذي ارتجف إلا أنها
قالت بحدة غاضبة:
"أحبه بعد كل اللي عمله فيا وخيانته ليا ده اتجوز عليا ياليلي ده غير خيانته مع غيرها وغيرها خلاص يا ليلي أنا قلبي اتقفل وبقي زي البيت المهجور اللي
كله حزن وضلمه"
*رمقت أبنها الناعس علي ساق ليلي بهدوء وقالت وهي تجفف دموعها:
"كل اللي تاعبني هو أمير خايفه أكون ظلمته"
*رفعت يداً مرتعشة إلي فمها المرتجف تريد تهدئته
وهي تحاول السيطرة على دموعها المنهمرة....ربتت
ليلي علي كفها ثم مسحت دموعها بظهر يدها تقل:
"هنا إنتي مش غلطانه في قرارك سليم كان يستاهل وإنتي مظلمتيش أمير بالعكس كنتي هتظلميه لو فضلتي مع سليم وكبر وشاف المشاكل مابينكم بتكبر.....وبعدين أكيد إنتي مش هتحرميه من سليم"
*هتفت هنا بتأكيد:
"لأ طبعا يا ليلي مستحيل أحرم أبني من أبوه و جده وجدته...المهم سبيك إنتي من كل ده وقوليلي
عامله إيه مع مالك ؟"
*قرصت هنا خد ليلي الذي توهج بحمرة الخجل و
همست مبتسمة:
"بنت إياك تزعلي أبن عمي حبيبي"
*أدارت ليلي وجهها جانبا وهي تهمس بخفوت:
"هنا في حاجه تعباني ومخوفاني جدا"
*أحست هنا بقلبها يهوي وتضاربت الأفكار برأسها خوفاً أن يكون مالك.....هزت رأسها بعنف مستحيل فهي تعرف مالك جيداً هناك فرق شاسع بينه وبين سليم وبالتأكيد لن يخطئ أبدا:
"في إيه؟ قوليلي "
*أمسكت ليلي بكف هنا وهمست تترجاها بخفوت:
"هقولك بس علشان خاطري اوعي تقولي لحد أيا كان مين عن كلامي ده....إياكى ياهنا"
*ابتلعت هنا ريقها وهتفت بغضب:
"اتكلمي في إيه وقعتي قلبي مش هقول وحياة أبني مش هفتح بقي لأي حد"
*أومأت ليلي برأسها ونظرت لها بعينين دامعتين تهمس:
"هقولك كل حاجه"
**************************
"صدقتني لما قولتلك إنها كانت بتخونك"
*همست أسيل بصوت ناعم كحية رقطاء تبخ سمها
المميت في أذنى سليم المشوه الوجه بعد أن خاض شجاراً قوياً مع حذيفة انتهي فى قسم الشرطة.
*شعور بالضيق انتابه جعله يوقفها بقوة صارخا
فيها:
"اخرسي يا أسيل...هنا مستحيل تخونني وترد الخيانة بخيانة هنا أنقي وأنضف من كده بكتير"
*دمدمت بغل:
"أُمال إيه اللي خلاه يضربك وتضربه بالشكل ده ويوصل الموضوع للشرطة أكيد في حاجه قالها خلتك......"
"أسيل قولتلك اسكتي....اخرسي بقى واطلعي بره الأوضة عايز أنام"
*رسمت ابتسامة مصطنعة تثير الأستفزاز لتقول ببرود وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بترفع:
"اوك ياسليم أنا ماشيه من البيت خالص رايحه الماركت اشتري شويه حاجات وهسيبك تفكر بهدوء
في كلامي....باي"
*تنهد سليم بتعب نفسي وجسدي وارتمي فوق الفراش وهو يتألم وشرد في ذلك اليوم الذي
تحدثت فيه أسيل عن هنا وخرج مسرعاً بجنون
ليذهب إلي ذلك الحقير.....فقد كان واثقاً بأن هنا
لم ولن تفعلها مهما ازدادت جراحها ونزفت ولكنه ليس واثقا بذلك الوغد......
*فقد تذكر نعم تذكر الحفل ونظراته التي كانت تلتهمها.....ويوم أخر تقابل حذيفة صدفة معهم في أحد المطاعم حينما دعا هنا علي العشاء ربما تلك الليلة لم تكن إلا صدفة من ترتيبه.
*حينها وصل إلي الفندق ونيران من الجحيم تشع من عينيه حاول الصعود إلي مكتبه ولكن رجال أمن
الفندق منعوه بالقوة....صرخة حذيفه أوقفت رجاله
حينما هتف فيهم:
"اتركوه"
*وبالفعل تركوه وأصبح سليم في مواجهة حذيفة وجهاً لوجه بباحة الفندق الواسعة وسط بعض النزلاء الذين أدهشهم ما يحدث:
"اتفضل ياكابتن طلبت تقابلني"
*قال حذيفة بابتسامة رزينة هادئة لاتعبر عن الغل الذي يسكنه حينما رأي من تسبب في بكائها وحزنها
يقف أمامه....أما سليم فكان كاسد هائج يبحث عن
عدو له:
"أنت ندل وحقير وابن***كانت عايز مراتي ليك
رغم إنك كنت عارف إنها ست متجوزه"
*وهجم سليم مثل الثور الهائج علي حذيفة بلكمة ردته للخلف وجعلت من يقفون من النزلاء يهتفون
بخفوت:
"اوووه"
*حاول رجال حذيفه التدخل ولكنه استوقفهم بإشارة من يده ونظر إلي سليم مبتسماً:
"وبعدين خلصت اللي عندك"
*أجابه سليم بغضب وهو يحذره بسبابته:
"أبعد عن مراتي وإلا...."
*قاطعه حذيفه تلك المرة ساخرا:
"مراتك نعم يظهر إني مسمعتش كويس"
"تمام يبقي أسمعك"
*صرخ سليم وهو ينقض علي حذيفة بلكمة أخري جعلت شفتيه تنزف....لم يستطع حذيفة منع نفسه
من ضربه بقوة برأسه الصلب وقد خلع ثوب التحضر.....ضربة قوية أصابته بدوار شديد جعله يترنح.
*بدأت صرخات النزلاء تتعالي ورجال الأمن وبعض المسؤلين عن إدارة الفندق بدأوا في تفرقة النزلاء والتدخل بين الرجلين.....حذيفة تمكن من سليم وأخذ يسدد له الضربات بقوة في وجهه:
"مبقتش مراتك فاهم....خلاص هنا اتحررت منك ومن خيانتك"
*برغم تسديد حذيفة القوي للضربات لوجه سليم إلا أنه استطاع أن يفلت منه ويسدد له ضربة قوية
في منتصف معدته:
"هنا لو مكنتش ليا مش هتكون لحد تاني عارف ليه
عشان مش هتحب حد بعدي"
"أنت أناني حقير"
*صرخ حذيفة وهو يلكمه.....فردها سليم إليه قائلا
بعنف:
"نجوم السما أقربلك منها ياكلب"
*ضحك حذيفة وهو يمسح خيط الدماء السائل من زواية فمه ورد له الضربة بقوة أسفل عينه وهتف من بين أسنانه:
"أنت متستحقش هنا أنت قذر و خاين كانت عارفه بخيانتك وكانت متحمله عارف ليه يا حقير"
*لم يرد له سليم الضربة برغم أنه كان يستطيع ولكنه ظل واقفا يتلقى ضربات حذيفه ولايشعر بها بل يشعر بألم أخر أكثر وجعاً وندماً:
"علشان بتحبك أول ماحست بمشاعري ناحيتها قدمت استقالتها وقالت لازم اتفرغ لجوزي...كنت بسمعها تقولك حبيبي وبشوف الصدق والحب في
عيونها وأنت أكبر مغفل حقير متستحقش حتي
إنها تتعب نفسها في ذكر اسمك"
*أكمل حذيفه وهو يتركه ليسقط فوق ركبتيه:
"كانت تقدر تردلك الخيانة بالخيانة بس هي أشرف وأنقى وأطهر من كده بكتير.....علشان كده أنا مش هتخلي عنها وهعوضها عن كل ساعة نزلت فيها دموعها بسببك"
*آفاق سليم من شروده علي رنين هاتفه نظر إلي الهاتف يبتسم قبل أن يجيب باشتياق:
"كنت فاكرك أنت كمان زعلان مني"
*تنهد محمد وقد حزن علي نبرة صديقه المنكسرة وأجابه بجمود رغم اشتياقه له:
"أنت حيوان وغبي وخسارة فيك المعرفة بس برضه بحبك ومقدرش استغني عنك وأتصلت أقولك فرحي أنا ومالك يوم الخميس الجاي ومحتاجك جنبي"
*ضم سليم شفته المتورمة ودمدم بحزن والدموع تكاد أن تفر من مقلتيه:
"كان نفسي أكون جنبك ياصاحبي أنت ومالك بس ماينفعش للأسف"

مـــــــلك روحـــــــــيDonde viven las historias. Descúbrelo ahora