chapter "16"

86 26 7
                                    

- أنّ العصافيرَ التي كانت تطيرُ داخِلي بدأت تَتعب| جاغان جيل.

•••

إنها أيامٌ ثقيلة ، فيها أُمي التي تأمرُني بالعمل وَروحيَّ التي تأمرُنيَّ بالكَسل ، أيامٌ مُضجِرة ، ما بِها يَتراوحُ بينَ برودِ الجّسدِ وخُمولهُ ، وفَوضى العَقلِ وثَورانْه ..

أيامٌ شجِنة ، لا أعلم لأي مُنحنى أنعطِف ، كُلَّ الأختياراتِ مُعقّدة تَحتوي على زَعزعةً مُحتّمة ..

لا تَنظيم ؛ في أيامٍ كهذهِ يتوازى الهَرجِ والهَرج ، لا مَخرج ، أنها أيامُ الأزمة..

في أيامٍ كهذهِ ، يجب عليّ أصدارُ الحُمم وأنا الذي عُرِف بأبنِ الجّليد ، أحلُ الأمورُ بِصعيقيّ المُنفلِت أم أتركها لِساعةٍ وقتيّة؟ ..

أعرُفها ، إنها أيّامُ الـ لا حيلة ، أيّامُ التّراخي الجُثمانيّ لِفرطِ التّعَبِ الوجدانيّ ، أكادُ أتعثرُ بِظلّي المُسبَق ..

صوتُ السّكون في هذهِ الأيّام هو السائِد في ظواهِر الأمَاكِن ، أمّا لِدواخلها إخترنا الإختِلال ..

لكِن جَلجلةُ أمي لا زالَت بالغُرفَة ، يقفُ خَلفها عَجزيَّ يَتأملُني كلوحةٍ ثَبجْة ، يشيرُ لي بالصُمتِ المُطبّق وياللسّماء ، كلمتهُ مُتلباةٌ أكثر من نازيةِ أمي ..

والتحديق بالخَارِج مِنَ النّافِذة أمرٌ بَهيج ، ما لم يُحدقُ بيَّ الأسى مِن خِلالها على طُرقِ الشّوارِع المُدهّنة باليأس وضوءُ الأسَف الشّمسي يعتذرُ عن غروبهُ الحاسِم ..

سيحل الليل بظلامه ، أخمِد نوركَ الزائِف ، جاءَ وقتُ الحَقيقة ..

-'أنتِ تُثيرينَ تعبيّ كلاود..'
هسهسَت خارِجة بِأمتِعاضٍ وأنزعاجٍ منّي صافِقةً خلفَها بابَ غُرفتيّ المِسكين ، تنهّدتُ أدفِنُ بِرأسيّ أسفلَ الوِسادة بينما الأغطية مُتلفلفةٌ بِعشوائيّة على جَسديّ ، عينايّ تُطالِعُ بِشرود مُغادرةَ الشّمس مع أمليّ الذي تبّقى ..

-'حتّى أنا أثيرُ تَعبيّ ، حتّى أنا ..'
أغلقتُ جفنايّ هامِسةً لِنفسيّ ، أجَل فَهذا كُلّ ما أجيدُه ، ما مِن شجاعةٍ تحتلُّني كي أواجِهُ هذهِ النّفس ، أنا وبِكلُ تضرّعٌ وأسف خاضِعة لِها ، راضِخةٌ أثيرُ الشّفقة ..

أمسيتُ باليومِ الثّانيّ متوجهةً نحوَ المقهَى الإعتيّاديّ بِملامِحًا جامِدة وملابِسٌ لا تُناسِبُ هيئتيّ واضِعةً قُبعة سوداء أُخبّئُ أسفلَها خُصلاتيّ ، سعلتُ بِخفّة بِسببِ الأنفلونزا الموسميّة وكفُّ يديّ يحتلُ وجهيّ مسحًا التّعرقُ الكريه.

دفعتُ البابُ بِهدوء ليصدِرُ صوتَ الجّرسِ بِخفّة ، سرتُ بِرويّة حيثُ حدقتايّ تُطالعُ المكان بِبرود حتى قطبتُ قليلاً بِأستفهام ، ضيّقت عينايّ بِغيرِ تصديق ، أهذا جاك؟ ، كانَ راقِدًا على على طاوِلتُنا المُعتادَة وراحةُ يدهِ أسفل خدّهِ.

| أرض التشتت | حيث تعيش القصص. اكتشف الآن