-15-الرابع عشر

68.6K 2.6K 211
                                    


الرابع عشر
ــــــــــــــ
بمنزل ريفى متوسط مكون من دوران
وضعت تلك الأم البسيطه صنيه صغيره،عليها كوبان من الشاى على منضده، وجلست على تلك الأريكه تبسمت على ذالك الذى يمدد جسده على الاريكه الغير منتبه لحديثها،لم ينتبه الإ حين وضعت يدها تمسد خُصلات شعره الطويله قليلاً.

تبسم لها قائلاً:فين الشاى ياماما.

تبسمت له قائله:اللى واخد عقلك الشاى أهو قدامك على الطرابيزه،بس جولى شارد فى إيه إكده يا نظيم.

جلس نظيم مبتسمًا يقول:بفكر فى الدنيا.

تبسمت إم نظيم قائله:مالها الدنيا يا ولدي.

تنهد نظيم وهو يمد يده يأخذ أحد كوبي الشاى ووجهه ناحية يد والدتهُ.

أخذت الكوب منه ببسمه،بينما مد نظيم يدهُ وأخذ الكوب الآخر وإرتشف منه قائلاً:لما كنت فى فرنسا كان بيبقى نفسى فى كوباية شاى زى دى من إيديكى يا ماما تعدل مزاجى وتدفينى فى ليالى الشتا.

تبسمت له قائله:ربنا يعلم يا ولدى التلات سنين الآخرنين مروا عليا إزاى وإنت غايب،بس ها أديك رچعت بشهاده الدكتوراه، وكمان قرشين سترونا وسط خلق الله، تعرف أنا نفسى بجى تتچوز وأشوف ولادك إكده يملوا عليا الدار.

تبسم نظيم يقول: شكلك يا أم نظيم إكده عندك ليا عروسه.

تبسمت له قائله: ألف ومين تتمناك ياولدى كفايه شهادتك العاليه، ومعاك قرشين مسنود عليهم مع تدريسك فى الچامعه، مش هتعاود تدرس تانى فى الچامعه من أول السنه چنب المركز التعليمى اللى بتدى فى دروس.

تبسم نظيم: فعلاً هرجع تانى أدرس فى الچامعه،البعثه اللى كنت واخدها عشان الدكتوراه خلصت،تعرفى ياماما وانا فى فرنسا إتعرض عليا أشتغل هناك فى بعض المعاهد التعليميه الخاصه ببعض الكورسات،بس طبعاً الجامعه هنا رفضت آخد أجازه،وأفضل هناك،كنت هاخد آجر كبير هناك.

تبسمت ام نظيم قائله:رزجك يا ولدى هيچى لحد رِچليك فى أى مكان،وأها إحنا الحمدلله مستورين بيت وعندينا ومرتبك صحيح من الچامعه مش كبير،بس إنت بتجول إن المركز التعليمى اللى بنشتغل زين وبتاخد مرتب كويس .

تبسم نظيم يقول:المركز ده فرع من مركز كنت بشتغل فيه فى فرنسا وله فروع كتير فى مصر،ولما عرفوا إنى من الصعيد أدونى إدارته غير التدريس فيه،يعنى المرتب مُضاعف.

تبسمت والداته قائله:أها زى ما جولت لك يا ولدي رزجك هايچى لحد رچليك.

تبسم نظيم يقول بتصديق:فعلاً كلامك صح يا ماما مين يصدق إن الولد اللى كانت أمه بتسترزق من بيع الدقيق والرز للناس،بقى دلوقتى دكتور فى الجامعه.

تنهدت أم نظيم براحه كانها تنفض تعب السنين عن جسدها قائله:وإنت يا ولدى ساعدتنى كتير بتشتغل فى الصيف وفى الأچازات ووجت فراغك،كنت بتروح الشونه تشتغل باليوميه تشيل على كتافك أشولة الدقيق والقمح والرز.

عِش العراب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن