سقوط ملاك

1.5K 72 93
                                    

إيـريـن ييـغـر.

أنظُر إلى السماءِ، مُحدِقًا بصمتٍ بينمَا أسقُط.

كُلما إقترَبتُ مِن الأرضِ كان يسقُط ريش جناحاي بغزارَةٍ.

أُرسِلت إلى الأرضِ لعصيانِي الأوَامِر، ولكِن ليس بيدي شيء، فهذه هي فِطرَتي.

أغلقتُ عيناي لأجد نفسي قد وصلتُ.

وهذا كُل ما أذكُر.

لا أذكُر سوى سقوطي، لا أذكُر الرَب ولا أذكُر لِمَ تخَلى عني.

رُغم عصياني فأنا أثق بِه وبقراراتِه في جميعِ الأحوالِ، ولكن لِمَ هذه الأراضي المُدنَسة؟

لِمَ وسط البشر القبيحون مِن دواخِلهِم وخوارِجهم؟

نظرتُ حَولي لأجد نفسي بغُرفةٍ ما، أُرسِلت إلى عائلةٍ إذًا، لَم يجعلني مُشرَد.

تفَحصتُ الغُرفةِ لأجدها غامِقة للغايةِ ومليئة بالأدواتِ الموسيقيةِ والجماجِم المُزيَفة.

نهضتُ لكي أرى نفسي بالمِرآةِ لأبتسم.

لقد أعطاني جسدًا مُشابهًا لهيأة ملاكي، ولكن أفضَل، فأنَا أكره اللون الأبيض، وهو كان يُحاوِط كُل شيء حَولي.

تفقدتُ كُحل عيناي المَرسُوم بِعشوَائيةٍ، قميصي زيتي اللون وبمُنتصفِه فراشة بالأبيضِ بدونِ أكمام وفتحة الذراع كبيرة تُظهر جانِباي صدري، بنطالي الأسوَد الجلد، حذاء إسود، أقراط سوداء، هل جعلني عابد شياطين أم ماذا؟

نظرتُ إلى بابِ غُرفَتي لأخرُج مُحاوِلًا إستيعاب ما حَولي.

"إيـريـن! ألَم أقُل لكَ أن تُغَير هذه الثياب لأن لدينا ضيوف اليوم؟"
قالت إمرأة ذات عيون خضراء تُشبِه خاصتي، رُبما هذه والدَتي.

قرصت أُذني لأتأكد مِن كَونها والدَتي.

"أنت تعلَم أنَنِي لا أُحِب هذا الكُحل الذي تضعه، يجعلكَ تبدو مُخيفًا إيـريـن، لِمَ هذه الملامح أيُها الطفل العاق؟ هل أعطيت روحكَ للشيطانِ أخيرًا؟"
كثيرَة الحديث والثَرثرَة.

"حسنًا."
تحدَثتُ بإختصارٍ وعُدت إلى غُرفَتي لأنظُر إلى الأعلى.

"أتُمازِحُني؟"
تنهدتُ ونظرتُ إلى الخزَانةِ.

وجدتُ قميص أسوَد وبنطال چينز لأرتديهم وغسلت وجهي كي تصمُت الثرثارَة بالخارِج.

الملاكُ الساقطُ - إيريميكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن