اصدقا۽ قدامى ـ الحلقة الثانية والعشرون

Start from the beginning
                                    

فقالت:

إنها هنا

فَنظرت إليها مترقباً حديثها فتابعت:

إنها في زيكولا .. لكني لا أعلم إن كانت لاتزال على قيد الحياة أَم لا..

وتساقطت دموعها مرة أخرى وقالت:

لقد ترَكتُها منذ ستة أيام .. إنني خادمتها وخائنَتُها .. لقد سرقت ذهب سيدي الذي جاء به من أجلها .. لقد عانت كثيراً أكثر مما تتخيل فقلت دون تفكير:

أريدك أن تدُليني إلى مكانُها.

كان الأوان فجراً .. حين طرقت باب البيت الذي دَلَتني إليه فتاه بيجاناَ وأخبرتني إنَ الطبيبة بداخله .. قبل أن يجيبني صوت أحدهم ويفتح بابه .. كان شاباً قوي البنيان مرهق الوجه والعينين منبت اللحية أدركت أنهُ تاجر الذهب الذي وصفته لي الفتاة .. لكني لم أبصر حارسيه كما أخبرتني وسألني حين وجدني أمامه:

مَن أنت؟

قلت:

أريد أن أرى الطبيبة

قال:

لا يوجد أطباء هنا

وكادَ يغلق بابه فقلت:

لقد كنت أحد شركاء خيانتُها .. وأعلم أنها لاتستحق هذا المصير..

فتوقف عن إغلاق بابه وحَدق بي وسألني:

السارقة مَن أخبرتك؟

فأومات برأسي إيجاباً .. وتابعت:

أخبرتني أيضا إنكم تظنون إنها تهمة واحدة لا تُهمَتَيّن

فسألني متعجبا:

أي تهمة أخرى؟

قلت:

الأقتراب مِن سور زيكولا .. لقد اكتشفوا نفقاً حفرناه مِن أجل عودة صديقنا إلى بلاده..

فصمت الشاب مفكراً فقطعت صمته وقلت:

أريد أن أراها..

فأشار إليَ بأن أدلُف إلى الداخل .. وصعدنا إلى غرفتها فأضطرب جسدي حين وجدتها نائمة سقيمة الوجه نحيلة لِلغاية .. يكادَ جِلّدها يلاصق عظمها ونطق لِساني:

إنها لم تفعل شيئا سوى إنها أحبت خالد

فقال هادئاً:

حدثني عن ذلك الشاب وذلك النفق..

فحدثتهُ عن ذلك اليوم الذي دَلَف به خالد إلى زيكولا .. وعن صداقته بِيامن .. وعن عمله مساعداً للطبيبة بحثاً عن كتابه الذي تحدث عن أرض أخرى وطريق إليها يسمى سرداب فوريك .. وعن ذلك اللغز الذي وُضع بكتابه .. وذلك النفق الذي حفرناه بالمنطقة الغربية كي يصل إلى سردابه ويعود إلى بلاده .. ثمَ حدثته عن حب الطبيبة له الذي بدا لنا جميعاً .. وعن يوم زيكولا الذي جاء فجأة ولم يكن قد إستعاد ثروته فاختارته الزيكولا ذبيحاً لِيومنا .. قبل أن تعطيه الطبيبة مِن ذكائها مقابل قُبلة منه مخالفة لِقوانين بلادنا..

امـاريـتـا - مڪتملة √Where stories live. Discover now