الفصل الخامس

108K 2.2K 62
                                    

شعر باشعة الشمس تداعب وجهه ففتح عينيه و تمطى بكسل كاسد اشبع جوعه للتو , لم يعرف يوما شعورا اروع من ذلك يشعر انه عاد لبيته اخيرا , التفت ليبحث عن شمسه الذهبية ليتلاشى بها مرة اخرى الا انه لم يجدها بجانبه . استوى جالسا بسرعة يجول بعينيه فى انحاء الغرفة فلم يجدها , نهض من الفراش و اتجه الى الحمام الملحق بالغرفة وفتح بابه ولكن لم يكن لها اثر .
اتجه بنظره الى بابي الشرفة المفتوحين على مصرعيهما و الستائر الرقيقة تتطاير بنسمات الهواء الباردة , فاتجه ببطء الى الشرفه و هو لا يعلم لماذا انتابه فجاة شعورا بالصقيع جمد قلبه و بعث رعشة فى جسده ,وصل الى الشرفة و خطا خطوة واحدة اليها .
تجمد فى مكانه مذعورا وقد توقف قلبه رعبا و اتسعت عيناه ارتياعا , فهناك على سور الشرفة كانت حلا تجلس عليه بقميص نومها و ظهرها اليه بينما ساقيها تتلاعبان خارج السور و شعرها الطويل يتطاير مع الهواء الذى يضرب وجهها !
بقى لحظات متسمرا فى مكانه كتمثال حجرى و قد فقدت ساقيه القدرة على الحركة .
ان غرفتهما بالطابق الثالث من القصر و اسفلها توجد السلالم الرخامية لمدخل القصر فان سقطت فستقتل فى الحال.ابيض وجهه و ارتجفت تفتاه لا يعلم كيف يتصرف فهى ان سمعته حتما سينتابها الذعر و ستسقط .
اتخذ قراره بسرعة و قد حركه اندفاع الادرينالين بجسده فسار حافيا على ارضية الشرفة خطوة خطوة و هى لا تشعر به حتى صار على بعد خطوة واحدة فقط منها , وفى هذه اللحظة و كانها شعرت بوجوده فالتفتت الى الوراء و ما ان راته حتى شهقت مذعورة فاختل توازنها ,لم يعرف كيف تحرك فى جزء من الثانية و بسرعة الفهد و لف ذراعه الحديدية حول خصرها بعد ان انزلقت قليلا من حافة السور , فسحبها بذراعه بعد ان تلقت عدة خبطات فى السور الحجرى , حتى وصلت الى صدره ثم حملها بكلتا ذراعيه و ادخلها من السور و هى متعلقة بعنقه بشدة و مغمضة عينيها , و ما ان اطمان انها داخل الشرفة حتى انزلها على قدميها و فك ذراعيها من حول عنقه بشدة .
و لم يدرى الا وهو يرفع يده عاليا و يهبط بها على وجهها بصفعة قاسية اسقطتها ارضا , اتسعت عيناها رعبا و اخذت تزحف على الارض حتى وصلت بظهرها الى جدار الشرفة وضمت ركبتيها الى صدرها و رفعت ذراعيها الى وجهها اتقاءا لمزيد من العنف .
جلس امامها على ارضية الشرفة مستندا بظهره على الجدار المقابل و هو لايزال يلهث بعنف غير قادر على التقاط انفاسه ,بعد عدة لحظات نظر اليها و هى منكمشة امامه تغطى وجهها بذراعيها وتشهق بكاءا .
هدر فيها صارخا (بامكانى قتلك الااان)
لم تنطق بكلمة و ازداد نحيبها و ارتعاشها .
قام من مكانه بحركة واحدة ووصل اليها فجذبها من ذراعها بقسوة رافعا اياها ثم ضمها بين ذراعيه بقوة كادت تحطم اضلاعها . اخذت تقاومه بضعف و قد ابقت راسها مطرقة لا تجرؤ على رفعها فمد يده الى شعرها و جذبه لترفع وجهها اليه ثم انقض على شفتيها بقبلة عنيفة حملت كل ما اعتمل فى نفسه من رعب اللحظات السابقة .
ازداد بكاءها و ارتعاشها بدرجة مرعبة فرفع راسه و نظر الى وجهها الذى اصبح يحاكى الاموات فى شحوبه فما كان منه الا ان مد ذراعه تحت ركبتيها وحملها داخلا بها الى الغرفة ثم وضعها على الفراش , بقى ينظر اليها لحظات ثم اتجه الى الحمام .
اخذت تبكى وتبكى وقد اخفت وجهها بين يديها المرتعشة وقد تعالت شهقاتها .
كان فى الحمام يحضر المعقم و القطن وهو يسمع شهقاتها الا انه لم تاخذه بها لحظة شفقة واحدة , فقسما بالله ان اعادتها لسوف يضربها حتى يكسر عظامها الى ان يحررها من جنونها .
عاد اليها و هى لا تزال تبكى ,فمد يده وابعد يديها عن وجهها بجفاء و جلس بجوارها على حافة الفراش و اخذ يمسح الجرح الموجود بزاوية شفتها و حين انتهى مد يده و رفع قميصها و اخذ يمسح الخدوش و الجروح التى اصابت ساقيها و خصرها اثناء تخبطها على حافة السور .
كانت تنظر اليه وقد هدات شهقاتها قليلا .
(انا اسفة ...) وصلت هذه الهمسة المرتجفة الى اذنيه ,فتوقفت يده لحظة ثم عاد لينظف جروحها بدون ان ينظر اليها .
(انا اسفة...) قالتها مرة اخرى بهمسة اكثر خفوتا جعلته يشك فى انه سمعها اصلا .
رفع راسه ببطء و الجفاء لا يزال مرتسما على وجهه وقال بتجهم
؛(لو كنتى قد سقطتى ..لكنت نزلت اليكى و خنقتك بيدى )
ارتسمت ما يشبه ابتسامة ضعيفة على شفتيها الزرقاوين لكنها كانت كافية لان يبعد ما كان يحمله و يجذبها بين ذراعيه ضاما اياها الى صدره و ظل هكذا طويلا وقد سند ذقنه على قمة راسها .
اغمضت عينيها و قد بدات تشعر براحة غريبة لم تشعر بها منذ وقت طويل طويل جدا
ظل يمشط شعرها باصابعه حتى بعد ان نامت
(ماذا بك يا حلا ....اين ذهبت ذهبيتى الصغيرة التى كان شعاع البهجة يقفز من عينيها ناشرا السعادة حولها).
.................................................. .......................
استمرت جلسة العمل بينهما لاربع ساعات متواصلة , لم يكن يظن ان المغوية الوقحة من الممكن ان تكون حوت عمل بهذه المقدرة الفذة , حتى الفترة التى ترك فيها مازن العمل سار كل شىء كالساعة و تم انهاء كل المعالات فى مواعيدها نظرا للسلطة الممنوحة لسابين الراشد .
فرد احمد ظهره و هو يشعر بتشنج فى عضلاته . بينما سابين تجلس امامه باناقة تتحدى تعب الساعات السابقة .
؛(حسنا ..يمكننا التوقف الان ) قالها بصوته الجاف .
رفعت عينيها من الاوراق و حاسبها المتنقل امامها ثم رفعت نظارتها الى اعلى راسها مبعدة بها بعض الخصلات الحريرية المجنونة المتساقطة , تركت نظارتها علامات حمراء بين عينيها فاخذت تدلكها باصبعيها وهى مغمضة ,فتحت عينيها ببطء و ارهاق لتجده ينظر اليها عاقدا حاجبيه .
للحظة سرت رعشة غريبة فى جسدها و قد تعلقت عيناها بعينيه فى اتصال غريب لم تستطع تفسيره .
كان ينظر اليها وهو يشعر بمشاعر غير ملائمة , فلو كان يشعر بالاغواء لكان هذا طبيعيا بالنسبة لسابين الراشد لكن يسري احساس بالتعاطف بداخله فذلك ما لم يستطع تفسيره .
انها المرة الاولى التى ترفع فيها نظارتها منذ راها و ها هو ينظر الى الحجرين الكريمين المحاطين ببركتين حمراوتين من الارهاق , لم يكن هناك ماهو اكثر جمالا بالرغم من الهلات الزرقاء التى بدات بالظهور تحت عينيها ,اما شفتيها فكانتا قصة اخرى فلقد قارب اللون القرمزى القانى الذى يصبغهما على الاختفاء لحركتها المستمرة بلعقهما كل فترة ,وتبقت فقط شفتيها وردية تبدو شديدة النعومة .وقد فقدتا ارتفاعهما الساخر لتتساقط زاويتيهما بتعب و لمحة حزن خفية ,كل هذا جعلها مثالا للانوثة الناعمة .وهى صورة مختلفة تماما عن التى راها بها صباحا .
استمر الصمت بينهما لحظات مشحونة و عيناهما غير قادرة على التحرر من اسر بعضهما البعض .قطع هذا الصمت فجاة بصوت محتد قليلا شديد الصلابة .
(اخرجى الان لقد انتهينا )
اهتزت حدقتاها للحظة ثم انتصبت واقفة بسرعة وكبرياء جامعة اوراقها و حاسبها ثم تحركت خارجة من الغرفة دون ان تنطق بكلمة مغلقة الباب وراءها بهدوء .
ظل ينظر الى الباب المغلق و هو يتسائل ما الذى يحدث له الان ليجد شعورا بالذنب يطل بداخله , انها ساحرة مشعوذة هذا هو السبب الوحيد , انها تجيد اصول اللعبة هذا هو كل ما فى الامر و هو لن ينخدع بسحرها مهما بلغ سلطانه.
بعد ان انتهى من العمل لساعة متاخرة خرج من مكتبه ومشى مارا بها ليجدها تنظر امامها جالسة على كرسيها و قد هاله ما ارتسم على ملامحها من حزن عميق , هل اللعبة انقلبت عليها ؟ هل يعقل ان تكون قد احبت مازن ؟
ياالهى ما هذا الذى يقوله القد القت عليه تعويذتها بالفعل ...يجب ان يخرج من هنا حالا قبل ان يفقد عقله اكثر من ذلك .
وقف امامها وقال بلهجة فظة
؛(لا تتاخرى غدا ..فان كان هناك ما لا اطيقه فهو عدم احترام المواعيد )
رفعت نظرها اليه مجفلة ,لتعود و تقسو عيناها و تزم شفتيها و تعود الى سابين التى عرفها صباحا
قالت بصوتها الناقوسي المبحوح
(؛ملاحظة غريبة من شخص جاء متاخرا بساعتين عن مواعيد العمل)
نظر اليها لا يصدق نفسه من شدة وقاحتها
(يبدو انك تنسين يا انسة اننى الان مديرك و صاحب العمل ..لذا فانا احذرك التزمى حدودك سابين)
خرج مسرعا قبل ان يفقد اعصابه و يتحامق عليها اكثر من ذلك ,بقيت جالسة فى مكانها غير قادرة على الحركة .
سرحت عيناها (اذن فدارين حامل ....الوغد الخائن ..اليست هى دارين التى عذبته بغرورها وتفاهتها حسب قوله الم يخبرها انهما منفصلان من شهور و يبقيان على زواجهما فقط من اجل المظاهر ).
لماذا تتعجب اليس رجلا ككل الرجال . كانت تظنه مختلفا كان رقيقا و عاطفيا لابعد الحدود ,نظرته خالية من الشهوة المقرفة الموجودة فى عين كل من يراها .
(حسنا سابين ....ستفتقدين شخصا استطاع اضحاكك يوما) .
.................................................. ........
انها تحتاج الى المساعدة و تحتاج اليها بسرعة, ان كان هناك من يستحق الصفع فسيكون هو بكل جدارة , كان يعلم انها ليست مستعدة بعد لكل هذا الارهاق العاطفى , كانت تظهر عليها الهشاشة بوضوح و الضياع ينطق من عينيها .
لقد كان نذلا انانيا لا يختلف كثيرا عن طلال , انتابته قشعريرة اشمئزاز حين قارن نفسه بطلال .
ترى هل هى السبب ؟ هل هى من تلقى لعنة على كل من يعرفها لتجعله يرغب باذيتها .
لا....لا انه ليس بهذه الدناءة انه مستعد لان يحرق حيا لتعود حلا القديمة صاحبة الوهج الدافىء .
منذ ما حدث صباحا و هو يجلس بجوارها على الفراش حتى بعد ان نامت لا تواتيه الجراة ليتركها لن يتحمل قلبه رعبا كالذى شهده صباحا ولو اقتضى الامر سيترك العمل لمن ينوب عنه و يبقى هو بجوارها ليراقبها فلن يتردد .
لكن ليس هذا هو الحل , انها تحتاج الى المساعدة و بسرعة و ليستطيع ان ياتى لها بالمساعدة التى تحتاجها لابد ان يعرف ما اصابها و اطفأالشعلة بداخلها.
طلال ابن عمه و يعرفه جيدا منذ طفولتهما و هو يعرف ميوله العدوانية العنيفة , و يعرف نظرة الجنون بعينيه لكن ابد لم يرى نظرة رغبة واحدة منه الى حلا و الا لكان قتله بنفسه ,اذن لماذا تزوجها هل لمجرد انه كان يعلم برغبته هو فيها .
لطالما استشعر الغيرة القاتلة من ناحية طلال منذ ايام شبابهما الاولى وكان دائما يتلقى منه طعنات الغدر بالظهر مهما حاول التواصل معه بناءا على رغبة والده فلقد كان طلال مفضلا دائما من عمه وكانت بينهما امورا خفية لم يحب ادهم يوما ان يعرفها لثقته انه لن يعجب بما سيعرف الا انه كان متاكد من امرا واحد وهو ان طلال كان رجل المهام الغير نظيفة فى الامبراطورية وليس هناك غيره من ابناء عمومته من يقبل بهذا المنصب ولهذا كان مهما لدى والد ادهم و هو امبراطور ال مهران .
و الضربة القاضية حدثت حين عاد يوما من رحلة عمل لصدم بخبر زواج حلا و طلال و سفرهما لقضاء شهر العسل .
اظلمت عيناه لا يريد ان يتذكر ما شعر به وقتها من خيانة كل من حوله واولهم والده الذى كان يعرف برغبة ادهم لحلا ,الا انه فضل ان يهديها للحقير طلال او بمعنى اصح اشتراها له من سليلة الشيطان ..ايثار
يا الهى لقد حطموا قلبه ولم يستطع مسامحتهم يوما .
هز راسه بعنف دافعا سيل الذكريات البائسة ليركز الان على حلا وكيفية استعادتها لنفسها مرة اخرى.
.................................................. ....................
عادت سابين الى شقتها الانيقة البسيطة بعد هذا اليوم الحافل ..و المؤلم
ما ان دخلت حتى قذفت حذائها العالى بعيدا و فكت رباط شعرها ليتدفق حتى خصرها و مشت ببطء و تثاقل الى الداخل
؛(لقد تاخرتى ..) جاء هذا الصوت المبحوح باعثا قشعريرة الغضب المعتادة بداخلها .
التفتت ببطء لتواجه المراة الممدده على الاريكة الصغيرة و ساقيها الملفوفتان مستريحتان تحتها باناقة ,ذكرتها فى جلستها بفهد اسود لامع يتمدد بكسل و غرور.
نظرت سابين اليها وقالت بصوتها الناقوسي الساخر
(الا تعتقدين اننى كبرت قليلا على طلب الاذن بالتاخير)
نظرت اليها صاحبة السحر الاسود الذى يتحدى معالم الزمن المتمثلة فى بعض الخطوط الدقيقة حول عينيها ,و قالت
(لا تبالغى فى الاستقلال ..سابين)
مشت سابين ببطء حتى وصلت الى الاريكة و لفت خلفها ثم انحنت الى اذن المراة المهيبة و همست
(غير مسموح لك بالتدخل فى حياتى ابدا ..ايثار )
ثم استقامت و سارت مبتعدة الا انها وقبل ان تختفى التفتت و قالت بابتسامة متشفية
(على فكرة ..لقد سافر مازن و سيستقر هو ودارين بالخارج..وهى بالمناسبة حامل)
غضب اسود قد يحرق العالم غطى ملامح الساحرة السوداء و اصبحت عيناها فجاة بالرغم من جمالهما بشعتان تبعثان الرجفة فى الجسد,
و لقد اصابت هذه الرجفة جسد سابين رغما عنها .
.................................................. .............
دخلت سابين غرفتها و اغلقت الباب خلفها لتكون بداخل منطقتها الخاصة الممنوعة, رمت نفسها على الفراش و اخذت تتطلع الى سقف الغرفة
(حسنا يا ايثار ..ضاعت صفقتك الغالية ..تكفيكي الصفقتين السابقتين يا ايثار .. اخرجينى انا من حساباتك الدنيئة )
داهمتها فجاة عينان بنيتان صلبتان نتظران اليها بقسوة فابتسمت قليلا بالرغم من ان حاجبيها معقودان
رن جرس هاتفها المحمول ليقطع افكارها الغريبة , فاخرجته من حقيبتها و ما ان طالعها الاسم المحبب الى قلبها حتى ابتسمت برقة و ضاعت كل القساوة من عينيهاثم ردت سريعا
(؛اهلا حياتى الصغيرة ..كيف حالك حبيبتى)
انساب الصوت الناعم من الهاتف محدثا ايها بكل رقة ليملا قلبها بشوق جارف للصغيرة الغالية, و بعد محادثة صغيرة لطيفة , سالتها سابين بجدية
(اجيبينى الان.....كيف حالك حقا؟)
وصلها الصوت الناعم يخفى تحته بعض ذبذبات الالم
(انا بخير سابين ...حقا لاتقلقى ).
......................................
جلست ايثار مكانها وعيناها محمرتان من الغضب
(الغبية ...الغبية لم تنجح فى الايقاع به , كل من يراها يؤكد انها هى انا ......الا اننى اعرف ..اعرف جيدا انها متمردة و ستظل تتمرد علي دائما, بالتاكيد لم تاخذ الغباء منى . فقط الصلابة و القوة اورثتها اياها الا انها دائما ما كانت تستعملها ضدى..
كانت تتسلى بعبث مازن .. رغم كل تخطيطى لها وايهامها لى بانها تسير بكل نجاح الا اننى كنت اعلم انها تتسلى بالعبث مع المهران و لن تحقق ما اريده ابدا , الغبية تسكننى هذه الشقة الوضيعة و اقصى احلامها الغبية هى التقدم فى منصبها فى مؤسسة مهران )
اظلمت عينا ايثار (لم استطع تحطيمها ...لكن انا لها .. و ساجعلك تبكين دما على الغالية دارين )
................................
خرجت سابين من غرفتها و قد ارتدت ملابسها المريحة لتجد ايثار جالسة بنفس الوضع منذ تركتها , اتجهت اليها و ارتمت على الكرسي المجاور لها غير مبالية بنظرة الاجرام فى عيني ايثار بل تشعر بداخلها بسعادة وحشية لانها سبب هذه النظرة ثم قالت بدون مقدمات
(لقد اتصلت سما الان......).
لم يرمش جفن لايثار فتابعت سابين
(هل تتذكرين ..كانت لديك ابنه صغيرة اسمها سما)
ثم فجاة مالت الى الامام فى حركة شرسة سريعة قد ترعب احدا اخر لكن ليست ايثار و صرخت فى وحشية
(سما .....سما يا ايثار هل تتذكرينهااا....)
ظلت ايثار تنظر امامها و قد عادت اليها ذكرى عمرها ثلاث سنوات,
حيث كانت تجلس امام زوجها امبراطورال مهران يلعبان الشطرنج , و بلا مقدمات قال بنبرة قاطعة
( اريد سما...) ولعب دوره على رقعة الشطرنج
لم يظهر اى انفعال على وجهها وهى تنظر الى اللعبة وتفكر فى حركتها التاليه وقالت بصوتها المغوى المبحوح
(وضح كلامك..) ثم قامت بحركتها
(اريدها لفارس ..)
انتظرته ايثار ان يلعب و هى تنظر اليه و قالت بصوتها المبحوح
(الا تظن انها لا زالت صغيرة )
(ليست اصغر كثيرا من حلا و ها انا اخذتها لطلال....)ثم قام بحركته
قالت بصوتها المبحوح المغوى
(لكن انظر ماذا حدث لحلا........)
قال بكل هدوء (دعينا نلعب بوضوح ....كنت تعلمين ايثار فلا تنكرى )
صمتت وقد ظهرت القسوة فى عينيها بينما تابع هو
(ثم هل تقارنين طلال بابنى فارس....)
نظرت اليه و عيناها تلعبان لعبة تحدى مع عينيه
(لكن فارس(صمتت قليلا).......ما الذى يجعلنى اقبل لسما بهذا......)
قال بنبرة قاطعة
(الثمن.........العبي) .

لعنتي جنون عشقكWhere stories live. Discover now