النّوتة الحَادية عَشرة؛ رحلةٌ

496 55 120
                                    





رُبَّمَا في مكانٍ ما، يومًا ما.. حينَما يكون الزّمن أقل بُؤسًا، قد نَرى بعضنا البَعض مرّة أخرى.
فلادِيمير نابوكوف






حضّر جُونغكُوك نفسهُ في ظهيرةِ اليومِ التّالي، و بعدَ جهدٍ كبيرٍ من جيسُو ٱقتنع بمرافقته له.. لازال الجوّ باردًا، و موسيقى نايِ جِيمِين ليست هنا لتدفئه، لازال هو باردًا "سُونغ أنت المسؤول في غيابي، لو بعثَ رئيسُ الحرس رسولاً فهذا يعني نجاح الحِصار على وانغْ، فاجلبه و مستشاره هنا و خذ أعوانه كأسرى لنا، و إن تأخّر أكثرَ فأرسل مَددًا له و انشر خبر خيانةِ زعيم الشّمال وانغ و كلّ من معه، لا تَدعهم يفلتُوا.. أمّا أنت جيسُو فضّلت لو تبقى هنا لأجل رَان الصّغيرة.. بالتّالي لو لم أعد بحلول نصف ساعةٍ بعد دخُولي للعجوز عُد للقلعة فورًا.. مفهومٌ؟"

"بأمركَ مولاي، سأكونُ عند حسنِ ظنّكُم.. و آملُ ألّا تخاطر بنفسكَ في ظلِّ هذه الظّروف" تحدّث سُونغ بعدَ ٱنحنائهِ للحاكمِ، و تركَ توصيتهُ مع خروجه.. بَينمَا جُونغكُوك لم تكُن تعني له المخاطِر، كان يتصرّف كمن فقدَ كلّ شيءٍ

"نذهبُ مولاي؟" و جِيسو لم يُبدِ ٱعتراضًا أو قبولاً على أوامر حاكمه و صديقهِ.. فضّل أن يراوغَ لأجله حَتَّى اللحظة الأخيرة، فهو يستنشق رائحة مكيدةٍ.. يشعر بشيءٍ غير طبيعيٍّ رغم انعدام إيمانه بما وراء الطّبيعة "أريدُ أن أرى ران أوّلاً.."

فِي أحد أجنحة القلعة الدّافئة، كانت شين ران تلعب كالعادةِ مع جونغسيوك، لكن على غير العادة بهدوء.. إنها تشعر بشيء غريب.. كيف له مواجهة طفلة بذلك؟ عائلة والدتها أبيدت.. و والدها لا أحد يعلم لو كان حيًّا حتى اللحظة أم مات  "هل نمتِ جَيِّدًا ؟ ماذا تلعبون؟"

التفت جونغسيوك بتجمّد له، و أجابت الصّغيرة بسلاسةٍ "لقد فعلتُ، لكن.. هل أنتَ ذاهب؟"

"أجل، سأحاول ألّا أتأخّر.." كان يماطل قلبهُ، ٱنتظر لا تنكسر بسهولة.. ماذا لو سألت عن جِيمِين؟ هل ستفقد رباط جأشك مُجدَّدًا بسهولة؟ "عُد سالمًا" نطقت بأدبٍ على غير عادتها، و عادت تلعب ببعض الأحجار ذات الرسوم أمامها.. و رغم أنّه لا يمتلك القدرة على الحزن لأحدٍ مع حزنه، قد شعر لحظتها بألمٍ تجاهها

"سَأحاولُ.." هكذَا ٱنتهى حديثُهما المشابه لأجوَاء الشّتاء، و غادرَ جُونغكُوك مثقلاً مجدّدًا.. و على الرّغم من كلِّ شيءٍ حمل الأملَ.. رُبَّمَا يمكنه بطريقة أو بأخرى إعادةُ جِيمِين له و للطّفلة الصّغيرة، لقد اعترف بداخله عن اشتياقه لطاقتها في الحديث.. و على ذكر الٱشتياقِ، فإنّ قلب الإنسان يتفطّر عِندَما يشتاق لشخص يعلم أنّه لن يعود..

LIMBO  JIKOOK|| اللِّيمبُوWhere stories live. Discover now