الفصل الخامس عشر

443 11 0
                                    



حُبكِ قاتلي

الفصل الخامس عشر

استيقضت على صوت طفلها ... الذي تعالت شهقاته بين بكاء و سعال ... حملته وركضت نحو ذاك الذي يغفو على الكنبة في الصالة ...

" أسير ... أسير ... " تنادي عليه ...

استيقظ من نومه .. ليراها تقف بالقرب منه ... تحمل ابنها بيدها ...فأسرع يقف بسرعة ...

" مالذي حصل ... ؟ لماذا تبكين ..." وبنظرة نحو الطفل الصغير ...علم انها احدى نوبات الربو ...

اخذه من يديها ... فلم تمانع ... ناولته الطفل ...ووقفت متجمدة ...بجانبه تراقب ...انفاس صغيرها ...سعاله ...

مدد الطفل الصغير على الكنبة ... وأسرع ...يفحصه ...بسماعته الطبية ... ليلاحظ ضيق نفس الصغير ... و سعاله الذي يزداد ...شفتيه المائلة الى الزرقة ...

تناول المسكن من الخزانة ...وأسرع يجبره على أستنشاقه ....

" يجب ان ننقله الى المشفى الان ..." قالها وأسرع يناولها إياه ... احمليه ... قالها وتوجه الى باب الشقة ...

أخذ مفاتيح سيارته ...
" هيا دلال ..." لتفيق من تجمدها ... كأنها لم تدرس الطب كأنها لم ترى حالات اختناق كحالات ابنها ...تجمدت هذا ما حصل لها ... لم تستطع ان تفعل شيء سوى المراقبة ...

لاتعلم كيف ركبت السيارة معه ...او متى وصل بها الى المشفى ...لم تشعر سوى عندما حاول اخذه من بين يديها ...لتتشبث به كأي ام ...وتناظر عيونه تبحث عن وعد ...

" سيكون بخير اتركيه دلال ..."

" عدني ...وإياك ان تخلف وعدك ...." قالتها ...ليتعجب هو ... ويسرع ينطقها ....

" أعدك ...." ما ان نطقها حتى ناولته الطفل ...ليسرع الى أطباء الطوارىء ... معرفاً اياهم بنفسه ...يلقي عليهم اوامره ... مظهراً بطاقته التعريفية ...

تراه يحدثهم ... يتناقش مع طبيب الطوارىء ... يختفي وراء باب لونه ابيض ... مكتوب عليه ..غرفة الطوارىء ...

فتشعر ببردٍ يلفحها ... يتسلل الى عظامها ... بردٌ يلف روحها ... وأيام مضت تزورها ... تتذكر ... كم من مرة ...رأت هذه الكلمة ... مرة ...اثنان ...ثلاثة ...لم تعد تذكر ...وفِي كل مرة يعدها ...يقسم لها ... وتعود مرة اخرى لتقف هنا ...تناظر الباب ... وتلك الكلمة التي تكره ...مضيئة بلونها الأحمر ....

خرج من غرفة الطوارىء ... بعد ان استقرت حالة الصغير ... يريد ان يطمئنها ... يسير نحوها ..فلا تراه ... تقف هناك ببجامتها الطفولية وكأن ملامحها لاتكفي ... تحتضن نفسها بكلتا يديها ...

" دلال ... دلال ..." يناديها ...

فتسحب نفساً ... تعود به من الماضي ... تعود اليه ... حاضرها ...
" هل هو بخير ...؟ "

حبك قاتلى لكاتبة تالا تيمWhere stories live. Discover now