الفصل الثالث عشر

400 14 0
                                    



حبكِ قاتلي

الفصل الثالث عشر

تمر الأيام كما هي ... منذ تركها في بيت الشاطىء ... لليوم لم يقربها ... حتى عندما عاد اليها في الْيَوْمَ الثاني لم يتحدث معها ... هو فقط ناولها كيس يحوي ملابس لها .. ارتدتها ...وأمرها بالمغادرة معه ...

دلال غادرت ... تحدت الجميع ...عرضت حياتها للخطر ... لكنها وجدت من يحميها ...من يسندها ...اختارت حبها ولو بعد حين ...

ترفع رأسها تناظر السماء ...كحالها في كل يوم ... عندما يحل المساء ...تخرج للشرفة ... تناظر السماء ... تعرف انه هناك ...يحلق كطير طليق ... فالسماء كانت دوماً بيته ...

وعندما تتعب ... تغفو على الكرسي ... البيت خلى من فرحته البهجة التي كان يحدثها الصغير ... كان بهجتها هي ... اما الان فأصبح خالياً ...

والدة فهد تعتكف في غرفتها ... الجميع يلومها ... و العجيب ان الخاطب ابن عمها الاخر ...لم يزرهم او يلمهم ... وهو الذي كان اكبر مشكلة في حياة دلال ...

فهد ... لا تراه ... وهي لأتعرف أتسعد بعدم رؤيتها له ...ام تخشى ذلك ... تستيقظ صبحاً ...على صوت سيارته ... وتغفو مساءاً قبل ان يحضر ...

يناظرها من بعيد ... تجلس على الكرسي في الشرفة ... تضع ُ شالاً اسوداً على أكتافها ... ترفع قدميها عن الارض ...تشدها الى صدرها ... وتناظر السماء ...

في كل يوم يمر ...تجلس نفس هذه الجلسة ... واختبىء أنا اناظرها ... عن ماذا تبحث ... تجوب السماء بنظراتها ... الى ان تغفو ... وتتسابق خصل شعرها تغفو على وجنتيها ...

وعندها يحين موعد عودته ... يفتح الباب الخارجي ويدخل بسيارته ... يمر على والدته يطمئنُ عليها ... ثم يعتلي السلالم ...

يدخل الغرفة ... ويخطو نحو الشرفة ... يوقظ خصل شعرها الغافية ...يبعدها عن وجنتيها ... ثم يحملها ... ويخطو بها ... وليته يحملها العمر كله ... يصل الى السرير فيضعها فيه منتزعاً إياها من صدره ... فيستمع اليها تهمس بنفس السؤال ...

" أين أنت ...؟" فيمزقه الشك ... اتسأل عني ...؟. ام عنه ...؟ أتقصدني أنا ...؟ أم هو ...؟ ومن يكون هو ...؟

يبتعد عنها ... يغلق باب الشرفة ... يتجه الى الحمام ... يغتسل ... ثم يخرج منه ... يستلقي بجانبها ... تهفو يداه لملمس وجنتيها ... فيمررها على الجبين ... والعينين والوجنتين ... يريد تقبيلها .... لكنها تلك الدموع التي ملأت أحداقها تمنعه ... يخاف منها ...نعم يخاف ... يبتعد عنها قليلاً ... هي فقط احدى يديه تتسلل ...تمسك كفها ... عندها فقط يغفو ... ساعتان او ثلاث ... ثم يغادر ... قبل ان تصحو ...

يبتعد نعم يبتعد ... يحميها منه ... و من غضبه ... او ربما يخجل منها ومن افعاله ... او ربما الاثنان معاً ...

حبك قاتلى لكاتبة تالا تيمWhere stories live. Discover now