الحلقة الثامنة عشر

4K 52 14
                                    

سيارة فهد

كانت تجلس سارحتا مع افكارها تتذكر كل ماحدث معها خلال تلك الليلة ...

سلمي "محدثتا نفسها" : بعد ما فهد شدني وبعدني عن عز ، وبعد ما ضربه ، وشوفته وهو واقع علي الارض والدماء مغطي شفايفه ، حسيت زي ما يكون الهواء اتسحب وبقيت مش قادرة اتنفس ، حسيت زي ما اكون اتشليت ، جسمي كله اتجمد وايدي ابدت تترعش ، كنت عايزة اصرخ ، كنت عايزة اقول لفهد كفاية ، ما تضربهوش ، بس للاسف الكلام ماخرجش من بوقي ، انا حتي ما كنتش لايقة صوتي عشان اتكلم ، ومع كل لكمة كان فهد بيضربها لعز ، كنت بحس ان انا اللي خدتها ، كنت بلاقي جسمي بيتهز وانا عيني عليهم هما الاتنين لكن عقلي ، عقلي كان في مكان تاني خالص ، حسيت زي ما يكون سحابة سودة مليته ، وبعدها حسيت بضيق في التنفس وكنت بحارب عشان اخد شوية هواء لكن للاسف مالقيتش ، ساعتها لقيت ومضات بتنور وسط الظلمة اللي احتلت عقلي وشوفت طفلة ، ايوة شوفت طفلة صغيرة قاعدة علي كرسي ، ايديها ورجليها مربوطين وبوقها متكمم ، كانت قاعدة في مكان ريحته وحشة اوي ، الريحة دي انا عارفها ، اه ، دي ريحة بنزين وسجاير ، دا غير الدخان اللي كان في كل مكان ، كان الدخان دا نتيجة خشب بيتحرق ، مين المجنون اللي يحرق خشب رطب ، بعدها شوفت راس البنت دي وهي بتغطس في الحمام ، كان الناس اللي ماسكين الطفلة دي بيصرخوا ويزعقوا بس البنت ما كانتش سامعهم ، انا حسيت بيها ، حسيتها بتموت ، بعد كدا مسكوا البنت ورموها علي السرير ، كان سرير قديم والقماش اللي عليه كان متقطع ، البنت كانت بتتألم ، وهي كدا دخل راجل لابس قناع اسود وقميص رمادي زبنطلون اسود وابتدأ يقرب من البنت ، البنت كانت مرعوبة ، حاولت تصرخ لكن الكمامة اللي علي بوقها منعت صوتها انه يطلع ، بعدها ما شوفتش اي حاجة ، غمضت عيني والصداع استولي علي دماغي ، كان الالم جامد اوي ، وفي لحظة شهقت ، شهقت جامد واخيرا قدرت اتنفس مرة تانية ، لقيت عينيا راحت علي فهد اللي كان واقف وخلاص هيضرب عز ، ماعرفش ازاي اتحركت من مكاني وبقيت في ثانية واقفة بينهم ، وهو اتجمد في مكانه اول ما شافني ، وبصراحة حمد ربنا في سري انه وقف ومكملش لحسن كنت انا اللي اخدت البوكس المحترم ، ومن منظر عز ، واضح ان فهد ايده تقيلة بمعني الكلمة ، "لتضع يدها علي خدها بتلقائية" ، بس كله كوم ونظرته ليا اول ما شافني قصداه كوم تاني خالص ، دا زي ما يكون غضب العالم كله اتجمع في عينيه ، بعدها زعق بعلو صوته عشان ابعد من قصاده ، بس انا ما كنتش عايزة اتحرك لاني عارفة اللي هيحصل لو اتحركت ، وبعدها فضل يتكلم ويقول حاجات وانا مش مستوعبة ، انا ما كنتش عارفة اعمل ايه والا اقول ايه ، هو بجد مصدق نفسه ، بجد فاكر ان فيه علاقة بيني وبين عز ، ازاي عقله المريض قدر يصورله حاجة زي دي ، ازاي يفكر فيا علي اني واحدة رخيصة وهو اللي كان واقف يتغزل في واحدة متجوزة ويمكن يكون نام معاها كمان ، واو ، يعني هو يسمح لنفسه انه يخوني لكن انا لا ، وطبعا بعد ما دافعت عن عز وانا متعمدة اعمل كدا ، حسيت انه وصل لقمة غضبه ، انا كنت بدافع وانا عارفة اللي ممكن يحصل ، بس انا كنت قاصدة ادافع عنه ، لان عز الصراحة ما عملش حاجة غلط ، الراجل كان بيواسيني ، دا انا اللي كنت هغلط وهو منعني ، منعني اني اغلط في حق نفسي وحق جوزي وحقه هو كمان ، وفهد واقف وبمنتهي البساطة بيتهمه ، ويا ريته بيتهمه بحاجة هو فعلا عملها ، لا دا بيتهمه زور ، ساعتها ما حستش بنفسي ولا بالكلام اللي طلع مني من غير ما افكر فيه ، قولتله اني عايزة اطلق ، بس انا بجد عايزة اطلق من فهد ، يعني واقفة قصاده وبطلب منه الطلاق وانا بعيط ، بقي فيه واحدة تطلب الطلاق وهي بتعيط ، ساعتها حسيت ان افكاري مشوشة وان انا محتاجة اهدئ دماغي من الافكار اللي فيها دي ، عشان كدا اول ما طلب مني ان اعيد عليه الكلام اللي قولته ، اتلجلجت ، انا مش عارفة لما انا فعلا عايزة الطلاق ، اتلجلجت ليه ، لا برافو يا سلمي ، بجد برافو عليكي ، دا انتي عملتي اللي مفيش واحدة في العالم عملته ، نهيتي جوازك وانتي غضبانة لا وكمان سكرانة ، بجد برافو ...

تزوجت زوج أختي (الجزء الأول والجزء الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن