-6-الخامس

73.2K 2.4K 144
                                    


الخامس
ــــــــــــــــ
بكافيه بمدينة بنى سويف.
كان كارم يجلس مع أحد أصدقائه نهض وخرج الى أمام الكافيه كى يرد على إتصال هاتفه،لينهى الإتصال بعد قليل،وقف ينظر أمامه لثوانى قبل ان يعود لداخل الكافيه لكن سمع من تقول :اوقفى يا همس.

إخترق إسم همس فؤاده وقف متصنماً لدقيقه
وقع بصره على طفله صغيره بعمر الخامسه تقريباً تجرى تتجه إلى مكان وقوفه كى تمر من باب الخروج من الكافيه،لكن كادت تتعثر قبل أن تصل إلي الباب،سريعاً أمسك يدها قبل أن تقع ...تبسمت له الطفله وتحدثت بنهجان وإشارات لم يستطيع تفسيرها،لكن تلك التى كانت تنادى على الطفله وصلت الى مكان وقوف كارم مع الطفله،وتبسمت قائله:همس بتشكرك إنك مسكت إيدها قبل ما توقع عالأرض.

للحظات حين سمع إسم همس تسمر محله وضغط بقوه على يد الطفله التى كانت بين يدهُ...تآلمت الطفله وحاولت سلت يدها من يدهُ لكن هو كان يُطبق عليها بقوه كآنه يريد ألأ تترك يدهُ...إنتبه لحاله حين قالت الفتاه وهى تمد يدها كى تأخذ يد الطفله من يدهُ قائله بشكر:بشكرك إنت رحمتنى،لو كانت همس وقعت أو جرالها حاجه كانت أمها ممكن تقتلنى،دى بنت أختى الوحيده وجابتها بعد تعب سنين،دى حتى سمتها على إسمى.

نظر كارم لمن تحدثه وتبسم قائلاً:إنتى إسمك همس؟

تبسمت الفتاه وقالت:لأ مش إسمى يعنى،أنا إسمى هاميس،بس علشان غرابة الإسم بيقولولى همس،كمان إختصار.

تبسم كارم بغصه قويه فى قلبه...لا يعرف ماذا فعلت بسمته بتلك الفتاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى المقر
إرتسم الغبن على وجه قماح حين رأى تلك هند تدخل الى المكتب وأغلقت خلفها الباب تتوجه الى مكان جلوسه خلف المكتب ترسم بسمه على محياها وقالت:
أيوا هند يا قماح، مالك مستغرب كده ليه هى أول مره أجيلك مكتبك هنا.

رد قماح الذى يشعر بآلام برقبته تزداد، وهو جالس خلف مكتبه ولم ينهض لها: وفى رأيك مش لازم أستغرب إحنا علاقتنا بقالها أكتر من سنه منتهيه وجودك هنا غريب، لآن أكيد مش صدفه.

تبسمت هند بغنج وقالت: من أول مره شوفتك فيها يا قماح لفت نظرى بحنكته وفطنتك فى توقع أفعال اللى قدامك، وده يمكن السبب اللى خلانى وقتها أوافق على جوازى منك بالسرعه اللى حصلت وقتها بعد كم لقاء بينا ميتعدوش الإيد الواحده، وكنت مفكره إنى أكتر واحده فهماك وقتها بس بسرعه إكتشفت إن الوصول لقلبك لُغز صعب حله.

رغم شعور قماح بآلم رقابته وضع يدهُ على عُنقه وضحك ساخرًا يقول بإستهزاء: جايه ليه يا هند، أظن حكايتنا خلاص إنتهت، وأكيد عرفتى إن إتجوزت، بصراحه توقعت الزياره دى، بس كنت متوقعها قبل ما أتجوز مش بعد ما أتجوزت، وكل السكك إتقطعت.

ردت هند بمفاجأه: إتجوزت سلسبيل ليه يا قماح، إشمعنا دلوقتي بعد ما أخويا طلب إيدها فجآه كده حليت فى عينيك، كانت قدامك من البدايه، قبل ما تتجوز خالص...الحجه هدايه هى اللى طلبت منك تتجوزها ومش غريبه قبل ما تكمل همس سنه .

عِش العراب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن