chapter "15"

89 26 2
                                    

- ‏كنّا نسير معًا، وهذا كافٍ لأنسى بقيّة الحكاية | والت ويتمان.

•••

أنتَ الذي باتَت مشاعريّ تُبّجِلُ حضرَتك ، وَروحيّ تُصارِعُ رغبةَ إنتِشاءَ الحُزِنُ بِقُربِك ، سيّد السَّواد وعُتمةَ الطُّرق ، ذو الحُضنِ الدّافِئ وعَكس تيّارِ الأحبّة ، عيّنا السكّون ومُهجةَ الأقاويل ..

ما أنتَ بِربكَ يا بارِد القَلب؟ ، أيّ روحٍ تملُكُ يا نصفَ الدّفءَ وكُلّه؟ ، يا بعيدَ التّرامِ وقريبَ الفِكر ، يا مُهلِك الأحداقِ ومُتعِب الذّكريات ، بطلَ القِصّة وشِريرَ الحُب ..

أردتُكَ الشّامِخ في قلبيّ ، ومُحاصِر الجِهات ، فُتحةَ الأمَل ومُخرَجًا للحُريّة ، كُنت أريدُك بَسمةً وسطَ النّحيب ، ونسمةٌ وسطَ الجّحيم ، بِبُعدكَ عنّي فأنا لا أستقيم..

-'ألَن تذهَبي؟.'
إنتشلنيّ مِن شروديّ الذي أصبَح زائِدًا عن حدّه نبرةُ إيمي التي تَتخَللّها الحنيّة ، كأنها تُطَبطِبُ على قلبيّ بِنغمةِ صوتها تِلك ، رمقتُها مُتنهدة..

بعدَ حديثيّ رقمُ خمسَة عَشر لَها عن غيابِ آدريان المُفاجِئ ، طلبَت منيّ بِهمسٍ وسطَ ضجيجِ المُخيّمَ حاليًا أن أسأَل صديقهُ المُقرّب عنه ، لعلّهُ يعلَمُ مكانَه.

-'إيميّ إنهّ يُخيفُنيّ.'
هسهسَتُ لها عابِسةً بِتذَمُر وحدَقتايّ تُركِزُ على هيئةِ المَدعِو توماس ، كانَ أسودًا ، مريرَ المَلامِح ، لا معانيّ بِوجهِهِ الجامِد ، وكلِماتهُ جافَة معَ الجَميع..

حقيقةً لَم أستغَرِب مِن كونِهِ صديقُ آدريان ، فَتشابُهُ كيانِهِما يصرخُ بِطريقةٍ واضِحة بأنهُم قَريبان ، قَد شعرِتُ لِوهلة بأنَّهما شخصٌ واحِد ، ولكن بِمظهرٍ مُختلِف.

لَطالمَا تفاجئتُ مِن واقِعيّة إنجذابَ الأصدقاءِ لِبعضِهُما ، كُنتُ ولا زِلت أبتسِمُ كُلّما رأيتُ تشابُهَ كِلاهُما ، كيّفيةِ طُرقَ الحَديث المُماثِلة ، والإهتمامات ، الأِسلوبَ والتّمعَُن ، الوِجدانَ والمَنطِق ، وحتّى الحُلم ، دائِمًا كُنت أُشبِهُ الأصدِقاء بوِجهانِ لُعملةٍ واحِدَة.

-'هيّا إيتُها الجَبانة تحرّكيّ بِسُرعة ، أسأليهِ بِهدوء وإن حدثَ خطأٌ ما سأكونُ خلفُكِ.'
أردَفت ليّ بِعزَم وعيّنيّها ذاتَ الأهدابِ الكَثيفة قد تحوّلَت إلى شخصٍ ما ، حسنًا لم يكُن شخصًا ما فعلاً بل آندرو.

إنهُ الحُبُّ على أي حال ، أنا لا ألومُها ، تنهدَتُ أشيرُ لَها بأننيّ ذاهِبةُ خلفَ ذلك المُرعِب حقًا كونهُ تحرّك إلى خيمتهِ رُبّما؟ ، إنتبهت ليّ أخيرًا وهيّ تتبادلُ الإبتسامة مَع ذلكَ ذو الوجهِ البَشوش ، أؤمئت ليّ لألتفتُ بِكُلّي مُتحرِّكة.

كرِهُت ضعفيّ حتمًا ، وأنا أتتبعُ أثرُه وأسألُ عنهُ أُناسًا لا يرتاحُ لهُم قلبيّ ، أن أسيرُ في طُرقًا غريبَة لعليّ أعلَمُ عنهُ خبرًا ، أن أدرِك ما يفعلهُ معيّ ، كرهِتُ حبيّ حينها.

| أرض التشتت | Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon