📖11-" إبتسامة من شفاه غليظة"📖

Start from the beginning
                                    

فبدون أن تعى ، كانت تقترب من نادر توكزه بكتفه بشئ من الجفاء والقسوة معاً :
- إسمع يا دكتور أنت اللى بتفكر فيه ده شيله من دماغك لو فكرت بس مجرد تفكير تعمل حركة كده ولا كده علشان تاخد مليم واحد بس ههد الدنيا على دماغك ، اه أنا أعملها أوى وبمنتهى البساطة هقدر أثبت أنها مش بنت أخويا ، إذا كان بورقة التبنى أو بشهادة وفاة بنت أخويا الحقيقية ، أو حتى لو صل الأمر أن هفتح على أخويا تربته ونعمل تحليل إثبات نسب ، وأظن جثته لسه يعنى فيها اللى يثبت حتى لو كان شعره

بتخيل حياء ما تنتوى تلك المرأة فعله ، من إنتهاك حرمة الموتى ، أنتفضت هى الأخرى وهى تقول برفض :
- لاء خلاص مش عايزة منك حاجة ، بس سيبى بابا وماما مرتاحين فى نومته ، أنا مش عايزة حاجة ،مش عايزة حاااجة

لم يعد يعنيها المال ، فما فائدته بعدما تركها من أخذوا قلبها معهما ، فبلعمها هويتها الحقيقية ، لم يتزعزع شيئ من حبها لهما ، بل ربما زاد الحب بقلبها ولكن ترافق معه إمتنان على حب أغدقاه عليها ، وتنشئتهما لها تلك النشئة السوية ، فمن كان يدرى ، ماذا كان سيحدث لها إذا ظلت بدار الرعاية ، ولم تحيا بكنف أبوين محبين مثلهما

أنصرف المحامى بعدما علمت كل شئ ، وظلت وجها لوجه أمام ثلاثة أزواج من العيون الراصدة لها ، عينان شامتة وعينان مقلقة وعينان باردة

حاولت فتح فمها لتقول شيئاً ، فسبقتها قسمت بذلك وهى تقول بنبرة أقرب للتهديد :
- بصى بقى دلوقتى أنتى عرفتى كل حاجة وخلاص مبقاش فى حاجة تستخبى فأنا هعمل بأصلى معاكى وأسيبك عايشة هنا فى البيت معانا لحد ما الدكتور ياخدك بالسلامة وياريت ميطولش ولا يماطل ولا يمكن يطفش مين عارف

هب نادر من مجلسه قائلاً بضيق :
- أنا همشى دلوقتى يا حياء لأن مش هستنى أسمع كلمة تانية من الست دى

- ههتروح فين وتسيبى يا نادر
نطقت بها حياء وعيناها تتوسلاه ، بألا يتركها بين براثن قسمت وزوجها ، فلو ابدى رغبته فى الزواج بها ويقطنان بشقته فهى لن تعترض

ولكن لم ترحم عيناه عينيها البريئتين ، فتلك الجذوة من نيران المدح والشوق ، التى كانت تشعل بها دفء غرامه ، حل محلها جبال من الجليد

أرتجفت أطرافها وهى ترتد بخطواتها ، كمن هى أمام ثلاثة من المردة ، على وشك إلقاءها بالجحيم

فتصنع نادر الابتسام يحاول أن يطمئنها :
- متقلقيش يا حياء أنا معاكى أنا هظبط أمورى وبعدين هاخدك من هنا مش عايزك تقلقى

حاولت أن تستمد القوة والطمأنينة ، من حديثه الواهى ، فهى تريد التشبث بأى شئ يحيى الأمل بداخلها من أنها لن تبقى بمفردها ، بعدما كانت تحيا مدللة بكنف عرفان ومديحة

رحل نادر وذهبت قسمت إلى الغرفة التى تقطنها ، فتسمرت قدميها وهى ترى شكرى مازال واقفاً ولا يفعل شيئاً سوى التحديق بها ، يشملها بنظراته التى جعلتها ، تفر هاربة إلى غرفتها

ثلاثية " لا يليق بك إلا العشق "..بقلم سماح نجيب"سمسم"Where stories live. Discover now