_ الفصل الخامس والأربعون _

8K 364 10
                                    


(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل الخامس والأربعون _

دقائق طويلة نسبيًا حتى انفتح باب الغرفة الكبير وظهر من خلفه حاتم !!! .. التفت عدنان برأسه تجاه الباب ليتطلع بحاتم في جمود غريب .. أما الآخر فقد تحرك إلى أقرب مقعد وجده أمام الطاولة ليجلس فوقه وتتلاقى نظراتهم الشرسة معًا لنصف دقيقة قبل أن يتنهد حاتم الصعداء بخنق ويجيب :

_ أنا من رأى نبدأ في الشغل بسرعة أفضل عشان نخلص كل حاجة في اسرع وقت

عدنان بأعين مشتعلة وصوت رجولي غليظ :

_ ياريت

مسح حاتم على وجهه متأففًا بامتعاض .. أما عدنان فكان هادئًا بشكل مريب معادا نظراته القاتلة له .. مرت ثواني أخرى في صمت قبل أن يبتسم عدنان هازئًا ويهدر :

_ وياترى إيه اللي خلاك تغير رأيك بقى ؟!

أجاب حاتم باسمًا بذكاء ساخر :

_ نفس اللي خلاك تغير رأيك

هز رأسه بتفهم وهو يضحك مستنكرًا .. ثم تمتم بنفاذ صبر :

_ اعتقد أن نادين هي اللي كلمتني على المشروع وهي اللي هتمسكه .. ممكن افهم مجتش معاك ليه !

حاتم بنظرة ثاقبة وصوت خشن :

_ أنا اللي هكمل المشروع ياعدنان .. نادين ملهاش شغل معاك

اردف ببرود تام وغطرسة :

_ تمام مش هتفرق المهم نتيجة المشروع بنسبالي في النهاية

كتم غيظه من غطرسته ومال بوجهه للجهة الأخرى يمسح عليه باستياء هامسًا في صوت منخفض :

_ أنا مش فاهم جلنار إزاي أدتك فرصة تانية أصلًا

وصلت همهمته الغير مفهومة لأذن عدنان فاشتدت حدة نظراته وهتف :

_ بتقول حاجة

هدر حاتم في ثبات وأعين نارية :

_ بقول إنك متستهلش الفرصة اللي ادتهالك جلنار

احتدمت عيناه وقد خرج عن إطار هدوئه المزيف فضرب بقبضة يده الفولاذية فوق سطح الطاولة هاتفًا بصوت متحشرج :

_ هتتدخل في اللي ميخصكش هتندم وهتشوف ال**** مني بجد .. وأنا متأكد إن ده مش هيعجبك .. عشان كدا خليك في حالك وطلع جلنار من دماغك لأن لو حسيت بس إن عقلك فكر فيها لمجرد التفكير مش هرحمك

ابتسم حاتم بتشفي في إثارة غيظه وللأسف لم يرضيه هذا القدر وقرر سكب المزيد من البنزين فوق النيران حيث رد ساخرًا بثقة وعدم مبالاة :

_ مش هتعرف

أظلمت عيني عدنان لدرجة مرعبة ليستقيم واقفًا ويستند بكفيه فوق سطح الطاولة منحنيًا للأمام بجزعة ويهتف في صوت خرج ببحة ترهب البدن :

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقWhere stories live. Discover now