مسار ثعباني-الحلقة الرابعة والثلاثون

Start bij het begin
                                    

ثمَ تساءلت:

لكن ماذا عن السِهام

فأجابها:

لا أستطيع مغادرة زيكولا وأنتِ كذلك وَمُنى لا تستطيع إمتِطاء الحِصان..

ثمَ نظر إلى نادين وَإياد وأكمل:

ستبقى السِهام على الطاولة متى أردتُما أن تطلقاها لن يمنعكما أحد..

فنظراَ إليه يعلو وجههما قلق جليّ وصمتا .. ثمَ قال إياد بعد برهة:

لن أطلقها.

فحرك خالد عينه إلى نادين .. فقالت:

تعلم ماذا سأقول .. لن أفعلها.

فساد الصمت مِن جديد.

كان الأماريتي راقداً على حافة الهضبة .. مغمضاً عينيه حين أشرقت الشمس .. ولَفح لَهيبها وجهه .. واقترب مِن عربته وسكَب بعض الماء مِن قربته على رأسه و وجهه .. ثمَ أعَد عَربته ليبدأ طريقه إلى وادي بيجاناَ .. ودلَف بها هابطاً طريقهُ المائل، وعاد إلى طريق زيكولا الرملي .. وحيى تُجاراً أشاروا إليه بالتحية .. كانوا في طريقهم إلى المدينة .. ودار بخُلده حين دَلف إلى زيكولا ومعه أسيل داخل صندوق الذهب .. فابتسم ثم أبصرت عينه صندوق عربة يغازِل به شاب فتاه فتضحك مغلقة عينيها .. فتذَكر ضحكات أسيل بِمكتبة قصره حين كانت تصر على رأيها وتقنعه فيُلقي بكتابه مستسلماً إلى نيران مِدفأته.

ثمَ صار الطريق خاوياً مِن العربات القريبة فانحرف بِعربته باتجاه الشمال نحو طريق جبلي مكسر .. تتناثَر الأعشاب الجافة بأرضيته الصخرية .. وسارت به العربة التي كانت تهتز اهتزازاً شديداً قُرابةَ الساعة، قبل أن ينحرف إلى وادٍ رملي تحيطَه التِلال مِن الجانبين .. بدا طريقاً مَهجوراً .. لم يزُره أحد مِن قبل فهز لجام حِصانه كي يهم في سَيره .. وعادت إلى رأسه كلماته حين قال لمجلسه؛ سأحتَلّ زيكولا مِن أجل أسيل.

اليوم أصبح قرار حربِه في يد أسيل وأصدقائها .. ومضى قليل مِن الوقت .. وإنتصفت الشمس بالسماء، ولم يشغله عن شروده شيء .. ثمَ أوقف حِصانه حين وقع بصره على شيء منغمِس بين رمال الطريق، لمع مع إشاعة الشمس العمودية .. فترجَل واقترب مِنه وإلتَقطَه ونَفض عنه الرِمال .. كان نعلاً بالياً ممزق السيور .. تتفرع سيوره الجلّدية إلى جانبيه مِن حلقة معدنية صغيرة مصقولة نُقشَت عليها رموز إكتارية صغيرة، فَعاد بِذاكرتِه إلى قدم السيدة الإكتارية التي كانت ترتدي نعلاً يشبه هذا النعل .. وهمس إلى نفسه:

كان أحدهم يثق بِأمه كثيراً.

ونَظر أمامهُ فوجد بِجوارهِ تبة تعلو الأرض قليلاً صعدها .. فوجد ممراً ضيقاً وراءها بين تابتين أخرتين .. فخَطا نحوه بضع أقدام وانقبض صدره حين إنتهى الممر فجأة وكاد يسقط بِمُنخفَض دائري واسعٌ عميق جدرانه العميقة عمودية ليست مائلة .. يصل عمقه إلى أكثر مِن مائة قدم، وقد يبلُغ قطره ثلاثين قَدماً، كأنه بئر ضخم جاف ماؤه يحيطه الجبال مِن جانبَيه .. فقال في نفسه:

امـاريـتـا - مڪتملة √Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu