النُّوتةُ الرَّابعة؛ أَفعَالهُ تُعيدُني..

1.4K 99 209
                                    


أَرجُوكَ لا تَستَنشِق رَائِحَتي،
عِندَما أَفوحُ بِالخَوف الشَّديد..
ڤيُوليت.


ٱربطُوا الأَحزمَة↴ʚ..

٫ يَقولونَ أنَّ الأيّامَ تمضِي سريعًا.. لو نَظرت للخَلف ستعلمُ أنَّك قطعتَ الكثيرَ بلمحِ البصرِ، لكِن لِمَ لمْ تكُن هٰكذا مَعي، لِماذا تَبدو الأيَّام كَما لوْ تشدُّ روحي حتَّى تنسَّلَت.. أنَا أشتاقُ إليهِ حَقًّا، وَ يُؤلِمني جدًّا أنَّني لمْ أُودّعه، و لمْ آخذْ منهُ وعدًا بأنْ يهتمَّ بنفسهِ بغِيابي.. أودُّ العودةَ لأحضانهِ ليَملأ الفراغاتِ المَهجورةِ بقلبِي، فتلكَ الذِّكريات لمْ تعُد تُعوّض شيئًا.. أَحتاجُ العودةَ لأحضانهِ..٬

هَجرت أناملهُ القلمَ إلى جانبِ كرّاسته الصّغيرة المُهتَرئة.. كانَ يعلمُ جَيِّدًا كم قلبهُ مثقلٌ، ففِي السّنواتِ الخَوالي الَّتي قضاهَا، راكمَ الكثيرَ منَ الألمِ، حتّى باتَ نبعًا مَخنوقًا يُحتملُ ٱنفجاره في أيِّ لحظَة.. خطفَ نظرةً سريعةً لِمتاعهِ المُكتنز داخلَ خزانتهِ.. لقدْ قامَ بِحزمه عدَّة مرّاتٍ برغبةٍ مُلحةٍ للعَودةِ للدّيار... لٰكن في كلِّ مَرَّة كانَ أضعفَ من مُواجهة القدرِ..

أسقمَه الحبُّ مرارًا و سقطَ طريحَ الفراش، يتلوّى ألمَ الشّوقِ و حُرقةَ الحِرمان.. يهذِي بين هلوساتهِ بٱسمِ جُونغكُوك، لٰكن ما مِن مُجيبٍ لِمناجاتهِ، والِدته تكتَفي بالتّربيتِ كما تَفعلُ دومًا.. و جُونغكُوك بعيدٌ جدًّا علىٰ أن يسمعهُ..

لمْ يُعطِ نفسهُ الأعذارَ يومًا، بالرَّغم من مرض والِده و مُرور سنويَّة موتهِ.. كانَ يرىٰ غَرامهُ بكلِّ رُكنٍ في دواخلهِ، كانَ أحدَ أركانِ طفولتهِ، فكيفَ لهُ النّسيان..؟ قدِ ٱبتلي بذكرىٰ جَميلةٍ جدًّا من طُفولتهِ.. ذكرىٰ لمْ يستَطع محوَها و لمْ يُرد ذٰلك حتَّى.. وَ البشرُ يفهمونَ، كمْ تحفرُ الطّفولة بنَا..

كُسر هُدوء المَكانِ بعدَّة طرقاتٍ تَلاها خَطي والِدتهِ إليهِ.. كانَ منزلُ العائلةِ خاليًا جدًّا بعدَ وفاةِ والِدهِ، ضَحكاته و مُزاحهُ كثيرٌ و جديّتهُ قليلَة، يُهوِّن عليهِم.. لكِن ليسَ بعدَ الآنِ "نَحتاج لتَبضُّع الحاجيّات صَغيرِي، هَل يُمكنكَ فعلُ هٰذا أمْ أذهبُ بنَفسي وَ تستقبلُ أنتَ شَقيقتكَ؟"
جِيمين يُقدّر جدًّا حَذر وَالدتهِ بِاختيارِ كلماتِها و نبرةِ الصّوتِ الَّتي تتَقرّبُ إليهِ بِها.. تَفهمُ ما يُريد و لا زَالت تُعرضُ، لمْ يكُن الأمرُ سيئًا حدَّ الموتِ، لَقدْ كانَ جحيمًا و ٱرتمت بِضعٌ من الجنَّة فيهِ..

"إنْ كَانتْ قادمةً للزّيارةِ أفضّل أنْ تَستقبليهَا، سأذهبُ أنَا للسُّوق و أبتاعُ ما تُريدِينَ.." ٱستقامَ عن مكتبهِ المقابلِ لِنافذةٍ مَا.. حاملاً النَّاي مَعه كالعادةِ، لا يُفارقهُ أينمَا ذهبَ.. و في طَريقهِ للخُروج كانَت شقيقَته وَصلت بالفِعلِ، حاملةً فتاتَها الصّغيرة، لقد باتَت كثيرة الزياراتِ بعدَ أخذ زوجهَا لقواتِ حرس الحدودِ..

LIMBO  JIKOOK|| اللِّيمبُوWhere stories live. Discover now