- أنا إنسان بسيط جدًا يساء دائمًا فهمه ولهذا كنت دائمًا على الهامش ، هامش الحياة و الكلام | حسين البرغوثي.
•••
الحُبّ إن تعمّقَ أكثرَ مِن اللآزم سَيكونُ كفيلاً بِقلبِ معانيّ وجودَك ، روحيّتِك ، ملامِحَ تفكيرِك ، حتّى ندوبَك الدّاخليّة وميقاتِ شفاؤك ، سيطرِحُ عليكَ آفاقًا واسِعة نحوَ سفرٍ بعيدٍ عن نفسِك الإعتياديّة.
لَم يكُن هيرمان صاحِبُ مُبادرات ، وإن فعلَ فهيّ نادِرةٌ جِدًا وحقيقيّة تَصدِرُ مِن أعماقِه ، وحينما زارَهُ الحُبّ غفلةً صارَ المُبادِر الوحيد ، فلَم يظُن بأنهُ سيغيرُ الكَثير ، باتَ لا يعرّفُ نفسهُ عن نفسِه.
تنهّدَ حائِرًا أمامَ عيّنيها الغائِرَة المُتسعةِ بِصدمةٍ مِن دخولِه وقَد تلامَعتا مُسبَقًا بِفعلِ الأشتياق ، على لِسانِ لونا قالَت ذاتَ مرّة وسطَ جلسةٍ ساخِرة بأن أكثَر ما شعرَت بهِ طوالَ عِلاقتها مع هيرمان هوّ الأشتياق.
-'أيُّها الوغدُ اللعين إشتقتُ لكَ جحيمًا..'
تقدّمَ لهُ إيفان راكِضًا بِسُرعةٍ شديدَة يصرخُ بِقوّة ، إبتلعَ الآخر بِخوف ليتراجعَ خطواتٍ قليلة ، ولكنهُ لَم يسلَم مِن حُضنِه السّاحِق ، ضحكَ الجّميع على علاقتُهما المجنونة آنذاك وعلى عُمقِ ما مرّوا بِه مِن إفتِقاد.-'أهلاً بِكَ مُجددًا صاح ، الموحدون تحتضِنُك مِرارًا.'
دَنى مادسون مِنه بِهيئتهِ الماكِرة مُبتسِمًا بِغموض قَد حلّهُ هيرمان مُسبقًا ، ضربَا كفيّ بعضهُما ثُم حُضنٍ خفيف بِحكم إلتقاءهما دائمًا بِأماكِن عدّة.-'هير ! ، أفتقدناكَ حقًا.'
إبتسمَ بِهدوء يرفعُ حدقتاهُ عُشبيّة اللون نحوَ الفتياتِ جميعهُنّ وقَد إستغرَب عدم وجودِ إيمي.-'هَل تُفضّل الرّجوعَ نحوَ الإشراف؟ الرُتبَ تفتقِدُك.'
-'أهلاً بِكَ أيضًا والتر.'
ردّ ساخِرًا ليُقهقهَ الآخر يسحبهُ نحوَ حُضنِه.كانَت تتأملُ لقاءاتُه بالجّميع وكيّفية تفاعُلهِ الضّئيلِة معهم ، لاحظَت مُبتعِدة تعضّ أبهامها بعيّنين صحراويّة عميقَة ، فقَد تغيّر شكلُ مَن تُحبُه تمامًا ، أصبحَ شخصًا أكثَر جِديَّة..
بِعيّنين مُتعبتينِ خُفتت لمعتُهم الخَضراء ، وشعرٌ كثيف كستنائيّ اللون ترامَت خُصلاتِه على حاجبيه الحادّة ، بِفكٍ مُحدد وأنفٌ ليسَ بِتلكَ الدّقة ، وإبتسامةٌ لا تُفارِقُ شفتاهُ الغليضَة تِلك ..
لَم يرتديّ ملابِسًا فاخِرة كما يفعلُ الجميعُ هنا ، فقَد إكتفى بِقميصٍ صوفيّ "تي شيرت" أسودٌ حالِك قصيرَ الأكمام وبِنطالاً مِن الجينز يتلائمُ مع بُنيتهِ الرّياضية التي زادتهُ مظهرًا رجوليّ رزِن ، بِسلسلةٍ فُضيّة تُحيطُ رقبتهُ الطّويلة وحِذاءٌ رياضيّ أبيضَ اللون ، مع كُلّ هذا بانَ آسرٌ للأنفاس ..
YOU ARE READING
| أرض التشتت |
Romanceدخوليّ كانَ كَتجربة بِدافعِ الفضول ، كَونيّ سئمتُ مِن عالميّ المَحدود ، أردتُ التماشيّ مَعهُم لمعرفةَ النِهاية ، لكنَ ما كانَ يحدُث غريب ! ، الكثير مِن كلِمات الحُب والقليل من الصدق ، الكثير من الوعود ولا شَيء مِن التنفيذ ، تَجد الجَميعَ يُعانيّ ول...