[ 16 ]

653 59 10
                                    

حَادِثة فِبرَاير/١٦

-
-
-

رُؤية مُشَوشة..
صَفير عالٍ يَتبعهُ شعور لا يُطاق بِالألَم،
فقَط صَوت شهقَات يتعَالى في هذه الغُرفة الصَغيرة يبدو أن الهَواء محدود فيها.

وهَذه الشهَقات لا تخرُج إلا من هذا الجَسد الصغير المُرتَعش، الذي يجلِس في زَاوية الغُرفة برُعب وبِالكَاد يستَطيعَ فتحَ عينهِ من فرط الألَم الجَسدي الذي يشعُر بهِ.

" مُجددًا لقَد أفسَدَ والِدُكَ كل شَيء "
صوت اُنثوي هادِئ دوى في المَكان يتبعهُ صوت صَفعة قَوية كانت مِن نصيب ذاكَ الذي وقعَ جسدهِ كامِلًا على الأرض.

كانَ على وَشك قَول كلِمات الإعتذَار الذي اعتَاد على قَولِها كل يَوم تقريبًا لسببٍ لا يفهمهُ، ولكِن لَم تعُد لديهِ طاقة للبُكاء حتى..كانَت تلكَ الكدَمات على اكمَل جسدهِ، القَديمة منها والتي ظهَرت للتو..يشعُر بِجَميعها لدرجة لا تجعلهُ يستَطيع تحديد مكانَ الألَم بالضَبط.

توقَف عن مُحاولاتهِ للنهوض، حملَقَ بها بينمَا تنظُر لجميع انحَاء الغرفة بمعالِم غريبة، ثمَ بدأت تفرُك فروَة رأسِها بهستِيرية واعيُن مُتسِعة..تصرُخ تَارة، وتَارة أُخرى تُهسهس بكلِمات غير مَفهومة.

في المَاضي، اعتَاد على الفَزع من مثلَ هَذا المَشهد، لِدرجة كانَت تُرعبه أكثر من الضَرب الذي يحصُل عليهِ في ذلِك الوقت..ولكِن الآن اعتَاد عليهِ حقًا، كفِيلم مَسائي يحصُل عليهِ كل يوم

نفس التعابِير، نفس التَصرُفات، نفس الحَديث..

ولكِنهُ لا يَزال يؤلِم،
ألَم أعتادَ عليهِ واصبحَ عدم الحصولِ عليهِ غريبًا.

ينظُر لهَا بوَهن..
يشعُر بالأسى عليهَا أيضًا، رؤيتَها تُصارِع نفسها..تصرُخ، تَبكي وتَضحك، ما الذي يحدُث بداخِلها؟ هي أيضًا تمتلِك العديد من الكدمات على جسَدِها.

جثَت أمامهِ على رُكبتيها بضَعف،
يبدو على وَجهِها التعب الشَديد..

تنَهدت ونظرَت لِعينا جيمين بِهدوء، ارتَسمت إبتسَامة صَغيرة على ثَغرِها لتَقول بعدَها
" جيميناه..عِندما أمُوت، ادعو لي بأن احترِق في الجَحيم..حسنًا؟ "
انهَت جُملتِها هامِسة بينمَا اقتربَت من جسَد الأصغَر لِتحتضنهُ بلُطف.

كانَت هذه هي المرة الأولى التي تبتَسِم لهُ، المَرة الأولى التي تحتَضنهُ فيها.

حَادِثة فِبرَاير | 𝐅𝐞𝐛𝐫𝐮𝐚𝐫𝐲 𝐈𝐧𝐜𝐢𝐝𝐞𝐧𝐭حيث تعيش القصص. اكتشف الآن