_ الفصل الأول _

39.8K 608 18
                                    


(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل الأول _

دقائق طويلة قاربت على النصف ساعة وهي تقف بشرفة المنزل ، تستند بمرفقيها على سور الشرفة ، وعيناها معلقة على بوابة المنزل الكبيرة منتظرة على أحر من الجمر وصول والدها ، لقد طال غيابه هذه المرة عنهم ولم تراه منذ اسبوعين .. وعندما علمت من أمها أن اليوم هو يوم عودته قفزت فرحًا وسعادة وأخذت تجهز كل ما ستخبره به من أحداث حدثت طوال الفترة الماضية ، تخرج الألعاب الجديدة التي قامت بشرائها حتى تريه إياها عندما يعود ورسوماتها الطفولية التي قامت برسمها بألوان مختلفة وجميلة اهداهم إليها عمها ! .

وأخيرًا ها هي سيارته الفخمة تعبر البوابة الحديدية ، وثبت من مكانها بفرحة ودخلت إلى المنزل تصرخ بطفولية متجهة نحو الباب حتى تخرج له :

_ بابا جه .. بابا جه

لم تبالي لتنبيهات أمها الصارمة بأن تهدأ من ركضها حتى لا تسقط .. فتحت باب المنزل ورأته وهو يتجه نحوها وابتسامة مشرقة وعريضة تعلو وجهه بعدما نزل من سيارته ، ركضت نحوه وارتمت بين ذراعيه ليحملها هو ويدور بها ويمطرها بوابل من قبلاته المشتاقة هامسًا :

_ وحشتيني أوي ياهنايا

إجابته بصوت طفولي سعيد به بعض الكلمات الغير مترتبة :

_ وأنت كمان شوحتني يا بابا !!

قهقه عاليًا ثم انحنى عليها يطبع قبلاته الحانية على وجنتيها ليشبع شوقه منها بينما هي فقالت بطفولية :

_ تعالي هوريك حجات حلوة اشتريتها

حملها على ذراعيه واستقام واقفًا وهو يتجه بها إلى داخل المنزل متمتمًا بصدمة مازحًا :

_ اشتريتي حجات حلوة من غيري .. لا كدا أنا زعلت منك يا هنا

انحنت على وجنته وطبعت قبلة لطيفة متمتمة برقة :

_ لا متزعلش عشان خاطري مش هشتري حاجة تاني من غيرك يابابا

دفن وجهه بين رقبتها يدغدغها بفمه ويقول بمشاكسة وضحك :

_ حبيبة قلب بابا

تعالت ضحكاتها وهي تحاول الإفلات من بين مشاكسة أبيها لها ولكن باتت محاولاتها كلها بالفشل .

فاق من شروده على صوت زوجته الأولى وهي تتمتم باستغراب :

_ عدنان أنا ليا ساعة بكلمك وأنت مش معايا خالص !!

تنهد الصعداء بحنق وتمتم بعبوس :

_ معلش يافريدة سرحت شوية

لوت فمها بغيظ وهتفت :

_ في جلنار مش كدا !

ظهرت الحدة على محياه بمجرد ذكرها لاسم زوجته الثانية وهتف بغضب :

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقDonde viven las historias. Descúbrelo ahora