المقدمة 🌼

6K 76 13
                                    


أحداث الروايه تبدأ بعد مرور اربعه أعوام من يوميات أبطال روايه شمس لا تغيب.........

*بفيلا جلال الحسيني تجمع الأبناء والاحفاد حول جلال الحسيني هذا الرجل القوي الذي مرت عليه الأحداث الكثيره الحزين منها أكثر من السعيد ولكنه ظل صامدا....قوي.....شامخ....مثل الشجرة العتيقه قويه الجذور يقف دائما متماسك صلب يدافع عن أبنائه بكل قوه و إيمان والآن يجمع أبنائه وأحفاده تحت سقف بيته الكبير وتحت رعايته وبرغم من تدهور صحته بحكم سنه إلا أنه أصر على أن يجمع شمل عائلته بعد أن اتخذ القرار المناسب الذي يمليه عليه ضميره...............
*جلس محامي جلال الحسيني بمقدمه الطاوله الكبيره وبجانبه جلال فوق مقعده المتحرك يراقب بصمت الجميع.....هتفت شروق العائده وسط عائلتها منذ عامين بنفاذ صبر:
"احنا مستنين ايه الكل موجود"
*نظر لها جلال بعينان حاده قاتمه يقل:
"اختك شمس وجوزها وولادها ياشروق"
*اغمضت شروق عينيها تستعيد برود اعصابها وهي تتمهل وتنتظر في صمت...امالت مني على هشام وهي ترمق شروق بغيظ:
"هي مستعجله علي ايه مش شايفه ان شمس لسه موصلتش...اه طبعا مستعجله عايزه تعرف في ايه.

*ضحك هشام ضحكه مرحه وقد ظهر بشعره القليل من الشيب الذي زاده وسامه ورجوله....واسبل اهدابه يتنهد ثم همس لزوجته الجميله ذات الغمازات والعينان الساحره:
"وبعدين يا مني خلاص بقا....هي سالت والحاج رد"
*همهمت مني بخفوت:
"طيب خلاص بس انت عارف انا مش برتاح لاختك ديه ابدا وانت عارف"
*زفر هشام انفاسه بحنق وهو يقل بصوت هادي:
"وبعدين معاكي بقا قولتلك خلاص يا مني ولا انتي غاويه تنرفزيني وبس"
*لوت مني شفتيها باستنكارا والتزمت الصمت وهي مازالت ترمق شروق بغضب...ارجع طارق ظهره مستندا الي مقعده بجسده الرياضي وشخصيته المهيبه وهو يفكر ماذا يريد والده بالتحديد ولماذا جمعهم في تلك الجلسه العائليه في وجود محامي العائله....زم شفتيه بتفكر جلال الحسيني يفكر في شيء خطير لا يعلمه الا الله و محامي العائله:
"بابا....بابا حضرتك سرحان في ايه؟
*انتبه طارق إلى ابنته الجميله الشقية ليلته الساحره التي تشبه إلى حد كبير أنها روحه وقطعة من قلبه ضم طارق صغيرته الجميله لصدره يقبل جبهتها وهو يغمز لها:
" ولا حاجه حبييتي....بس حاسس ان جدك بيخطط لحاجه كبيره ونفسي اعرفها"
*ضحكت ليلي بروح شقيه مفعه بالحياه:
"فعلا انا حاسه نفس الاحساس يا بابا خصوصا ان أستاذ توفيق المحامي بقاله يومين بيجي لجده"
*قلب طارق شفتيه باستفهام يقول:
"دلوقتي نعرف كل حاجه"
*ببطء وقفت نغم خلف زوجها وابنتها تلف ذراعيها حولهم ثم قالت بهدوء:
"شايفاكم من بعيد هات يا رغي ممكن اعرف في ايه؟
*امسك طارق كفها يقبله هامسا لها:
"كنتي فين وحشتينى"
*أحمرت نغم الجميله خجلا من رومانسيه زوجها أمام إبنتها الرقيقه لتعض شفتها بخجل وهي تهتف:
"طارررق"
*وقفت ليلي تقل بشغف:
"هروح استني عمتو وملك"
*جلست نغم بجانب طارق تربت على فخده بينما راقب طارق ابنته حتي اختفيت وشرد قليلا يفكر:
"تفتكري تكون لسه بتفكر في ابن عمتها"
*اخذت نغم نفسا مترددا ثم قالت بخفوت:
"من ساعه اخر مره اتكلمت معاها وهي قالتلي خلاص مش بتفكر...بس انا زيك حاسه غير كده"
*رفع طارق عيناه يتتطلع علي حبيبه العمر وعشق القلب ثم سحب نفس عميق مختنق:
"خايف عليها من كسرت القلب يا نغم....و تتعذب مش عايز اشوف دموعها...ادينا كلنا شايفين ملك و حزنها واعتكفها عن الكل....وفارس إلا ساب الدنيا كلها وسافر"
*اومأت نغم برأسها تقول:
"بس ليلي تختلف يا طارق....الحب من طرف واحد والطرف التاني عارف وساكت"
*اغمض طارق عيناه بشده يردد:
"مالك مش ذنبه حاجه القلب وما يريد يا نغم"
*حاربت نغم حتي لا تسيل دموعها أمام الجميع ولكن دمعه واحده خانتها وفلتت من طرف عيناها لتقل بوجع:
"انا خايفه ليكون هو ده مصيرها دايما....خايفه يكون مرضها عيب فيها يا طارق"
*وجع في القلب وقبضه قويه اعتصرت فؤاد الأب الحنون عاشق صغيرته ليمسك يد نغم بقوه:
"بس يا نغم متقوليش كده تاني....عمر ابتلاء رب العالمين ماكان عيب بنتك زي الفل وانتي شايفه بنتك زي القمر مش ذنبها انها بتسمعش"
*وضعت نغم راسها فوق كتفه تمسح دموعها:" الحمد لله انها بتتكلم"
*غمغم طارق وهو يرفع عيناه إلى السماء:
"الحمد لله رب العالمين"
====================
*بسياره يوسف وهما بالطريق إلى فيلا والد شمس قالت شمس بغضب:
"ماشي يا مالك انا هوريك"
*طالع محياها الناعم وتلك الخطوط الصغيره التي تزين جانب عينيها وجمالها الناعم وشعرها الطويل الذي رفض وبشده أن تقص منه خصله واحده فاستطال أكثر وأصبح يصل بمنتصف فخديها فهو يعشقه ويعشق رائحته الورديه....ابتسامه بجاذبيه ووقار يسالها:
"ماله مالك عمل ايه"
*هتفت شمس بغيظ كعادتها:
"ابنك كبر عليا....وعامل نفسه سفير"
*ضحكت ملك من الخلف بقوه....بينما ابتسم يوسف من قلبه على زوجته الحانقه دائما من توأمها:
"ماله بس يا شمس عملك ايه؟
*ألتفتت بجسدها الصغير المنسق إلى زوجها تهتف بازدراء:
"تخيل يقولي انا مشغول ومش هقدر اروح عند جدي....قولتله وأخواتك مين يوديهم....تخيل يقولي ايه يا يوسف"
*أجاب يوسف وملك في صوت واحد:
"يقولك ايه"
*تطلعت شمس فيهم بغيظ تفتح فمها بتساع ثم اكملت:
"يقولي عدي انتي وبابا خديهم...أو ابعتهم مع عفيفي السواق شوفت"
*انحنت ملك للإمام إلى مقعد امها تقبل وجنتها:
"يا ماما ياحبيبتي انتي عارفه ومتاكده مالك مش عايز يروح عند جدو ليه"
*تمتمت شمس بغضب:
"علشان ليلي طبعا..هو يطول بنت اخويا"
*رفعت اصبعها بوجه يوسف تحذره:
"اسمع ابنك ده هيكون سبب اني ازعل مع اخويا وانا مش هسمح بكده أتصرف معاه"
*بهدوء قاسي ووقار وصوت خافت شجن قال يوسف:
"اعمله ايه يا قلبي....اضربه ولا احرمه من المصروف ابنك بقا راجل...بيشتغل في الخارجيه له حياته"
*هتفت شمس بغيظ:
"مش معني أن هناء مش بتحبه تبقي خلاص تقف الدنيا عندها سنتين اهو من يوم ما عرف أنها مش بتحبه وهو عامل فيها عبد الحليم حافظ....وسايب ليلي تتعذب البنت صعبانه عليا"
*رددت ملك في خفوت:
"ليلي جميله ورقيقه انا كمان بحبها اوي....بس القلب وما يريد يا ماما"
*قالتها ملك بهدوء وهي ترجع ظهرها للخلف غافله عن عينان تتطلع فيها كالصقر.....زم يوسف علي شفتيه ثم فتح خط هاتفه يتصل علي مالك ليفتح الخط ويستمع كلا من يوسف وشمس وملك من خلال مكبر الصوت إلى اغنيه سعد المجرد انت معلم في سياره مالك وصوت مايا وعبدالله ونادرة الطفله الصغيره التي تبناها يوسف وشمس من سبع سنوات يصدح بقوه....صرخ مالك في اخواته:
"بس علشان اسمع بابا"
*هتفت عبد الله يصفق:
"بابا سمعت صوتي"
*ابتسم يوسف علي صغيره....نسخته المصغرة وقبل أن يتكلم كانت شمس تقل بجديه وانفعال:
"اتمني تكون حافظ دورسك كده زي مانت حافظ الاغنيه....خلصت مذكره يا بيدو انت ونادرة"
*تسمر عبد الله والتزم الصمت....لتقل نادرة مقهقه:
"انا خلصت يا ماما هو لاه"
*لترد مايا بالنيابة عنه بسخريه:
"ايوه يا ماما ذاكر كويس جدا ولا فتح كتاب"
*قال يوسف بصوت مرح مسلي:
"بيدو حبيبي....على فكره صوتك يجنن انت ونادرة والاغنيه جميله ممكن ابقا اسمها معاكم"
*رد عبد الله بسعاده:
"اسمها انت معلم يا بابا..بابا انا بحبك جدا انت وماما"
"وانا كمان بحبك قد الدنيا يا بابا...وبحب مامتي"
*ابتسمت شمس بشقاوه تردد لطفليها الصغار
"انتم روح قلب ماما"
*شهقت ملك بتبرم ومازال مكبر الصوت يعمل:
"وملوكه مين بيحبها"
*هتف الاخوات الاربعة في صوت واحد:
"ااااااانا"
*دخلت منه من باب الفيلا تركض بسرعه إلى الداخل وهي تلهث ثم صرخت كعادتها المجنونه:
"انا جيييييت اسفه يا جدو اتخرت"
*انحنت منه علي جلال تقبل وجنته ثم جبهته:
"وحشتني يا حبيبي"
*ضحك جلال وهو يضمها إلى صدره:
"أمشي يابنت انا بردو إللي حبيبك"
*ابتسمت منه بخجل تهمس لجدها:
"بحبكم انتم الاثنين بس انت اكتر"
*فركت شروق كفيها بغل مخفي عن الجميع وهي تتطلع الي منه ووالدها لو كان لها لكان هو كل شيء وأخذ مكان الجميع كورت قماش فستانها بقبضه يدها من الغيط والشرارر يتطاير ....هتفت مني بغيظ:
"اتأخرتي ليه يا منه"
*اقتربت منه تجلس بجانب والدها بعد أن طبعت قبله فوق خده:
"مش كنت بقيس الفستان ياماما"
*هزت مني رأسها بحنق وهي ترفع حاجبيها:
"واللهي!! كل ده بتقيسي الفستان ولا كنتي مع أنس"
*تاففت منه وهي تغمغم بضيق:
"أنس عنده عمليه ومش فاضي ياماما علشان هياخد اجازه الفرح وبعدين هنكر ليه لو كنت معاه"
*دق هشام باصابعه فوق الطاوله وهو يجلس بالوسط بينهم ثم هتف في زوجته:
"منى حتي لو كانت معاه....مش جوزها وكاتب كتابه عليها وكمان يومين هتكون في بيته فين المشكله انتي هتعملي حماه من دلوقتي"
*قطبت مني حاجبيها قائله بنزق:
"أفضل دلع فيها كده"
*ضحك هشام وهو يغمز لمنه:
"انتي مضايقه ولا حاجه عايزه تدلعي انتي كمان"
*مطت مني شفتيها تهمس له بدلال:
"اممم عايزه الدلع طبعا في حد يكره"
*سحب هشام نفسا عميقا ينظر حوله ثم آمال على زوجته الساحره:
"بلاش تدلعي كده لاحسن اشيلك قدام الكل واطلع اوضتنا وساعتها هنبقي فضيحه العيله"
*شهقت مني تكتم ضحكتها وهي تغمغم:
"بس منه تسمع البنت اعقده"
======================
اسبانيا...مدريد
*تعالت أصوات الموسيقى مع صوت تقطيع السكين فوق اللوح الخشبي بسرعه حيث يقف فارس يرتدي مأزر المطبخ الازرق ويقطع حبات الطماطم والخيار بطريقه منسقه ومنظمه....خرج محمد من الحمام يفرك شعره الغزير بالمنشفه الصغيره و يلف حول خصره منشفه أخرى وقطرات الماء تتساقط فوق جسده المقسم مثل الرخام الاملس...... ليصيح بصوت ساخر:
"فارس بقولك انا هشغل اي اغنيه تانيه بدل الست إللي بتصرخ من الصبح ديه مش عارف انام بسببها الله يحرقها"
*رد فارس بالامبالاه:
"بتصرخ من الصبح والله يحرقها....هقول ايه مانت جاهل ديه ماريا ماليبران من أشهر مغنيات الأوبرا ياغبي"
*قلب محمد شفتيه بعدم اهتمام وهو يبحث بين الاسطوانات:
" ولا عايز أعرفها ذنبي ايه أعقد اسمع وحده بتصرخ ومش فاهم منها حاجه.....كفايه انت تسمعها"
*نظر إليه فارس بهدوء حديدي يرفع حاجبه ثم قال بصوت جليدي:
"تعال حضرتك خد مني الأكل و اعمل اللي انت عايزه من غير دوله"
*هز محمد رأسه بيأس من أخيه صاحب الرأس العنيد:
"هو يابني انت غاوي تعب كنا طلبنا الأكل من بره بدل وجع القلب ده"
*بدا فارس فى تحضير الطعام ووضعه داخل الأطباق.....نظر محمد لأخيه الشارد ليقل بخفوت:
"فارس انت مش بتاكل ليه مالك"
*فرك فارس ذقنه بحركته المعتادة ثم احنت رأسه يقل:
"انا مش عايز أنزل مصر"
*نظر له محمد باسي وعاطف فهو خير من يفهمه ويقدر همومه:
"وبعدين يا فارس هتفضل تبعد لحدأمتي....وبعدين زي مانت شايف جدو مصمم أننا نستقر في مصر....وماما كل شويه تتصل بينا وتعيط ومنه اختنا ازاي مش هنكون معاها يوم فرحها... لازم تستمر الحياه يافارس"
*قال فارس بإبتسامه حزينه بينما التقطيبه تزداد في جبينه وغصات الألم تتوالي علي قلبه مع الذكرى...ذكرى صرخاتها صداها يرن داخل أذنه:
"مش عايزه اشوفه....ابعد عني....انت السبب"
*هز رأسه يحاول أن يطرد هذا الصوت من رأسه:
"محمد انا السبب في إلا حصلها....انا بتعذب كل ماافتكر الي حصل سنه ونص والكوابيس مش بتفارقني مش عايز اخليها تشوفني تاني"
*ربت محمد فوق كتفه بقوه يغمغم بجديه:
"تقدر... وبعدين انت مش السبب في حاجه ده قضاء وقدر....ملك كانت هتعمل الحادثه ديه سواء كنت أنت السبب ولا لاه...والكلام الإ انت سمعته منها كان وقتها يافارس لما عرفت الا حصلها"
*ضرب فارس فوق طاوله الطعام حتي تحركت اطباق الطعام:
"قالت مش عايزه تشوفني....قالتلي اسبها يامحمد وانت تقولي ارجع علشان اشوفها بعيد عني مش هقدر"
*وقف محمد ينظر له بحزن:
"انت حر انا هنزل فرح اختي وافرح معاهم...أما أنت خليك هنا....لحد ما تلقيها ضاعت منك فعلا وخليك في وهمك"
=====================
*وقفت ليلي أمام المرآه تعدل من وضع شعرها تخفي سماعه الأذان الخاصه بها ابتسمت لنفسها بالمرآه وهي راضية عن نفسها...لتهمس اسمه بحب:
"ماااالك"
*وقفت سياره يوسف أمام سياره مالك الذي وصل بنفس الوقت مع والده....بمراب الفيلا ترجلت شمس من السياره ترمق ابنها الوسيم ثم اقتربت منه تقول:
"أهلا وسهلا حضرتك غيرت رايك ليه؟
*ألتفت اليها يوسف يهدر بصوت حازم:
"شمس مش وقته ممكن"
*رمقت شمس ابنها تهمس بحذر:
"مالك إياك تزعل ليلى فاهم"
*ضحك مالك بخفه يحرك راسه إلى أمه الجميله:
" امرك طاعه يا ست الكل"
*وصلت شمس ويوسف الي المنزل الكبير منزل والدها الغالي برفقه أولادهم و زوجها ليصرخ عبد الله ونادرة وهما يركضان بالهفه إلى جدهم وهو يهتفون بمرح:
"جدووووو....حبيبي"
*ضحك جلال بامل وكأن روحه عادت لجسده برؤيه شمس وأولادها فتح ذراعيه يستقبل عبد الله ونادرة الذي ارتموا بين احضانه ينهال كل منهم عليه بالقبلات وجلال يقل بصوت وهن ضعيف:
"كده يا بيدو أسبوع متجيش تشوف جدك انت ونونتي...جدو زعلان"
*رفع عبد الله وجهه الوسيم مثل والده ينظر إلى شمس التي كانت مشغوله بتحية الجميع مع زوجها يقول:
"والله انا اسف يا جدو....بس اعمل ايه ماما قالت مفيش خروج علشان الامتحانات....وبابا كان يقولها خلي بيدو ونادرة يخرجوا بس ماما تقول لا"

مـــــــلك روحـــــــــيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن