رِحلَة إِلى النُجُوم 4

104 12 0
                                    

أتَعَجّبْ لِحال الإِنسَانِ كَيّفَ بِكَلِمَة وَاحِدَة تُنطَق مِن شُفَاه الخِلّان تَحمِلُنَا لِدُنيّا الأحْلاَم وَ تَهوِي بِنَا لأَجمَل الأَفكَار و تُطهرِنَا مِنْ كُلِ النُدوب والجُروح ،
وَهذَا هُو حَالُ قَلبِي حِينمَا رأيتُ جِينْ وأعْلَمَنِي عنْ مَجِيءْ تَايهيونغ مَعه ، كُلُ مَا أذكره أنِي مِن فَرط سَعادَتِي رَكضتُ بِكُل جُموح وَ تَناسِيّتْ تِلكَ المَشَاعِر السَلبِيَة التِي بَدأَت تَترُك أَثَارهَا وتُطبَع عَلى أركَان رُوحِي ،

أركُض بِكُلِ طَاقَة عَالِيَة لا أذكُر يومًا بأنِي قَد تحمّست لِشيء لِدرجة أركُض إِليّه بِهذَا الشَغَف وَ الحمَاس ، فَهو تَايهيونغ ،

شَفتَيّ سوفَ تتمزق أُقسم مِنّ شِدّة الضَحك والإِبتسِام ، أصرخ عاليًا بإِسمه مع كُل رَكضة أركُضهَا ...وقفتُ أمَام بَاب البَيّت وَ بِتُ أطرُقه بِقوة تَكتد تَشطره دُونَ توقّف وصُراخ بإسمه !، فَتحَ البَاب مُسرعًا وتَقاسِيم و جهِه بَاتتْ غَاضِبَة بَعض الشَيء فَبِطبع لاَ يُوجد إِنسَان عَاقل يَطرق البَاب عَلى النَاس بِهذَا الشَكل الفَظِيع ،

" تَايهيونغ ! "
نطَقت بإسمه لاَهِثًا والإِبتِسَامة تَشق فَمِي ، لاَنتْ تَقاسِيمه لِتتبدل لأُخرى سَعِيدَة ،
" أيهَا الوغد السَافِل .. لقد إشتقتُ إِليّك !!! "
نطقتهَا بَعدَمَا هرعتُ لِأعانِقُه بِسرعة وَ قُوة ، حقًا قَلبِي مُمتليء بالمَشَاعِر السَعِيدَة والحَزِينَة تِجاه هَذا المَوقف ، ظَننتُ بأنَ هذَا اليَوم سَيكون بَعيدًا جِدًا ،
" حسنًا يبدوا بأنَ هُنَاك أحدًا لم يَستطِع إغلاَق فمّه ، تبًا لِجِين الواشِي رغبتُ أن أتِيكَ أنَا و أُفاجِئك !! "
أعرَب عَن كَلامِه بِتذّمر ويَداه تُحاوِطُ ظَهرِي ، أراهِنه عَلى مَا قَال فَ بالفِعل جِين لاَ يَستطِيع إِخرَاس فَمه عَن شَيء والإِحتِفَاظ بِه لخمس دقائِق حتى !
" سوفَ .. سَوف نفعل الكَثِير كمَا كُنَا نفعَل بالسَابِق وبالتأكِيد كُوك سَيُسعد بِمجيئك !!! "
صِحتُ عالِيًا بِكلامِي حَالمَا فصلنَا ذلك العِنَاق وَ دلفنَا للمنزل الذِي بدأ وكأنّه يقُوم بِتنظِيفه ، رأيتُ تَبدل مَعَالِم وَجهِه للإِقتِضَاب والحُزن الذّي إِستولى فَجأة عَلى عَينَاه المُشرقَة حِينمَا ذَكرتُ إسم كُوك ،
" هَل .. طردك ؟ "
سألته حِينمَا إقتربتُ مِنه واضِعًا يَدي عَلى كَتفه ،

" نوعًا مَا .. فَقط دَعنَا نتنَاسى هَذا الأَمر قَلِيلاً وَلنتَحدّث عن حيَاتنَا اللعِينَة قَلِيلاً !! "
تَحدث مُتحركًا لِناحِيَة النوافِذ وبدأ بِفتحهَا لِيدخل الهَواء عَلى المنزل قليلاً ، أدرِك كَم هُو حَزِين بِسبب تَصرفَات كُوك والتِي نوعًا مَا طَبِيعيّة ربّما !؟
إِنّه يَمر بِظروف وأوقَات صَعبّة مُنذ حَادثته مَع وَالدِيّه ودُخولِه فِي إغمَاء دَامَ لِأسَابِيّع لِينتَهِي الأَمر بِفقدَانه لِسمعه ! هذَا حقًا قَاسِي عَلى طفلٍ صَغير كَبُرَ عَلى اليأس والوِحدَة ، يَائِس ، غَاضِب وَ حَزِين ، هُو هَكذَا ..
إِبتَعد عَن الجَمِيع وبَقى مُنحَشر دَاخِل زوَايَا أفكَاره وَ زوبَعَاتِه وحِيدًا مُتكورًا مَع ذَاتِه ، نحنُ جميعًا نتفهم شُعوره لكِن أليَس هذَا الأَمر قَد طَال أَمره كَثِيرًا ؟

رِحلَة إِلى النُجُوم .जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें