📖1- " طيف من الجحيم " 📖

45K 1K 171
                                    

أولاً علشان محدش يستغرب من إسم البطل ، هو اه مش متداول كتير بس هو اسم عربى نادر ، واتعودت إن اسماء الابطال متكنش متكررة ، أتمنى تكونوا فهمتونى ☺️☺️


١– " طيف من الجحيم "

صارت الساعة الثامنة بصباح أحد أيام شهر ديسمبر ،
فقد ولت أيام الخريف ، لتتزين السماء والأرض بحُلى الشتاء ، فالنسمات الباردة بدأت فى تسكين برودتها بالأجساد ، وأوقات تروى الأرض بقطرات الغيث الغزير ، فيسعى الناس للحصول على الدفء

ففى ضاحية من ضواحى مدينة الأسكندرية، وفى أحد المنازل المطلة على الشاطئ، منزل أحد التجار المشهورين  وهو منزل " عرفان الطيب"

يحيا "عرفان" وزوجته وإبنته مترفين بوسط مخملى ، يرجع أثره لنيل رب الأسرة لشهرة واسعة فى صنع و بيع الأقمشة ، والتى انعكست بدورها على أسرته

تصاعدت أبخرة الأكواب الموضوعة أمامها ،تداعب أنفها جعلتها تغمض عينيها تشعر بلذة تعلو بداخلها من رائحة القهوة ، التى أعدتها من أجلها وأجل والدايها

فتحت عينيها التى تشبه بلونها حبات البندق الفاخرة  ولكن سرعان ما أخذت ترفرف بأهدابها عدة مرات من تيار الهواء المنعش القادم من نافذة المطبخ المطلة على الشاطئ ، الذى ظل يداعب وجهها بنعومة تشبه نعومة الحرير، فسارعت بضم رداءها البيتى لجسدها النحيل لمنع البرودة من التسلل إليها ، فحملت الصينية تسير بخطوات هادئة تكاد لا تسمع من سُمك أغطية الأرضية السميكة ، تنتعل خفها البيتى الطريف متخذاً شكل دب الباندا ،فوصلت للصالة وجدت والديها أنهوا طعام الإفطار ، فناولت كل منهما قدح القهوة الخاص به

فتبسمت تلك المرأة الجميلة والتى تدعى "مديحة" قائلة بصوت عذب:
–أممم جيبالنا القهوة بنفسك يبقى وراها حاجة يا "حياء" خير يا ترى

أصطبغ وجه تلك الفتاة ذات الثانية والعشرون ربيعاً بلون أحمر قانى ، فتوهج خديها بلهيب الخجل من كشف والداتها سر إعتناءها بهما بصباحها الباكر ، خلاف عادتها اليومية ، فهى لا تغفو بنومها إلا قبيل الفجر بعد إنتهاءها من الصلاة ولا تستيقظ إلا عند إقتراب أذان الظهر ، فرأت "مديحة" أن نشاطها اليوم على غير عادتها ، لابد أنه ينطوى على إستجداء جديد من لائحة مطالبها التى لا تكف عن طلبها ولا يستطيعان هما الرفض

أبتلعت " حياء" ريقها قبل أن تنفرج شفتيها الوردية قائلة بلطف:
–ههكون عايزة إيه يعنى يا ماما ولا حاجة

صدحت ضحكة " عرفان" من تلعثمها الواضح بحديثها فسحب نظارته قليلا أسفل عينيه قائلاً بدهاء:
–أنتى متأكدة يا "حياء" أنك مش عايزة حاجة ولا حتى "نادر"

أتسعت حدقتيها بعد سماع تصريح والداها بإسم من يشغل بالها ، ومن أستيقظت خصيصاً له منذ الصباح الباكر ، أو ربما لم تنم ليلتها البارحة من أجل الحديث مع أبيها قبل إنصرافه إلى عمله ، فهى تستيقظ من نومها تجده رحل إلى مقر عمله، فأرادت إنهاء ذلك الأمر المتعلق بنادر وبخطبتهما التى من المفترض أن تقام مراسمها بعد يومان،على أن يكون حفل الزفاف بعد شهران فقط ، وذلك بناء على رغبة عريسها المستقبلى

ثلاثية " لا يليق بك إلا العشق "..بقلم سماح نجيب"سمسم"Where stories live. Discover now