10/ نيران الصراع

539 55 1
                                    


أخذ ( أدهم ) يتطلع إلى الزورق البخاري الذي تقوده (منی ) حتى اختفى في الأفق ، ثم التفت إلى ( حايم ) وقال :

.هيا أيها الوغد العجوز .. سأخبرك بالسر

ابتسم ( حايم ) ابتسامة الثعالب وقال :

- أنت خصم شریف يا مستر ( صبری ).

قال ( أدهم ) بسخرية :

- وأنت وغد لئيم أيها الثعلب

کتم (حایم ) غيظه وقال :

- حسنا .. سنتحاسب بعد أن تخبرني بالسر

یا مستر ( صبرى )

قاده ( أدهم ) إلى غرفة المعيشة ، حيث جلس رجاله الخمسة ، و ( چیمس ) ورفيقاه ومدير النادي ، ورجلا المخابرات الإنجليزية ..


وقف ( أدهم ) أمام خريطة الملاحة الضخمة ، وقال وهو يشير إليها :"

- هذا هو التصميم أيها الوغد العجوز

حدق ( حايم ) و ( چیمس ) في الخريطة بدهشة ، ثم قال ( چیمس ) بعمق :- إنه يخدعنا أيها الثعلب العجوز .. سأطلق عليه النار

أشار إليه ( حايم ) أن يصمت ، ثم قال بابتسامة منافقة :- أين هذا التصميم يا مستر ( صبری ) ؟ لست أرى سوى خريطة ملاحية ضخمة

ابتسم ( أدهم ) ابتسامة غامضة وقال :

التصميم يظهر بوسائل خاصة أيها الوغد العجوز أحضر لي بعض البنزين

أشار ( حايم ) إلى أحد رجاله ، فأسرع يحضر بعض البنزين .. تناوله منه ( أدهم ) ، ثم سكبه على الخريطة الضخمة وقال : سيظهر التصميم بعد خمس دقائق بالضبط عندما تمتص الأوراق هذا البنزين .

ثم أشار إلى أحد الرجال وقال

هل لي في سيجارة حتى يظهر التصميم ؟

ناوله الرجل سيجارة ، ثم أخرج قداحته ليشعلها له .. تناول ( أدهم ) القداحة ببساطة وأشعلها وقبل أن ينتبه أحد إلى ما ينوي فعله ، قذف بالقداحة المشتعلة على الخريطة التي اشعلت فجأة بالنيران

كانت هذه هي الخطة المفضلة لدى ( أدهم ) .. لحظة يفقد الرجال توازنهم أو رباطة جأشهم ، فهب كعاصفة مدمرة ، وقبل أن يحاول أحد الموجودين تصویب مسدسه، كان هو قد اختطف مسدس

( حايم )، في نفس اللحظة التي لطمه فيها لطمة أطاحت به بعيدا ، ثم أطلق رصاصة أصابت مسدس ( جيمس ) الذي صاح يسبه .. وبقفزة واحدة كان ( أدهم ) يقف بباب الحجرة مصوبا مسدسه إلى

الجميع ، وهو يبتسم ابتسامة ساخرة ..


حاول أحد رفیقی ( جيمس ) إطلاق النار ، فأطاح ( أدهم ) بمسدسه بطلقة ماهرة ، وببساطة أثارت دهشة الجميع .. فألقوا بمسدساتهم ، ورفعوا أذرعهم فوق

قال ( أدهم ) بلهجة ساخرة : ها قد أخبرتك بسر التصميم أيها الوغد العجوز ، ولكنك لن تحصل عليه أبدا

صاح ( حايم ) وهو يرتعد اسمح لنا بإطفاء النيران أولا يا مستر ( صبرى ) ، وإلا دمرت اليخت ، وقضت علينا جميعا

قال ( أدهم ) بهدوء :- لولا وجود مدير نادي اليخت معكم لتركت النيران تلتهمكم أيها الوغد ثم أشار إلى جهاز إطفاء الحريق ، وقال : هيا .. فليعاون كل منكم الآخر في إطفاء النيران ، ثم سنعود إلى ميناء ( دوفر ).

أسرع الجميع إلى النيران يطفئونها ، على حين ظل ( أدهم ) يراقبهم بدقة ، ثم تناهى إلى مسامعه صوت محرك زورق بخاری .. تصور للوهلة الأولى أن مني قد

عادت إليه بزورقها ، ولكنه ألقي نظرة سريعة ، ثم ابتسم وقال : يبدو أن الجبهة الشرقية قد قررت هي الأخرى الاستيلاء على اليخت ها هو ذا صديقكم ( فلاديمير ) برفقة زميليه

ثم انطلق يجرى فجأة وهو يقول :- اعذروني .. موعد عاجل ينتظرني لعدم استقبال زملائكم وبقفزة بارعة عبر سور اليخت ، وغطس في الماء


أسرع ( جیمس ) يلتقط مسدسه ، ويجري خلف ( ادهم ) ، ولكنه توقف عندما شاهد الزورق المقترب وصاح برفاقه :. - إنه على حق .. لقد حضر هؤلاء الأوغاد

وما هي إلا لحظات حتي اندلعت النيران ، بين الرجال الذين يقودون الزورق البخاری ، والرجال الذين يحتلون اليخت .. على حين كان ( أدهم ) يسبح بهدوء إلى ميناء ( دوفر )، وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة .

سباق الموت الرواية 2 من سلسلة رجل المستحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن