DANGER | VK • مُكتمِلة

𝙋𝙖𝙧𝙩 35

فوت + كومنت ~

___________________

وقوف الإنسان على قَدميه يَمنحهُ مِساحة صَغيرة في هذا العالم ، أمّا مَن يَقِف على مَبادئه فيَملِك حينئذٍ العالم أجمَع

حيث أروِقة المَكان التي قد ألَفَت خُطاه وحفظَتها ، بهِمّة مَشيَته ووقارها والكاريزما التي هي عنوناً لشَخصِه وكيانه المُهيب رفيع الشأن في مُحيطه ، وما يُميّزه هي لَمسَة التواضع الفائضة التي تُلازِمهُ مهما تألّقَ وارتقى بنَفسِه ورُتبته

نهار مليء بالعمل ، يتواجَد هنا وهناك وفي مُختلف أنحاء القِسم ، مَهام لا تَنقضِي وإلتزامات لا حَصر لها ، يأخُذه الانهماك فيما يُكلَّف به بين الحين والآخَر دون فاصل يدعهُ يمارس شيئاً سوى العمل والمزيد منه

ولِقرَابة الثلاث ساعات هو يزال داخل نِطاق الانشغال الكبير ، لَم يَلتَقِ رِفاقهُ سوى مرة حينما حضرَ للمركز صباح اليوم فكثافة الانشغال تشمَلهُم كذلك فيما لديهم من تكاليف أدائية مُلزَمين بها جميعاً

ومِن هنا لهُناكَ يَنقِل أوراقاً ويُسلّم وثائق ويُشرف على مُناوبات ، كان تركيزهُ ووقته مَسلوباً بالكامل إلى ما يَصنع راهِناً وحسب

وقت استراحة الظهيرة قَد شارَف على الحلول وما لديه الآن هو نقل بعض الوثائق من مَكتب الملفات إلى إحدى وِحدات المُراقبة فاستلَم تلك الوثائق ليخطو في طريقه إلى حيث يجدُر أن تتموضَع تلك الوثائق رَاهناً

استخدَم المصعد ليَصِل إلى الطابق المَقصود حيث قِسم المُراقبة ذو الردهة الطويلة وعلى جوانبها تقع الغُرف كثيرة العدد بالتقابُل

نظرَ لوهلة إلى ذلك الرقم الذي يعلو تلك الوثائق والذي كان خاصاً بالغُرفة المَعنية التي يتوجّب عليه أن يضعها فيها فرفع رأسه ليبدأ بعبور تلك الردهة الطويلة باحثاً عن الغرفة رقم خمسة عشر

وعلى غَفلة مِنه أثناء غياب انتباهه لِما أمامه مُنشغلاً بأرقام الغُرف المُتتالية هو وعى لتواجُد أحدهم يَمشي باتجاهه على بُعد مَسافة بضع أمتار فتحوّلَت أنظاره تلقائياً نحو مَن كان موجوداً ليتوقّف الوقت لديه لبُرهة لتلكَ الصُدفة

أخذهُ التحديق طويلاً في حين أن خُطاه عالية الهِمّة قَد تباطأت في لحظة حتى أنهاها الوقوف بسكون في مكانه حينما سايَرهُ الآخَر في بُطء خُطاه ثُم التوقّف عن استكمال طريقهُ الذي كان مُعاكساً لاتجاهه يُبادله التحديقات الهادئة عديمة المعنى داخل عيناه وبين مَلامحه

فكَمّ من الأيام مرّت على آخِر مرّة تلاقَت فيها حدقتيهما ونظَرَا لبعضهما من الأساس ، وجمعتهُما هاهُنا صُدفة مُباغِتة الحدوث توقّف عندها الوقت وعمّ الصمت وسَيطر