الفصل الرابع عشر

10K 392 12
                                    

(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الرابع عشر _

اتساع عيناها كان ردًا كافيًا على جملته المغلفة بالهدوء المستفز .. " صباح الخير يارمانتي !! " يالك من مستفز .. كيف يمكنك التحدث بهذا البرود ، وكأنك لم تفعل شيء ! .
نظرت لابنتها التي تحدق بها بتعجب من غضبها ، فارتخت عضلات وجهها المتشنجة تدريجيًا ورسمت على وجهها ابتسامة مزيفة تجيب عليه بمضض :
_ صباح النور ياحبيبي
ثم فردت ذراعيها لابنتها تحثها على الانضمام بحضنها ففعلت الصغيرة فورًا .. هتفت جلنار بدفء :
_  صاحية بدري كدا ليه ياحبيبة ماما ؟
ردت هنا بحماس وفرحة :
_ بابي هياخدني معاه
رفعت نظرها لعدنان وطالعته بنظرة مشتعلة ثم عادت بنظرها مرة أخرى لصغيرتها وقالت بوجه لطييف تمامًا على عكس نظراتها له للتو :
_ ياخدك فين ؟
_ الشغل !
رفعت جلنار حاجبها باستغراب ثم ردت ببعض الجدية :
_ بس ياحبيبتي ده شغل وبابا مش هيكون فاضي يعني هتزهقي وحدك
هزت رأسها بالنفي وقالت بإصرار :
_ لا أنا هقعد مع بابي ومش هبعد عنه
ضحك عدنان وانحنى عليها من الخلف يقبلها من وجنتيها هامسًا بعاطفة جيَّاشة :
_ وهو بابي يقدر يبعد عن ملاكه لحظة أساسًا
وقعت عيناه بتلقائية على جلنار فوجدها ترمقه بنفس النظرات النارية ، لو كانت النظرات تحرق لحرقته مكانه ، أخفى ابتسامته المتسلية وهتف محدثًا ابنته لكن نظراته معلقة على الأخرى :
_ يلا ياهنايا عشان نقوم ونساعد ماما في تحضير الفطار وبعدين نلبس ونمشي
هنا بسعادة وحماس :
_ يلا ياماما
جلنار وهي لا تزال معلقة نظراتها على عدنان :
_ حاضر ياحبيبتي
استقامت من الفراش وتوجهت إلى الحمام وهي تتوعد له  .. بينما هو فظل جالسًا مكانه والصغيرة توقفت وانصرفت متجهة إلى غرفتها تفتح خزانة ملابسها الصغيرة تفتش بين ملابسها بحماس طفولي عن ما سترتديه .
دقائق قليلة حتى خرجت جلنار من الحمام ، وقفت وتطلعت له بغيظ واندفعت نحو باب الغرفة حين لم تجد ابنتها ، أغلقت الباب وعادت له ثائرة تطرح السؤال الأهم من الطريقة المعروفة التي جاءت بها إلى الفراش بجواره :
_ أنا مكنتش لابسة كدا إمبارح قبل ما أنام .. إنت عملت إيه ؟!
توقف من الفراش ببرود أعصاب تام وأجابها :
_ معملتش حاجة
جلنار :
_ لا والله امال مين اللي غيرلي هدومي !!
عدنان بنظرة وقحة وابتسامة لعوب :
_ أنا
افغرت فمها وعيناها وسرعان ما تحولت نظراتها إلى أخرى ملتهبة كسابقها وهمت بالرد عليه ، لكنه لف ذراعه حول خصرها وجذبها إليه ثم بدأ بالتحدث في براءة متصنعة  وبأنامل يده الأخرى يعبث في خصلات شعرها برقة ونظرات لئيمة :
_ لقيتك نايمة جمب هنا في الأوضة فشلتك وجبتك على سريرك جــمــبي في مكانك .. قولتي عايزة مايه جبتلك تشربي ومن غير ما تاخدي بالك بسبب إن النوم كان غالب عليكي المايه اتكبت على هدومك للأسف ، فجبتلك حاجة تلبسيها من الدولاب وكنت هطلع واسيبك تغيري وتلبسي .. بس إنتي اللي ندهتي عليا وقولتيلي تعالى ياعدنان ساعدني .. وأنا عشان قلبي طيب مقدرتش اشوفك محتجاني وملبيش طلبك وضعفت وساعدتك

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقOnde histórias criam vida. Descubra agora