chapter "22"

78 26 10
                                    

- وجهُك ، جنةٌ جريحَة | سركون بولص.

•••

دائِمًا ما تختارُ لَنا الحياةَ طُرقًا مُلتويَة ، وإن كُلّ شيءٍ بِها غيرُ مُكتمِل ، على سبيلِ المِثال ، أن تعيشَ وسطَ عائِلة وهذهِ لِوحدِها نِعمةٌ عظيمة ، ولكِن العائِلة هذهِ مُتفَكّكة ، تشوبُها الزّعزعة ، لا أحاديثَ روحيّة أو جلساتٍ خاصَة بالوَقت ، لا عيشَ في وسطِهم ، تعايش فقَط ..

أو أن لا تعيشُ مع عائِلة ، مُستقلٍ بِحياتِك وعملِك ودِراستك ، لا أحدٌ رقيبَ عليكَ غيرُك ، ولكن سَتبقى تفتقِر لِحُبّهم ، تتمنّى أن تجتمِعوا تحتَ جناحٍ واحِد ، أن يلُمكم حديثٌ دافِئ أو ضحِكاتٌ رنانَة ..

وفي كِلا الأمرين أنتَ تُعاني ، -بِغضِّ النّظر عن معاناةِ العوائِل المُختلِفة- ، إن أمتلَكت أو لَم تمتلِك ، في هذهِ النِّقطة ذاتًا تُلاحِظ ما مَدى عدَمِ أمتلاكيّةِ التّكامُل بأيّ شيءٍ يُعطى لك ، ستأخذنهُ ناقِص وتتركُه ناقِص.

إذن نحنُ مُجبرين؟ ، هيّ ليسَت نظريّةً وضعها عقليّ فقَط ، إنَّهُ واقِع ، وعلى أساسهِ نسيرُ يوميًا ، إذن أقولُ بأننا مُسيّرين؟ ، وهذهِ أيضًا ، أضافةً على إجبارِك فأنَت ستُسايرُ الوجودِ بِمُمتلكاتِك ، وستتعايشُ وِفق ما بينَ يديك ..

-'ما هيّ إجابتُك؟ ، تعلَم .. مرَّت فترةٌ بالفِعل!.'
كتّفتُ يدايّ أنظرُ بِترقُّبٍ نحوَ جيرمي الهادِئ إلى درجةٍ غيرُ بِمنطقيّة ، كنّا في غرفةِ المعيشَة ، نقِفُ أمامَ المكتبةِ المُصغَّرة كي نُجدِد الكُتب بأمرٍ مِن الوالِد العزيز.

ولأنّني عشتُ بأرادةٍ وأملٍ فظيعانِ بِحق ولا أستسلامَ يمُسَّهما ، حاربتُ واقعيّ أحملُ عدَّ الأسلِحةِ التي أمتلِكُها كي أحظى بِحياةِ رغيدَة ، أسيرُ على خُطةٍ أما أن تنجح أو أموت ، الخيارُ الثّالِث قَد عُدِم.

-' لا تظُنّي بأنّني لَم أُفكِّر طوال هذهِ الفتَرة ، فَقد فعِلت..'
جلسَ القُرفاء يلتقِطُ كِتابًا يتكُّوم عليهِ غُبارًا خفيف ليمسحُ بِعينيهِ قارِئًا لِعنوانِه الغامِض ، تنهّدتُ أرفعُ خُصلاتيّ ليُكمِل.

-'كلاود ، إنَّهُ والِدُنا.'
دحرجتُ عينايّ بِنفاذِ صبر أجلسُ بالقُربِ مِنه ، سحبتُ ما بينَ يديهِ لأُزيلَ التُّراب الذي يعلوهُ أضعهُ مع أقرانهِ المُرتَّبين في الرَّفِ السُفليّ.

-'مَن قالَ بِأنّنا سنهجرُهُ شرَّ هُجران يا هذا؟ ، سَنستقلُ بِحياتِنا فقَط..'
حدّق بِوجهيّ بِعيّنيهِ السّوداءَ شبيهةٌ عيّنا والِدي ولِسانهُ يجوبُ جوفَ فكِّه ، حتّى شخرَ ساخِرًا يتناولُ كتابًا آخر بينَ يديهِ يمسحهُ بِمنديلٍ رقيق.

‐'تذكَّر بأننّا لَن نُخطِأ ، هوَّ مَن وضعَنا تحتَ ضغطٍ كهذا.'
تحدّثتُ مِن تحتِ أسنانيّ أُرتّب الرّف الثانيّ حسبَ أبجديّة الحُروف ، زفرَ حانِقًا يُخرِج عُلبة سجائِره يمسحُ أعينُه بِأصابيعهُ تعبًا.

| أرض التشتت | Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz