رِحلَة إِلى النُجُوم 2

137 18 44
                                    

لاَ أعلَم عَلى مَاذا هُو مُتعجِل هَكذا بِالظَبط ، أسآله إلى أين سترحَل بِنَا يقول "إلى النُجوم !" .. هذَا غريب ، لستُ مُعتادًا على هذا النُوع مِن الإهتمام القَوِي منّه .. أحيانًا يتقَرب مِنّي كثيرًا وفِي النهَاية يرحَل وكأنه لَم يَكن ،
أشعُر أحيانًا بأنه لاَ يتقَرب مِنّي سِوى لأنَ والدتِي أخبرته بِذلك ،

هذَا مؤلِم ، لاَ أستطِيع الإِفراجَ عن مَدى غَضَبِي وحُزنِي مِنّه ، أُريده أن يَرانِي ، يبحَث عنّي كَما أفعَل .. إِن فَعلت فَسيسخَر ، أعرفه جيدًا ..
يُعانِد مَشاعره ويُبيّن عكسَها ، يتهور فِي كَلامِه ، تَصرفاته .. دُونَ تفكيرٍ ولاَ رُويّة فقط يتصَرف بِقلّة مُبالاَة ..

يُنشُب المَشَاكِل مع والدِي وتُشعَلَ فَتَائِل الحَرب بينهم ، لِتُولد حريقًا على هيئَة مَسافَة تَكفِي لِئَلاَ يجتمِعان مُجددًا  ..
كَبُقعَة زَيت تَطفُوا على سَطحِ المَاء ، لاَ إنسجَام بينَهم .. بَتاتًا!

" هَل ستَبقى تقِف كالأبله وأنتَظرك هنا ؟"
قاطعنِي صوتُه مِن شُرودِي ، كَان يَقف خارِج البابْ ويَجر حَقيبتِي خلفّه وينظر لِي ، حملتُ حقيبة ظهرِي وإرتديتها وأُخرى على كتِفِي ..
مَابِه ينزل مُسرعًا وكأنه أحد اللُصوص ! فِي النِهاية هذا بيتُه أيضًا ،

فتحَ بابُ المنزل ووقفتُ بِجانبه .. سحبنِي خَلفَه مِن مِعصم يديّ تزامنًا مع إِرتِداد جَسَدِي للخِلف مِن قِبل أحدٍ ما ..
آه إنهَا .. دَارِين ، زوجَة والِدي ، رأيتُ إلتفاف جِين السَرِيع لِيرى سبب توقفِي ، آرجوا أن لا تندَلِع حربًا ، فأنا مُجهد ومُتعب مِن صراعاتِهم الفارِغَة على كُلِ شَيء .
" تايهيونغ !! هل .. أخبرتَ والدك بأنك ستذهب ؟"
تحدثَت إِليّ بنظراتٍ قَلِقَة ويداهَا تُعدل مِن شعرِي المُتانِثرْ ، لم أكره يومًا دارِين ، لطالما كانت حنونَة وطيّبة حتى معَ جِين الذّي لاَيُضيع فُرصَة لتذكِيرها بحقيقَة كونَها مُجرد دَخِيّلَة على حياتِنَا ولا تَربطنَا بِصلة ،
فِي الواقع هي دخيّلة بالنِسبَة له هو ، في حياته هو ، وليسَ أنا ، دارِين كانت ولا زالَت الملاك المُنقذ بالنّسبَة لِيّ .
" هل هو لايزال بِحفَظاتِه و زجاجة الحَلِيب ليأخذ إذنَ أحدٍ فِي الخُروج مع آخيه !؟"
جِين .. توقف رجاءً ..
رأيتُ أنظارهَا المليئَة بالإِنكِسار بسبب كلامِ ذلكَ الغَبِي ..
" لكنّه سيغضب يا جِـ.."

" هَل أنتِ أُمنا ؟ لا ، هل أنتِ السؤول علينا ؟ لا ، هل نحن نعرفك من الأساس ؟ أيضًا لا ، لذا .. لاَشأنَ للعنتِكم أين سنذهب ، حتى لو كان فِي الجَحِيم السابِع فهمتِ .. وآيضًا فلتُوصلِي سَلامِي لذاك الرُجل وتبلغِيّه بكلامِي "
أنهى كلامه المُستفز وسحبنِي معه حتى إنفلتت يدي بيد دارِين .. لكنِي سحبتُ يدي مِن جِين وإلتفت لِدارِين وقبضتُ على يدهَا التِي كادَت أن تنزَلِق من خَصاتِي بسبب سحب جِين ،
" سأكون بِخير .."
قبضتُ على راحَة يدهَا وإبتسمت لهَا بإتساع ، بادلتنِي تِلكَ الإبتسامَة الشاحِبَة وبدأت بإغلاَق أزرارِ معطفِي وتنبيهِي على الإهتمام والإنتباه لنفسِي .. عانقتها بِهدوء ، لم أشأ أن أشُد على عِناقِي بسبب بطنِهَا المنفوخ قليلاً ، بعد بِضعةِ أشهر سُنرزَق بفردٍ جديد ، مرحبًا بِك فِي الجَحِيم .. هه أُشفِق عليّه منَ الأن .

رِحلَة إِلى النُجُوم .Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt