٢٧. مَاذَا تُخْفِي؟

1.4K 132 31
                                    

فَوْت قَبْلَ البَدْءِ...
____________________

وَبَعْد إلْحَاح وَالِدَتِي الْعَزِيزَة..

هَا أَنَا أَقِف إمَام بَوَّابَة الْمَدْرَسَة مُتَرَدِّدَةٌ مِنْ الدُّخُولِ، جونغكوك مَرِيضٌ وقَدْ تَغَيّبَ الْيَوْمِ كَمَا أَخْبَرَتْنِي لِيم هَا الَّتِي بَقِيَتْ مَعَه، تباً سأبقى وَحْدِي!

أخَذتُ نفساً عميقاً قَبْلَ أَنْ أَخْطُو خُطْوَةٍ إلَى الْإِمَامِ فاعود ثَلَاثَ خُطُوَاتٍ إلَى الْخَلَفِ..

إِلَهِي مُنْذ مَتَى وَأَنَا أَتَرَدَّد بِهَذا الشَّكْلِ؟!

اِرْتَعَدَت فرائصي أَثَر صَوْتَه الْقَادِمِ مِنْ خَلْفِي أَهُو شَبَح لِيَظْهَر مَنْ الْعَدَمِ هكَذَا؟ :

" لَقَد أتيتِ "

حاورته بِدُونِ أَنْ الْتَفَتَ :

" أَجْل ، أتظن إنِّي سَأتغيَب خوفاً مِنْك؟ "

أبداً لَم أَخَفّ!

سَرَت بِخُطُوات أَشْبَه بالهرولة وَأَشْعَرَ بِهِ يَتْبَعُنِي ، هَرْوَل لِيُصْبِح محاذياً إيَّاي فانبس يُمْسِك ذِرَاعِي :

" الْمَدْرَسَة لَن تُحلِق ، قَفِي قليلاً "

أَبْعَدَت يَدَه بِعنفَ وهَسهَستُ بحدةَ :

" اِبْتَعَد! "

" لمَ؟ "
رَدّ بِصَوْتِه الْكَئِيب الْهَادِئ

" لَا أُرِيدُ التَحَدُث معكَ! "
شزرته قَبْلَ أَنْ أَسْتَدِير مُسْرِعَةٌ إلَى دَاخِلِ مَبْنَى الْمَدْرَسَة...

_______

كُنْت جَالِسَةً أَحْدَق فِي طُلَّاب فَصَّلْنَا المختلين الذين يقفزون هنا وهناك لابتسم لَا شعورياً منظرهم لطيف، مَسَحَت بناظري غَرْفَة الصَّفّ كُلِّهَا حَتَّى تَوَقَّفَت عِنْدَمَا رَأَيْته يُتَّكَأ عِنْدَ الْبَابِ متكتف الذِّرَاعَيْن يُحَدِّق بِي بِنَفْس هدوئه الْمُعْتَاد...

تَنَهَّدْت أَبْعَد بَصْرِيٌّ عَنْه ، لمَ أَنَا؟ ، أتسائل عَنْ مُرَادِهِ الْحَقِيقِيّ خَلفَ هذاَ الاصَراَرَ..

لمَ اعَي عليه إلا عندما جْلِس أَمَامِي مباشرةً ، يُسْنَد كوعَه عَلَى طاولتي يُتَّكَأ فَكَّه الْمُحَدِّد عَلَى كَفِّهِ ، وَيَنْظُر دَاخِلٌ مقلتاي كَكُلّ مَرَّة ، نَظَرَات مُبْهَمَة ، بَاهِتةَ وَلَكِن أَشْعُرُ أَنَّ بِدَاخِلِهَا أَحَادِيث.

تنهدتُ وبَقِينَا هَكَذَا حَتَّى لَحظَت خُلُوّ الصَّفّ ، الْجَمِيع غَادِر أَثَر رَنِين الْجَرَس وَحَانَ وَقْتُ حِصَّة الرِّيَاضَة..

أُعِدَّت نَظَرِيٌّ إلَيْه ، فاردفت اِتَّكَأ بفكي عَلَى يَدَيْ كَمَا يَفْعَلُ :

" لمَ تَلْتَصِق بِي هَكَذَا؟ "

لَمْ يَجِبْ فَقَطْ اكْتَفَى بالرمشَ والتعمق بالنظر وَكَأَنِّي لَوْحَة يَتَأَمَّلُهَا ، اِنْزَعَجَت مِن تَجَاهَلَه لسؤالي فَنَطَقَت مِصْرِةً عَلِيّ مَعْرِفَة الْإِجَابَة :

" أَجِب! "

" رُبَّمَا ، لِأَنِّي لَا أُرِيدُ أَنْ يأخذك أحدَ "

أَجَاب ببحته الْخَشِنَة بِكُلّ صَرَاحَة.

" مَاذَا تَعنِي كِيم؟ "

" حَتَّى أنَّا لَا أَعْلَمُ ، لَا أُحِبُّ رُؤيَة أَحَدُهُم مقترباً مِنْكَ أَكْثَرُ مِنِّي ، لَا أُحَبِّذ خُلُوّ يُومي بِدُونِ أَنْ أراكِ ، أَشْعَر بِضِيق دَاخِلِيّ إذَا لمَ ألقاكِ، لَا أَعْلَمُ وَلَكِنْ هَكَذَا أَشْعَر "

تَنَهَّدْت بخفوت هَذَا الْفَتَى عَجِيبٌ كُلِّ شَيْءٍ يَخُصُّه مُبْهَمٌ ، إلَّا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُجِيبَ بِوُضُوح أَكْثَر! وكَيفَ تَعلقَ بيَ هكّذاَ أصٌلَاً؟

" لنذهب فحسب"

انبست باستسلام لاستقيم بُغْيَة المغادرة ، قَبْلَ أَنْ اتخطاه أَمْسَك رسغي ولازال يَنْظُرُ إلَى مَقعديَ بِفَرَاغ ، فانبس بنبرة قَدْ زَادَتْ كَآبَة :

" أفهمِ ، شُعُور شَخْصٌ يَخَافُ الْبَشَر وَيَخَاف الْخُرُوجَ مِنْ مَأْوَاه ، شَخْصٌ عَاجِزٌ كَالْمُقَيَّد ، شَخْصٌ يُحَارِب عَجْزِه الَّذِي دَامَ لسنوات ، فَقَط كَي يلقاكِ ، تَخَيلِ "

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كِيم تايهيونغ أَنْت تُعِيد إحْيَاء فُضُولِيٌّ، تُرَى مَاذَا تُخْفِي؟
______________________

يَتْبَع...

مُتَهَوِرَة الْعَنِيدْ || 𝐊.𝐓𝐇 ✔︎Where stories live. Discover now