الفصل الثامن والعشرون

117K 2.1K 303
                                    

( لا أصدق أنهما تركتاني بمفردي ...... و ركضتا خلف اشارة من زوجيهما )

كانت سابين متربعة على الاريكة الوثيرة مرتدية إحدى بيجامتها المريحة بعد يومِ عملٍ متعبٍ طويل ..... رافعة شعرها باهمال في كرةٍ غير متناسقة تتساقط منها الخصلات الناعمة بحرية ..... ممسكة بوعاء الشوكولا المخفوق تتناوله بملعقةٍ كبيرة ..... تفكر بحنق ...تنظر حولها الى ذلك الفراغ العملاق ..... بداخلها عميقا تشعر بقليلٍ من الألم والاحساس بالخيانة .... كيف تركتاها سما وحلا ......انها في حالةٍ مريعة الان .... طوال اليوم تتظاهر بأنها على اتم صحةٍ وثقة..... لازالت تذهب الى مقر الشركة الى الآن .... تحاول الظهور بسعادة بين عملائها الذين يتزايدون ببطءٍ كل يوم ..... لكنها تخلت عن الملابس الرسمية فاصبحت ترتدي بنطالها الجينز الملائم للحمل تعلوه قمصانها الفضفاضة الملونة بالوانٍ ناعمة .... حتى شعرها في معظم الاحيان كانت ترفعه على هيئة ذيل حصان .... حين تذهب لمقابلة عمل مهمة لم تكن تهتم بتغيير مظهرها البسيط الجديد عليها ... فقط نظارتها ذات الاطار الاسود هي التى كانت ترافقها من مظهر سابين القديمة .....

ورجال الاعمال الذين تجتمع معهم ينظرون اليها بملابسها الغير رسمية وبطنها المتكورة بمرحٍ وذهول ... لا يلبث ان يتضاعف ما ان تبهرهم ببساطة افكارها وبراعتها .... حتى شخصيتها تغيرت بصورةٍ غريبة فاصبحت مرحة لطيفة تسحر كل من تجتمع بهم بهيئتها الطريفة .........حتى ان العاملين معها كانو ينظرون اليها ببلاهةٍ اثناء ذهابها وايابها بينهم بضحكتها المرحة و تعليقاتها اللطيفة .... الا ان ذلك المرح كان يخفي الما يظهر ظله في عينيها الجميلتين المائلتين حزنا ........

و في ظرف ثلاثة اشهر كانت قد حصلت على عددٍ قليل من العملاء ... اقامت علاقات طيبة مع معظم رجال الاعمال .....نجحت في صفقتين تعتبرا هامتين للغاية ...... حتى ان واحدة منهما كان من المفترض ان تكون من نصيب مجموعة مهران ....... لقد راهنت نفسها على ان تحصل على تلك الصفقة ..... وتعبت كثيرا الى ان اقنعت هذا العميل الهام ..... وما ان مضى العقد حتى كانت على وشكِ القفز اليه واحتضانه من نشوة الانتصار التي تشعر بها ......وتمنت ان يمر الوقت سريعا لترى وجه احمد الذى تتخيله وهو على وشكِ الانفجار من الغضب لتجرؤها على نيل هذه الصفقة ........

الا أن الأيام مرت و نشوة الانتصار ضاعت....... لم يهتم ...... ولم يأتي ...... ترك لها هذا العقد وكأنه يسخر من انتصارها الهزيل بصمته ...... أكانت تتمنى الفوز بهذا العقد فقط من أجل أن تراه ؟.......

ماهذا الجنون الذى تفكر به ..... نهرت نفسها بشدة .......إنها لا تتمنى رؤيته أبدا ..... احمد مهران كان حكاية قديمة وانتهت .....

عاشتها بمرارها وبجنونها ..... الا أن لكِل شيءٍ نهاية ........

لعنتي جنون عشقكWhere stories live. Discover now