هذيان مفاجئ ـ الحلقة العاشرة

Magsimula sa umpisa
                                    

-أتمنى أن تنجو أيها البحار

***

كانت تلك هي المرة الأولى التي تمكث بها أسيل بغرفة المسن ولم تكن الأخيرة وجلست بجواره تراقب تفاصيل وجهه الشاحب المريض وحركات جسده العصبيه اللاإرادية المفاجئة وهَذَيانه بكلمات غير مفهومة بين حين وآخر، لم تُغادر غرفته إلا مع مجيء مساعد الطبيب لإفراغ أمعائه، ثمَ عادت إليه بعدما إنتهى جلست بجواره على سريره تمسك بذراعه مُقيدة حركاته اللاإرادية بعدما ثُبت بإحدى أوردتِه أنبوب معدني رفيع تدلى مِن إنبعاج معدني صغير موصول بزجاجة داكنة اللون كانت تمتلئ بسائل منَقى وعلقت على حامل معدني بِجوار سريره ثمَ غادر المساعد متعللاً بأنه لديه مرضى آخرين فأخبرته بأنها ستعتني به، وظلت بجواره ممسكة بِذراعه طوال الليل تقاوم بجسدها الضعيف عنف حركاتهِ المفاجئة لا يغمَض لها جفن تنظر إلى تفاصيل غرفته وأثاثها العتيق مِن حولها وإلى زجاجات خمرهِ الفارغه المُتناثرة بكل مكان ثمَ تُبصر قدميها المضمدتين بقُماش متسخ وتُحرِك أصابعها بألم كأنها تَتيقَن أنها مازالت بخير حتى حل الفجر وهدأت معه حركاته وهذيانه فاغمضت عينها في سكون وأخرجت زفيراً مريحاً ثمَ نهضت بحذر وأزالت سن الأنبوب المعدني المدبب عن ذراعه وضمدته بقطعة قماشية نظيفة كان قد تَركها مساعد الطبيب وجلست بجواره مجدداً ومرت بضع ساعات قبل أن يفتح عينه متعباً وتعجب حين وَجد ذراعه مُضمدا وأسيل بجواره، فَسألَهَا في إعياء شديد:

- ماذا حدث؟

فإبتسمت وأجابته:

- أخبرتك إن الخمر سيقتلك ولكن يبدو أنك نَجَوت هذهِ المرة.

فأغمض عينه لِلحظة ثمَ فتحها بثقل وسألها:

- هل أشرقت الشمس؟

فأجابته:

-نعم

سألها مجددا:

- ألم تذهبي إلى عملك؟

ردت عليه:

- لم أذهب اليوم

قال لها:

- لماذا

- كان لابد أن أرعاك حتى تنهض..

ألا تعلمين أنَ عدم ذهابك يوما سيكلفك أجر خمسة عشر يوما؟!

- اعلم هذا .. لكني خفت أن أتركك فتسوء حالتك دون أن يدري أحد.

فَنَظر السيد سيمور إلى سقف غرفته وقال:

- كان لابد أن تذهبي

فقالت:

لم أعتد أن أترك أحدً يموت كان بإستطاعتي مساعدته.

فقال:

- فَقدتي خمسة قطع نحاسية مِن أجل أَلا تَدَعيني أموت ! ستندمين أيتها الفتاة إنَ هذا الزمان ليس لأصحاب القلوب الرَقيقة

امـاريـتـا - مڪتملة √Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon