Ch:29

158 18 38
                                    



من الممكن ان يتبدد الحزن في اسوء الاوقات ، وأن تنحل العقد حتى بعد أن اشتدت ، فعلى اي حال ظهورها  الآن كان بمثابة الفجر بعد ليلٍ شديد السواد.

فالجميع دون إي استثناء كانت ملامحه بمتلئه بالدهشة و النكران ، فكيف وبعد ان صدقوا ان روحها قد سُلبت  تقف هي امامهم الآن وبكامل عافيتها! ، بل انها هي من انقذته فهي تمسك سلاحًا يطلق الرصاص ،وقد عاودت هي تكرار كلامها بتعجب : يارفاق صدقًا مابال هذه الملامح؟.
لم يتحدث اي احد منهم فمن العجيب ان تعتقد ان احدهم قد قُتل لكنك تراه امامك عقب ذلك صحيح؟، و قد كان انتولي ينظر لها من بعيد ولوهلة قد اجتمعت الدموع بعينيه حتى تشوشت رؤيته ، كما ان الكساندر قد ركض حتى وقف محاذاتها وهو يذرف الدموع ، وقد تأملته هي بملامح الاستغراب ، وجهه الباكي، عيناه وجناحاه العملاقه ، وكل شيء به ، ثم عقبت :
- اخي ما الذي حدث لك؟
- لقد..اعتقدت انكِ قد متِ جميعًا قد اعتقد ذلك!.
قاطع تلك اللحظة الأخوية ذلك الرجل ذو القناع حين اقترب من الكساندر ودفعه بعيدًا بضربة واحده على رأسه وقد سقط الكس على الأرض بألم ، وقد اردف ذلك الرجل بعد أن اصبح بمحاذاة إلينور قالًا بخيبة مصطنعة : صدقًا فليساعدني الرب ! ، ما كان من المفترض مني الاعتماد على مجرد بيادق حمقى، يجدر بي إنهاء كل الأمور بنفسي.
مد يده ناحية إلينور وهو يبتسم خلف قناعه ، و بسرعة وقبل ان تصل يده حتى ، كان انتولي يمسك بها بقوة قائلًا :
-هل اعتقدت انني سأسمح لك مجددًا بأذيةِ من احب؟
- اوه اوه كم انتِ رجولية ايتها الأميره!.
وعلى الرغم من سوء الموقف ، و أنها قد تتعرض للخطر مجددًا ، إلا انها لم تقاوم ان تبتسم بعد حديثه هذا ، حتى ظهر صوت الكساندر المتألم :
- انا ايضًا لن اسمح لك ايها الوغد !
- جميعًا لن نسمح بأذية اي فرد منَّا
كان ذلك حديث إد الذي يقف بجوار صديقه ، كما ان كلار ويوجين كانوا قد ايدوا حديثه ، عدا ارامينتا التي قالت بصوت مرتفع :
-فلنقتل هذا الرجل فحسب يارفاق!
- حاضر حاضر
كان ذلك انتولي الذي استجاب لحديث اخته سريعًا، وقد رفع يده ليلكم ذلك الرجل ، وقبل حتى ان يبدأ انتولي كان ذلك الرجل قد سقط نتيجة لقوة خفية، وقد قال صاحب تلك القوة :
- ايها الأمير لما تمسك يد ذلك الرجل ، ألم تشعر بسم الذي يتسرب من يده؟
- ارخميدس! كيف اتيت إلى هنا؟
- هذا ليس بالأمر المهم ، فقط انظر إلى يدك الآن!.
رفع انتولي يده وقد صرخت إلينور فجأه وامسكت بيده:
- ايها الاحمق ، يدك خضراء بالكامل !
- لا أصدق أن هذا هو اول ما تقولينه لي بعد ان عُدتِ ، على اي حال انا حقًا لا أشعر بأي الم.
عقب ارخميدس بلا مبالاة :
- وهذا مايميزه انك لن تشعر به حتى يصل إلى قلبك ، ومن الغريب ان شخصًا مثلك لم يلحظ تلك الهالة الشيطانيه المنبعثه من السم ، على اي حال اين ابنتي كلار؟
- أبي بحق الرب هل تمزح؟ كيف أمكنك قول هذا بهذه الطريقه !
- كلار ، اهكذا تقابل الأبنه الجيده والدها بعد غيابِ طويل؟.
وضعت إلينور يدها على رأسها بسبب ارخميدس وبروده حتى انفجرت في النهاية قائله :
- ايها العجوز الساذج كيف تقول ذلك بكل ذلك البرود ! ، ثم هل انت احمق انتولي؟ ألم تشعر بشيء قبل إمساكك يده؟
- انا حقًا كنت غاضبًا للغاية ، لذلك لم استطع الشعور بشيء ، لكن اعتقد.. ان ارخميدس محق

آستريا.Where stories live. Discover now