12/ الجولة الأخيرة

549 53 3
                                    


صاح الرجل الفرنسي البدين بلهجة استعطاف :

- رحماك يا سيدي !! ما أنا إلا صحفي مسكين

ضاقت حدقتا ( حايم ) وقال بدهشة :

- صحفي ؟.. وعلام تبحث ؟

قال الفرنسي بتوسل : أبحث عن أخبار حول مصرع الدكتور ( ألفريد ) الرحمة يا سيدي !! لا تطلق على الرصاص

أزاحه ( حايم ) بقدمه، على حين صاح

(جیمس ) بضيق :- هل رأيت أفكارك الحمقاء ؟ لقد أضفت مشكلة جديدة إلى متاعبنا أيها الثعلب العجوز

ابتسم ( حايم ) بارتباك وقال :- لا مشاكل یا مستر ( چیمس ) .. ما أن يحضر الضابط المصرى ، حتى نتخلص من الجميع ونحصل على التصميم ، ونغادر المكان بهدوء ..

صاح الفرنسي ( جان ) متوسلا :

- لا يا سیدی .. أرجوك .. أنا صحفي مسكين

لن أنطق بكلمة واحدة .. أرجوك

بصق ( حايم ) على وجه الفرنسي البدين وقال :- يا لك من جبان !! قف واستقبل مصيرك کرجل

اعتدل الفرنسي فجأة، ومسح البصقة بهدوء ، وقال بصوت مألوف للجميع وبانجليزية سليمة :

- الجبان هو الذي يصفع فتاة أيها الوغد العجوز

تسمر ( حايم ) من المفاجأة ، وشاهد بذهول الرجل البدين ، وهو يقفز بخفة تتعارض مع حجمه ، ويوجه قبضته إلى أنف (چیمس ) بقوة ألصقته بالحائط ، وترتفع قدمه لتركل المسدس الذي يمسك به الرجل الثالث ، ثم يعقب ذلك بتوجيه عدة ضربات متتالية للرجل تفقده وعيه .. وبرشاقة عجيبة على من في وزنه التقط الفرنسي البدين مسدس ( جيمس ) الذي

سقط على الأرض ،


وقفز خطوة إلى الخلف ، وقال بابتسامة ساخرة :- لقد انتهي السباق أيها الوغد العجوز ، وفازت المخابرات المصرية بالكأس

تمتمت (منی ) بذهول : مستحيل أنا لم أعرفك يا سيادة المقدم .. أنت عبقرى في التنكر .. لم أتصور لحظة واحدة أن هذا الفرنسي البدين هو المقدم

( أدهم صبری ) لماذا فعلت ذلك ؟

أجابها ( أدهم )، وهو يخرج من جانبی فمه قطعتين من. المطاط اللين :- إنها لعبة قديمة أيتها الملازم .. يسمونها في الشطرنج تشتيت الخصم بخلق عدو وهمی اخر .. رجل فرنسي كثير الأسئلة بطريقة تثير الشك

قال ( حايم ) وقد زالت دهشته :

- وتحمل جواز سفر فرنسي أيضا ؟ لعبة بارعة من

مخابراتكم أيها الضابط

ابتسم ( أدهم ) بسخرية وقال :

انها تحفة من تحف صدیقی ( قدری ) الفنية تتنكر في الزي الذي يحلو لك ، ويستخرج لك هو جوازا مزورا به صورتك المتنكرة .. وهو يفعل هذا ببساطة تستحق الإعجاب

ثم عقب وهو يشير إلى ( جيمس ) والرجل الآخر :- عليكي بإحكام وثاقهم أيتها الملازم ، ودعي لي هذا الوغد العجوز

توجهت ( مني ) لتكبل الرجلين ، على حين رفع ( حايم ) ذراعيه ، وقال بذعر ومذلة :

- مستر ( صبری ) .. لا تقتلني .. أرجوك

قطب ( أدهم ) حاجبيه ، وقال بلهجة قاسية : لم لا تقف وتستقبل مصيرك كرجل ؟ أليست هذه كلماتك لي وأنت تبصق على وجهي ؟

كانت (منی ) قد انتهت من إحكام وثاق

الرجلين .. فألقي ( أدهم ) بمسدسه ، وانتزع البطانة المطاطية التي كانت توحي ببدانته ، وقال وهو يحدق في

( حايم ) بعزم :- هأنذا خال من السلاح أيها الوغد العجوز هيا .. أرنی شجاعتك عندما تواجه الرجال ، أم أنك تجيد صفع

النساء فقط

رفع ( حايم ) ذراعه أمام وجهه ، وصاح بتوسل :

- لا يا مستر (صبری ) .. لا

لكمه ( أدهم ) لكمة قوية بيمناه وهو يقول

هذه من أجل صفعتك لزميلتي

ثم أعقبها بأخرى بيسراه قائلا :- وهذه من أجل بصقتك على وجهی ثم ثالثة في بطنه وهو يقول :

- وهذه أيضا من أجل بصقتك

سقط ( حايم ) على الأرض ، وأخذ يتأوه بألم ، فأشار ( أدهم )  إلى زميلته وقال :

- أوثقى هذا الوغد العجوز ، وأحكمی وثاقه واحرصي على تكميم أفواههم جميعا ، بعدما أزيل هذا المكياج .

وما أن انتهت ( مني ) من عملها ، حتى كان (أدهم) واقفا أمامها ، وقد ارتدی حلة سوداء انيقة وصفف شعره بعناية ، والتقط حقيبته ، وقال وهو ينظر

في ساعه : أمامنا ساعة واحدة قبل أن تعود بنا الطائرة إلى مصر .. هيا بنا

وقبل أن يغادر الغرفة ، استدار إلى ( حايم )، وقال بلهجة ساخرة : بالمناسبة أيها الوغد العجوز .. رجال البوليس

الإنجليزي سيلقون القبض على موظف الاستقبال بتهمة التجسس .. وبالمناسبة أيضا ، حاول شراء الجرائد المصرية التي تصدر غدا بإذن الله .. فستجد فيها حتما

خبرا طريفا حول حصولنا على تصميمات السلاح السري الجديد

سباق الموت الرواية 2 من سلسلة رجل المستحيل Where stories live. Discover now