دَامية{٢٣}

56 14 1
                                    

وَظَلَامًا أَقوَى مِن غَسَقِ الليلِ إذ رَحَلَ القَمَرُ أدبَارَاً

فِي خَيمَةٍ مِن قُمَاشِ القُطنِ الخَالِص تَحتَهَا يَمكُثُ الضرِيحُ

وَلَيسَ ضَرِيحَ الْبِنيَةِ بَل ضَرِيحُ العَقل

فَقَد فَاتَ أوَانُ السَّلَامِ، اليَومَ هُوَ الْيَومُ الْمُوعُود يَومَ أَخَذَ الْأَمِير بِثَأْرِ أُمِّه

يَقِفُ أَمَام لَوحٍ زُجَاجِي يَعكِسُ هِئَتَه كَامِلَةً وَبِـ الْأَحرَىٰ يَعكِسُ أَثَرَ الظَّلَامِ فِي عَينِهِ بِـ إِنجِلَاءٍ

يُهَندَم رِدَائُهُ الصُّلب بـ هُدُوء

فَذِي الْحَربِ يَحمِي مِن طَعَنَاتٍ رُبمَا كَانَت نَجِسَةً أو رُبمَا جَلِيلَة

نَظَرَ الِي نَفسَهُ فِي المَرآة يُحدِقُ فِي دَاخِلِ عَينِهِ بِـ صَمتٍ وَفَرَاغ
وَكَأَنَّهُ يُحَاوِلُ العُثُورَ عَلَيَّ دَافِع لِلتَّوَقُفِ
حَتِّي وَأنَ كَانَ صَغِيرَ

وَلَكِن لَم يَجِد

يَقْفِلُ البِذلَةَ جَيدًا مِن عِندِ كَفهِ لِـ يَنظُرَ لأَخرَ مَرة لِلْمَرَآة وَهُوَ يَتَنَهدُ بِـ عُمْق

خَرَجَ مِن خَيمَتَه وَهُوَ يَنظُرُ للجُنُودِ بِـ نَظْرَةٍ أَنَّ رَائَتَهَا تَجعَلُكَ تَرتَعِبُ خَوفًا

وَفِي وَسَطِ هَذَا مَاذالٌ خَافَقَهُ يَبحَثُ عَنهَا فِي الْأَرجَاءِ، أَمَلًا فِي أَن يَلْقَي عَينَيهَا مُجَددًا

وَلِلْأَسَف لَم يَتَحقَقُ مُنَاهُ

تَقَدَّمَ بِـ خُطوَاطٍ رَذِينَةٍ لِيَقِفَ
عَلَيَّ خَشَبَةً تَرفَعُهُ عَنِ الْارضِ قَلِيلًا

لِـ يَخطُبَ فِي جَيشِهِ أَخَّرَ خُطبَة قَبلَ ذَهَابِهِمْ

وَقَفَ بِـ كُل صَرَامَةٍ وَحَزمٍ لِيَردُفَ

"مَرَّت السَّنَوَات وَقَد حَانَ الْيَومُ الَّذِي أنتَظَرتُهُ كَثِيراً يَا سَادَة فَقَد خَانَني الزَّمَنُ لِيَأْخُذَ مِنِّي أُغلِي مَالِي

فَـ الْيَومَ أُقتَضَى عَلَيَّ الْأُنتِقَامَ
فـ اليَوم سَنَذهَبُ لَـ هُنَاكَ وَنَقتِل بِدُونِ رَحمَةٍ أو شَفَقَةٍ فَـ الثَّعَالِبُ رُغمَ مَكرَهَا فَـ لدَيهَا أَعيُنٌ لَامِعِه تُشعِرُك بِأَنَّهَا الضَّحِيّة

✔The Last Party ||الْحفلة الْاخِيرةDove le storie prendono vita. Scoprilo ora