_ الفصل الخامس والستون _

7.5K 385 14
                                    


(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل الخامس والستون _

بقت تحدقه في عدم استيعاب ونظرات بها القليل من البلاهة .. وتحاول اقناع عقلها أن ما تظنه ليس صحيح وأنه ربما جاء لزيارة فقط .. انحرفت عيناها قليلًا لتقع على عدنان الجالي بجواره ويطالعها بنظراته الثاقبة كعادته ! .

سارت رجفة باردة في جسدها بالكامل ونبضات قلبها تسارعت .. ما بين سعادة وتوتر وخوف .. بقت مكانها متصلبة حتى سمعت صوت جدتها وهي تقول باسمة :

_ تعالي يامهرة يابنتي سلمي على عريسك واقفة كدا ليه !

ضربت الكلمات بعقلها جعلتها ترغب للحظة أن تنشق الأرض وتبلعها من فرط الخجل والارتباك .. فأخذت نفسًا عميقًا وقاومت توترها ثم تقدمت منهم بخطا هادئة حتى وصلت أولًا لعدنان فصافحته بابتسامة رقيقة وبادلها هو الابتسامة العذبة .. ثم تحركت تجاه آدم الذي يتأملها مبتسمًا بنظرات كلها غرام ورغبة .. مدت يدها وصافحت طرف يده بسرعة من فرط خجلها وهي تبتسم باضطراب ثم أسرعت وراحت تجلس بجوار جدتها دون أن ترفع عيناها عن الأرض .. وتفرك يديها ببعضهم في حركة لا إرادية منها .. هي نفسها لا تدري ماذا دهاها لأول مرة تخجل منه بهذا الشكل .. اين ذهبت الجراءة التي كانت تتحلى بها والثبات .. يبدو أن كل شيء في حضرة القلب ومشاعره لا يكون له وجود باستنثاء العشق والخجل ! ...

كانت تختلس النظرات إليه خلسة كل دقيقة والأخرى .. تارة تجده ينظر لها وتارة يكون منشغل بالحديث مع جدتها وأخيه .. الذي انتهى بالأخير حول جملة عدنان :

_ طيب مش نقرأ الفاتحة بقى ولا إيه ياحجة فوزية !

ضحكت فوزية بخفة وضمت كفيها لترفعهم بالقرب من وجهها لكي تبدأ في قراءة سورة الفاتحة وآدم وعدنان فعلا المثل معادا مهرة التي غارقة في خجلها وارتباكها الغريب ولم تقف سوى على وغزة جدتها لها في ذراعها أن ترفع يديها وتقرأ معهم الفاتحة .. فرفعت يدها بسرعة وهي تختطف نظرات مُحرجة إليهم فرأته ينظر لها ويضحك فأجلفت نظرها أيضًا بسرعة وبدأوا جميعًا بقراءة سورة الفاتحة وفور انتهائهم انطلقت زغرودة عالية جلجلت بأرجاء المنزل بأكمله من سهيلة بالداخل .. ثم بدأت المباركات ببشاشة من الجميع .

بعد وقت قصير نسبيًا استقاموا واقفين ليرحلوا وودعتهم فوزية بأسلوب يليق بها وكذلك سهيلة كانت تقف معها بينما مهرة فكانت متسمرة بالخلف لا تتحرك أنشًا واحدًا .. لكن فجأة وجدته وسط كل هذا قبل أن يغادر التفت لها خلسة دون أن يلحظه أحد وغمز لها بعيناه وهو يضحك في سعادة بادية على محياه ونظرات لامعة بوميض العشق .. اضطربت بشدة وتلونت وجنتيها باللون الأحمر فأخفضت نظرها أرضًا بسرعة ولم ترفعه إلا حين صك سمعها صوت الباب ينغلق .. وباللحظة التالية غارت عليها سهيلة تعانقها بقوة وتصيح بفرحة غامرة :

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقWhere stories live. Discover now