نفسِي القدِيمة

75 10 2
                                    







- يمكننِي الإعترَاف الآن،
أنَا و بحقّ أشتَاق لنفسِي القديمَة روحِي التِي خلتهَا بسيطَة وكأيّ شخصٍ آخَر عاديَة، نفسِي التِي خلتهَا مجرّد ملكٍ روحِي لا يسعنِي الهتفُ من أجلهَا! ومَن كانَ سينصتُ لِي إن حدَّثته عَن نفِسي العزيزَة حتَّى!  كلمَات مدحٍ سيعتبرهَا البقيَّة مجرَّد هوَس بالنَّفس العزيزَة التِي و بحقّ أتوقُ للشعُور بهَا مجددًا.. نفسِي التِي تخلَّت عنِّي أثنَاء إجتيَازِي لأكثَر و أشدّ مرحَلة مرهقَة فِي حيَاتي، نفسِي التِي غاصَت بأعمَاق أحزانِي، كئابتِي، فشَلِي و إستسلامِي للكثِير من الألَم الجَاحد ثمَّ مَاذا؟

ثمَّ تبددَت و إختَفت بأعمَاقٍ لا يعلَم عنهَا أحَد، هيَ غَادرت بأميَال بعيدَة و أنَا هنَا لاَزلتُ أبحثُ عنهَا غير آبهَةٍ إن كانَ البعضُ منهم يظنُّون أنِّي سأكُون مجرَّد مجنونَة تفتقدُ شيء روحيًا غير ملمُوس البتَة و تأمَل كمَا فعلَ الكثيرُ من الخَائبين إيجَاده بأيَّة طريقَة كانَت! تسائلاتِي كثُرت وباتتَ الكثيرُ منهَا بدونِ جَواب تحُوم بداخلِي و بذهنِي بإستمرَار وحقًّا لاَزلتُ لا أعلَم كيفَ أحبسُ هاتِه الأفكَار عنِّي، كيفَ أتعَايش معَ أنِّي لَم أعُد بذَلك الشَخص الذِي عهَدته من قَبل؟ ذلكَ الشَّخص الذِي لطَالمَا لقَّبه الكثِير بأسمَاء لطيفَة تُنسَب لظرَافتِه و بشَاشتِه الدَّائمَة، الذِي لطالمَا أحبَّه الكثيرَ بسببِ تواجدهِ فقَط وليسَ لأمرٍ آخر! الشخصُ الذِي كنتُه لَم يعرِف معنًى ألَمٍ يخدِش قلبَه بقسَاوَة ولا مجرَّد حزنٍ عظِيم يتآكل يومًا بعدَ آخر بسَببه! لمَ يعرِف معنًى لكلّ هذِه الترَاهات وحتَّى إن حدَث وقسَت عليهِ الحيَاة لَم يكُن ليستسلمَ بسهولَة!

الشخصُ الذِي كنتُه لاَ يعلُم أنِّي هنَا قاومتُ صرَاعَات أكبَر منِّي ولا حتَّى يعلَم أنّه من رغمِ إستسلامِي من حينٍ لآخر إلاَّ أنِّي لَم أطلق العنَان لنفسِي و جعلتُنِي أقَاوم للنهُوض و العودَة لمصَارعَة ألمٍ أكبَر، وياَ ليتَ الشخص الذِي كنتُه يعلَم بمدَى إشتيَاقِي لنفسِي القديمَة التِي فقدتهَا أثنَاء مقاومتِي لكلّ هاتِه الأشيَاء التِي جعَلت منِّي هذَا الشَّخص اليَوم، الشخص الذِي إنتهَى وبكلّ بسَاطة فقَد أكثر شيءٍ ميَّزه عَن غيرِه! تبسيمَته الدَّائمَة فرحَته اللامتناهيَة طاقَته الإيجَابيَة و إشرَاق ملامحِه كلّ يومٍ جديدٍ يجتازَه

أنَا هنَا أغرق ولستُ بحَاجة للمسَاعدة وإنَّما بحَاجة لمَا سلَبته منِّي الحيَاة بعمرٍ كهذَا! صدقُونِي فقدَان نفسٍ لاَ يضاهيهَا شيءٌ من آلامِي الٱخرى 

ٱرِيد العودَة، أريدُ عودتِي، أريدنِي، لستُ أنَا بل نفسِي القديمَة..





.

2022/01/10

مشَاعرِي المكبوتَة.Where stories live. Discover now