الفصل الثامن

480 11 0
                                    



#حبكِ قاتلي

الفصل الثامن

تمر الدقائق وهو واقفٌ ... بجانب سريرها .... لم يتحرك قيد إنملة .... يتأملها .. ويغرق بها ... وكلما لمح تلك الاثار على رقبتها ...تغلي دمائه ... فيصبر نفسه ... وعلى صوت أنينها انتبه ...

" أوس ... هل أنت هنا فعلا... هل هذا انت ...؟؟؟"

" أنا هنا حبيبتي ... أنا هنا ... " وعلى نغمات صوته ...

تتساقط دموعها ... فالآن تستطيع ان تضعف ... وبالقرب منه يحق لها البكاء ... فجدار قوتها هنا ... حاميها هنا ... لن يضرها احد حيث يكون هو ....


" ميس ... يجب ان نرحل معاً ... هيا حبيبتي سأحملك اذا لم تستطيعي الوقوف ... "


" نرحل ... ؟؟" يتساءل العقل ... ويوافق القلب ... و تسعد الروح بكلمة رحيل .... ليتها ترحل ...

" هيا ميس ... انها فرصتنا ... سنرحلُ بعيداً عنهم جميعاً ..."

تعتدل من رقادها ... و الفكرة تروقُ لها ... وذكرى لضربٍ و اهانةَ و الم ...تدفعها للرحيل ...

" كيف حالك الان سيدتي ..." دخلت الممرضة تقاطعُ حديث الأرواح ...و صمت الشفاه ...

" زوجكِ ارعب الطبيب ..."

" زوجي ...؟؟؟" يا الهي هل فهد هنا تحدثُ نفسها ...

" نعم ... اما إنتي فكنتي تهذين بأسمه .. ماشاء الله حبكم واضحٌ للأعمى ...صحيح كدتُ أنسى مباركٌ لكما أنتِ حامل ..."

هل لصوتِ تكسر الاحلامِ ان يسمع ... هل لكلام النظرات ان يخرس .... نظرات لوم وعتب ... همسات عشقٍ قد نضب ... كيف تبرر طعنة خنجر ... بقلب حبيب ...كيف تبرر ذبح فؤاد ...و الخيالُ يقتل ....

غضبٌ ...غضب ....وألمٌ فضيع يجتاح قلبه ... فيتضخم القلب في صدره حتى تكادُ لاتحتويه أضلعه ُ... يرفع يده يضعها على صدره ... وغصةٌ تكاد تخنقه ... منكسُ الرأس يقف أمامها ... يستدير عنها يوليها ظهره ... يخفي قهر لحق به ... وجعٌ ما بعده وجع ... يقف امام الشباك ينظر بعيداً لكنه لم يعد يرى ... سوى جدار يعلو ...ويعلو حتى ما عاد يرى سوى السواد ... سوادٌ في سواد ...

هو من كان يحملها بين يديه ... هو من كان يرتجف لعطرها ... لملمسها ... لأنفاسها ... هو من كان يمنعُ الطبيب حتى من معاينتها ... هناك من لمسها ...قبلها ... نالها ... وعند هذه الفكرة فاق الالم حدود وعيه الغائب ... فيرفع قبضته ... يحطم ذاك الجدار الشاخصُ أمامه ... يُرِيدُ ان يرى للضوء منفذ ... ولا يشعر ... لا لم يعد يشعر ...

" حامل ..." يرددها عقلها ... كيف ... لماذا ؟؟؟ عندما أقرر الهرب ... اموت ... ماالذي أحمله في أحشائي بذرة كره ...ثمرةُ اغتصاب ...

ترفع رأسها تنظر لروحه ...التي ذبحت أمامها ... تنظر لذاك الالم المرسوم على ملامح وجهه ... وجعٌ ما بعده وجع ... وقهر فاق قهر الرجال ... يستدير عنها ... يخفي ملامحه منها .... يرفع قبضته ... فيحطم زجاج الشباك أمامه ... وتتناثر الدماء فيعاود ضربه .... مره بعد مره ... يصرخ بكلمة " لا ....." بعقل ٍمغيب ... فتركض نحوه ... تتمسك بقبضته الدامية ... فيعود له شيء من وعيه ... وتسكن قبضته بيت يديها ... أتبكي ؟؟...من الذي أذاها ؟؟....يرفع يده يمسحُ دموعها ...فتختلط دماءه بدموعها ... وتلتقي العيون تشكو ظلماً الم بها ... تشكو حباً قد قتل ... تشكو عشقاً قد ذبح ...

حبك قاتلى لكاتبة تالا تيمWhere stories live. Discover now