نظارات و وشوم

Door _ibriz_

6.1M 316K 295K

الجميع ينظرون لوشومها..علبة السجائر في جيبها و سجلها الدراسي المريع ثم يضعون صورة واحدة عنها لا غير..أنها فتا... Meer

إلى القراء
| نظارات سوداء داخل الحصة |
𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟏: فيلسوف مثالي
𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟑مشروع الفراشة
𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎4 إشعار بموعد
Part 05 خذني إلى الكنيسة
Part 06 عصرة قلب
Part 07 مباراة خاسرة
Part 8 لقاء العملة
Part 9 دمعة أنثوية
Part 10 الجارة و العشيق السري
Part 11 أنانية قلب الملوك
Part 12 : مشاعر برائحة الفانيلا
Part 13 : خوف الفلاسفة من الحب
Part 14: الحب حارق كالفودكا
Part 15 : قم بتقبيل عيني
Part 16: ما يحدث خلف الأبواب
Part 17: لعبة الإنكار الأقوى
Part 18: كلمات على سجائر
Part 19 : سقوط إيكاروس
Part 20 : وقت خاطئ للنظارات
Part 21 : أرنب وسط الضباع
Part 22 : نهاية الرواية
Part 23 : أثينا الآثمة
Part 24 : لسان يتلو الصلاة
Part 25 : لِتُحلق النسور
Part 26 : رصيد الحب
Part 27 : حمى القلب
Part 28 : أربعون دقيقة
Part 29 : التصويت الخاطئ
Part 30 : يُؤبرني
Part 31: سُحب الأحلام
Part 32 : ما خلف القناع
Part 33 : الإخوة كينغز
Part 34 : خلف العدسة
Part 35 : بحيرة الشفاء
Part 36 : إني خيرتكِ فاختاري
Part 37 : الليلة الأخيرة
Part 38 : منزل الأشباح
الخاتمة
الأجوبة 🦋✨

𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟐 : ما يفرقنا بحران

183K 8.4K 5.4K
Door _ibriz_


  بَحْرٌ مِنْ الويسكي غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى تخديري كَمَا تَفْعَلُ عَيْنَاك

...............................................................................

بدت ميلينوي كشخص غير مستعد ليزيح أعينه ولو لوهلة  حيث لم ترمش للحظة و هي تواصل تحديقها به....كان هذا غريبا لسالفاري ...لكن ليس غريبا لدرجة تجعله يظل يتساءل عنه....فكما أوضحنا هي ليست نوعه المفضل....

هي كانت المشاكل و العواصف و هو يبحث عن حياة هادئة منفردة كالنوتة و الضربة الأولى لإحدى معزوفات شوبان....

لذا كنتيجة لذلك كان هو أول من إنسحب....بهدوء و ببطئ استقام من على الحافة ليظهر طوله كاملا .....ستة أقدام و أربع إنشات....و أنا أعنيها كان طويلا لدرجة تجعله يظهر وسط حشد رغم محاولاته العديدة للإختفاء....

كل هذا و ميلينوي تراقب ذلك و كيف ألقى تلك النظرة الأخيرة عليها ثم استدار مغادرا ...حينها فقط أبعدت أنظارها و نظرت لسيجارتها ثم ابتسمت أعينها....فقط أعينها...

بينما في الأعلى حمل سالفاري حقيبته و نظر للجرو بابتسامة لطيفة وكيف كان يتناول ما أحضره بانشغال و هو يحرك ذيله الصغير....و بعدها غادر من السطح ناويا التوجه للمنزل...فاليوم هو أقل يوم انشغالا...و بذلك أعني الحصة الوحيدة كانت حصة الفلسفة....لذا باقي الساعات سيقضيها في المنزل يدرس....

استغرق الأمر منه بضع دقائق حتى خرج من الحرم الجامعي و بعدها سار لوحده بخطوات هادئة و الطلاب حوله بعضهم يخرجون و بعضهم على عجلة من أمرهم للدخول...أولئك المتأخرون....

و قبل أن يقطع الطريق متوجها للرصيف من الجهة الأخرى لاحظ سيارة سوداء ماستانغ رياضية مركونة و على مقدمتها يجلس فتى الحبر.....بسواده المعتاد....

قد يبدو الأمر ساخرا....لكنه كميلينوي كان يضع وشوما رغم أن خاصته أكثر من خاصتها....إضافة إلى أنه يرجح أنه حبيبها على الأغلب...لهذا الجميع يناديهما هكذا....

الوشوم لم تكن شيئا جديدا.....أعني نحن في القرن الواحد و العشرين و أستراليا بلد حر...و حتى هذه ليست أسباب ضرورية تمنع أي شخص من وضع وشوم ....الكثيرون يضعونها في كل مكان ....البعض يتخذها هواية و البعض كموضة أو فن ....و الباقي تقليد فقط و مواكبة للجديد...

لكن ومع ذلك....لما يبدو أن كل طلاب جامعتهم نصبوا ميلينوي و كزاندر كفتى و فتاة الحبر و أعلى قمة واضعي الوشوم؟. ....كأنه لا يوجد أحد غيرهم....ذلك كان تافها جدا....

لكن مجددا كل مواقع تواصلات طلاب جامعتهم كانت تافهة....لو لم يكن مضطرا لمتابعتها و لتصله أخبار الدراسة لما عانى من إشعارات كثيرة يومية حول أوسم الشبان و أكثر الأخبار تداولا في الحرم الجامعي.....ولا بد أنكم خمنتم من يتصدرها.....

ما أن أراد سالفاري أن يقطع الطريق حتى مرت حافلة و بعدها سيارة ...فقرر انتظارهم حتى يعبروا واضعا أثناء ذلك يديه داخل جيوب سرواله و ناظرا حوله بأعينه و ألوانها الهادئة و نظراته الغامضة ...

و لأن غريزة الإنسان كانت شيئا سحريا و عجيبا شعر بأن شخصا ما ينظر له و دون وعي و إدراك منه استدار في نفس الثانية ليساره حيث كزاندر يجلس على مقدمة سيارته مرتديا الأسود كليا و يحدق بسالفاري بحاجبين منقبضين ....

كان ينظر له كأنه يتعجب أو يستغرب من شيئ ما ....و لكن ذلك لم يحظ باهتمام سالفاري و تفكيره فكانت نظراته الهادئة كما هي و لم يطل تحديقه به بل ثوان فقط و أدار رأسه بعيدا ثم تأكد من خلو الطريق عابرا للجهة الأخرى....أين أخرج سماعاته...وضعها في أذنه و هذه المرة وضع الموسيقى حقا....

كان يبدو هادئا...لكن أعينه صاخبة...تظهر و بقوة أن صاحبها يحمل من الذكاء ما يكفي ليرى كل شيئ بزاوية مختلفة....

بدأت أول أغنية في لائحته و هي أغنية روك لفرقة ذا لومينيرز إسمها النوم على الأرض ....كان يحب الروك...كل ما هو صاخب من الفن يحبه....لكن هذه الأغنية رغم أنها روك شعبي إلا أنها كانت هادئة جدا...و لسبب ما كان يحب معناها....

لذا و أثناء سيره في الطرقات حيث أوراق الشجر الصفراء تغطي الشوارع و بعض من أشعة شمس الخريف تنعكس عليها....وجد نفسه يركز مع الكلمات و اللحن ...

كيف أنها تروي قصة شاب يطلب من حبيبته أن تجمع أغراضها المهمة و تهرب معه الليلة.....كيف أن مدينتهم الصغيرة هذه لا تتسع لأحلامهم الكبيرة....كان يخبرها أن لا تسمع لقس مدينتهم الذي أخبرهم أن كل البشر ولدوا غارقين في الخطيئة ...منفصلين عن الرب ...و يجدر بهم اللجوء للمسيح لينقذهم من خطاياهم...كان يخبرها أن تسعى معه ليطالبوا بأحلامهم ببراءة قديس....و إن تحتم عليهم أن يناموا على الأرض أو يعملوا في عدة وظائف...ما دامت معه....

و مجددا كان يعود ليسألها و يتأكد....هل لو غرق يوما ولو لم تشرق شمسه كانت ستنتشله أو فقط تحفر له قبره؟.....هل هي مستعدة لتضحي معه لأجل حبهما و أحلامهما....؟

سالفاري كان يرى جانبا آخر من هذا ...رغم جمال كل الكلمات...كل ما كان يدور في رأسه هو... هل حقا الحب كان يستحق ؟....

هل الحب بداية و نهاية لدى بعض الناس ؟...

يقال أن الحب هو عندما تمنح القدرة لشخص كي يدمرك و تثق بكامل جوارحك أنه لن يفعل....هل أمور القلب صارت سهلة و آمنة أم هو الوحيد الذي يملك مشاكل ثقة ؟...

لكن الفلسفة و إن كانت قد علمته شيئا ...فقد علمته أن لكل شيئ جانبان نقيضان...و سقراط لطالما قال أن المعرفة الحقيقية هي معرفتك بأنك لا تعرف شيئا....لذلك هو يدرك....يدرك حقا أن المشاعر و الحب موجود..هو فقط لم يصادفها و لم يكتشفها ...لذا دون وعي منه يجد نفسه دوما متعجبا و ربما منبهرا قليلا من قدرة الأشخاص على معرفة أمور قبله و استكشاف شيئ مقدس في الشعر...الأدب و الفلسفة....شيئ بدا له بعيدا عن متناوله ....

الحب....

كان ذكيا بالشكل الكاف الذي يجعله يؤمن أن الحب فعلا موجود......نادر لكن موجود....لم يكن ذلك النوع متحجر القلب الذي يؤمن أن الحب غير موجود و لاحقا فجأة يقع في الحب كما حدث في معظم الروايات الرومانسية....

لطالما آمن أن قوة العقل لا يستهان بها و بالتالي ....من ينكرون وجود الحب ...إما كاذبون... أو صادقون بعقول متعصبة ثمنها الغالي هو اللاحب....

على الإنسان فقط أن يتعلم النظر حوله.....ربما يجد الحب في قالب يختلف عن القوقعة التي حبس نفسه بها....

و مجددا كل هذا جعل  شعورا غريبا ينتاب سالفاري حيال هذا.....شعور يمكن وصفه بالغيرة....

الغيرة ممن جربوا ذلك....نعم.....لا بد و أنه أمر عظيم....هذا الذي جعل  فيلسوفا كنيتشه يصفه قائلا بأنه دوما في كل حب يوجد بعض الجنون...و بعض الجنون منطق......

أمر عظيم الذي جعل أفلاطون يصفه قائلا أن لمسة من الحب تجعل العاشق شاعرا.....

المنطق و الجنون جمعهما الحب ؟.....العشق يجعلك شاعرا ؟...ألا يستحق الأمر أن يحسد البعض عليه.....؟

أم فقط لأنه يملك روح التنافس و السبق نحو العلم...نزعة لا واعية منه تدفعه نحو الرغبة لتعلم كل ما لايعلمه؟....

تساؤلات....تساؤلات.....

كل مرة يقوده عقله للغرق في أمور كان ربما يجدر عليه التعامل معها بسطحية أكبر....

بدأت بأغنية....فقط أغنية....

إستغرق الأمر من سالفاري بضع أغان أخرى حتى وصل لحيهم.....كان يبعد شوارع قليلة عن الجامعة  وحوالي 20 دقيقة سيرا على الأقدام و هو يفضل الذهاب بنفسه أو أن يستقل الحافلة حين يكون متعبا....

حي هادئ بمنازل جميلة مختلفة الأحجام و الأشكال...الشيئ الوحيد الذي تشترك فيه كلها كانت الحدائق الأمامية و الخلفية ....

منزل كروفا كان وسط الحي و معظم سكان المنطقة كانوا يعرفون والديه ...كونهم يملكون أكبر صيدلية هنا......لكن سالفاري لا يخالط الكثير هنا ....لقد ترعرع هنا و مع ذلك لا يحب تكوين علاقات مع أقرانه من الجيران كونه درس مع معظمهم في مرحلة من المراحل و يملك نظرة عن شخصياتهم التي من الصعب أن تتوافق مع خاصته...

عادة يستغرق الأمر من سالفاري لائحة واحدة كاملة من الأغاني ليصل للمنزل..و هذه المرة أيضا نفس الشيئ فقبل انتهاء الأغنية الأخيرة كان هو على عتبة حديقتهم حيث سيارة والدته مركونة على الجهة اليمنى و سيارة والده على الجهة اليسرى فعلم أنهما في الداخل....لذا نزع سماعات الأذن و أعادها لمكانها ثم أخرج مفاتيح المنزل تزامنا مع وقوفه أمام الباب....

ثوان حتى فتح الأخير فاستقبلته رائحة الطعام جاعلة من تقضيبة خفيفة ترتسم على جبينه....

الوقت مبكر....لما تطبخ والدته الآن؟....

لم يرد سالفاري التفكير كثيرا في هذا فوضع مفاتيحه على الطاولة هناك و دخل للمطبخ المفتوح على الطراز الأمريكي  جهة اليمين أين وضع حقيبته على الكرسي و نظر لأمه التي كانت تحرك القدر بملعقة من الخشب و نظرت له بابتسامة :

" أهلا سالفار....لم تتأخر كالعادة....من الجيد ذلك....فنحن سنغادر بعد قليل للصيدلية...."

جلس سالفاري على الكرسي واضعا كلتا يديه على السطح الرخامي قائلا بهدوء :

" من المفترض أن اليوم هو يوم إجازتكم ...."

هزت هانا رأسها بإيماءة دون أن تنظر له بل كان كل تركيزها على الطعام فوق النار و قبل أن تجيبه نطق والده من خلفه قائلا :

" هناك عمل طارئ اليوم للأسف لدينا طلبية جديدة مبكرة و علينا ترتيب الرفوف و المخزن ثم تسجيل الأدوية الجديدة في النظام....لهذا أردنا التأكد من توفر الطعام لك في حال تأخرنا..."

كان والده رجلا طويلا جدا....سالفاري ورث هذا الشيئ عنه...إضافة إلى لون عينيه الهادئ ...على عكس والدته التي كانت تملك أعينا بنية داكنة كلون شعرها و عكس بشرتها البيضاء ....

كانا و رغم انشغالهما و عملهما الكثير يهتمان لهذه التفاصيل بخصوصه....رغم أنه ليس صغيرا بل هو كبير لدرجة تجعله يدبر أمور طعامه لوحده...لكنه فقط لا يحب إظهار ذلك لوالدته...كونها تخصص وقتا له و للطبخ له...و ليس من العادل تثبيط عزيمتها بذلك الشكل....فهي تبدو دوما كشخص سعيد جدا بالطهي لمن تحبهم....

لذا فقد أومأ سالفاري برأسه لهما فجلس والده على الكرسي بجانبه و ربت على ظهره قائلا بابتسامة :

" أخبرني ...هل أمورك جيدة في الدراسة ...أخبرتني أمس  أنك تنتظر مشروعا مهما هل حصلت عليه اليوم...."

حمل سالفاري كأس الماء و القارورة من على السطح الرخامي قائلا بهدوء:

" كل شيئ بخير أبي....المشروع الذي أنتظره في الفلسفة ولم نحصل عليه بعد... سيكون مهما و هو أمر أتطلع للعمل عليه..."

ابتسم والده بفخر كون سالفاري لم يخيب ظنهم يوما في الدراسة....ليس و كأنه خيب ظنهم يوما في أي شيء آخر....

" واثق من نجاحك فيه كالعادة ...."

ابتسم سالفاري على كلمات والده الذي أضاف قائلا بنبرة همس:

" ماذا عن الفتيات في الجامعة ؟..."

قبل أن يتحدث سالفاري ردت والدته وهي تطفأ النار و تزيح القدر ثم تضعه جانبا :

" توقف عن إدخال هذه المواضيع لرأسه رين هو يركز على دراسته فقط..."

" أنت فقط تحاولين إبعاد هذه الفكرة عن رأسك...كون هناك فتاة يوما ما ستقاسمه الحب في قلبه ...."

قلبت هانا عينيها بملل كأنها تحاول إنكار ما قاله و هذا جعل سالفاري يبتسم و هو يحمل تفاحة و يبدأ بقضمها ثم التفت لوالده الذي غمز له جاعلا من ابتسامته الهادئة تتسع...

أمه إمرأة غيورة....لا تحب مشاركة أشياءها مع أحد....و تعتبر رين و سالفاري شخصان خاصان بها...و عائلتها الوحيدة...لذا مشاركتهما و حبهما مع طرف جديد دوما تبدو فكرة سيئة و تحاول منعهم من الحديث عن ذلك....

استقام رين مكانه و ذهب ليقف خلف زوجته يساعدها في ترتيب المطبخ و حين انتهيا من ذلك و أنهى سالفاري تفاحته ..مد والده يده و أزال رباط شعرها كعادته دوما...فهو يحب رؤية شعرها منسدلا...ثم حمل حقيبتها و هاتفها و مدهم لها فشكرته بنبرة خافتة و بعدها تفقدت المطبخ ملقية نظرة أخيرة لتتأكد أن كل الأمور في نصابها و خرجا من المطبخ و وقفا أمام سالفاري فنطقت أمه :

" الغذاء تقريبا جاهز....قبل أن تتناوله قم بطهيه على نار هادئة لنصف ساعة ثم تناوله..."

أومأ سالفاري برأسه فتابع والده :

" لا تنسى غلق الباب أيضا في حال خرجت....و إن تأخرنا أخرج معك سلة القمامة....و الباقي اتركه لنا لنكمله ...فقط اهتم بدروسك..."

ابتسم سالفاري بصمت و هز رأسه ...و والديه تعودا على هدوءه لذا اعتبراها  إشارة لموافقته فربت والده على كتفه أما أمه فأرسلت له قبلة طائرة ثم سويا فتحا الباب و خرجا مسرعين.....

كانت أنظار سالفاري تراقبهما بنظرات دافئة ....يرى أن سبب نجاح علاقتهما كزوجين كان الحب ...الاحترام و التوافق على كل المستويات...كلاهما من خلفية إجتماعية مماثلة...عائلتيهما  تتفقان....نفس المستوى العلمي و الاهتمامات....أما حبهما الكبير لبعضهما جعلهما يتحملان كل الصعاب سويا.....

لطالما حرصا على منح سالفاري حياة مثالية...لهذا هو للآن لم يغادر المنزل....

الشبان في سنه عادة ينفصلون عن والديهم و يفضلون العيش لوحدهم و اختبار حياة الحرية.....على عكسه هو...

وضعهم المادي كان أكثر من جيد جدا...و يستطيع الانتقال متى ما أراد لكنه لا يريد....والديه فعلا الكثير من أجله و رغم أنه يدرك أنهما سيكونان بخير بغيابه لكن قلوبهما لن تفعل....

فهو الإبن الوحيد لهما....أمه قد أجهضت ثلاث مرات قبله لدرجة جعلتهما يفقدان  الأمل من إمكانية تأسيسهما لعائلة....

حتى ولد هو طبعا....فصارا كشخصان متشبثان بآخر خيط سعادة و هو لن يحرمهم من ذلك....ثم العيش مع الوالدين ليست فكرة سيئة إطلاقا...أصلا لا يعلم من ابتكر فكرة الانفصال بعد الثانوية لأن لا معنى لها....

أن تعيش مع والديك و تكون قادرا على الوقوف بجانبهم ليس أمرا يجدر بأي أحد الخجل منه....صحيح قد يتغير الأمر بعد سنوات حين سيكون عليه تأسيس عائلة....ربما....يوما ما....

لكن الآن....نحن في الحاضر و سيعيش وفقه....

❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

في نفس ذلك الوقت ..خرجت ميلينوي من بوابة الجامعة حيث خصلات شعرها البندقي تتطاير حولها بفعل رياح الخريف الخفيفة.... حقيبتها مرمية على كتفها بإهمال كإهمالها لبعض النظرات حولها....

كانت تملك نظرة من العلو بقليل من التكبر و لفحة من الثراء....كانت تمشي كأنها تملك العالم و كل من يمر بجانبها و يتجرأ على النظر  لعينيها ... ترمقه باستخفاف من الأعلى للأسفل...و تواصل طريقها....

البعض يرونها مثل ريجينا جورج و في ٍرأيها تلك حماقة..هي لا تتنمر على أحد هي فقط لا تملك صبرا و يحدث أنه ينفذ دوما مع الاشخاص الخاطئين..

صوبت نظرها على كزاندر الذي كان يجلس على مقدمة سيارته السوداء بلامبالاة ينظر للفراغ فتقدمت منه أكثر جاذبة أنظاره لها...و حينها و قف من على السيارة و قال باختصار بهدوء :

" تأخرت....هيا لنغادر...."

استوقفته ميلينوي و منعته من فتح الباب لها حين أمسكته من ذراعه الموشوم و قالت :

" لا أستطيع الذهاب معك الآن ...أبي أرسل لي توا يطلب مقابلتي ..."

نظر لها كزاندر بهدوء لثوان بأعينه الداكنة التي لا تمنح أي سر أو لمحة عنه و عما يفكر به أغلب الأحيان....ثم أجابها بنفس النبرة :

" أمر طارئ..؟"

أومأت ميلينوي برأسها له...فقد كان من المفترض أن يقلها ليلحقا بموزس و بيرسيفون و يقضيا بعض الوقت معهم قبل مغادرتهم لسهرتهم الليلة....لكن والدها يطلبها الآن...و رسالته كانت واضحة....أن تقابله في المنزل...و وجود والدها في المنزل في هذا الوقت من الصباح على غير عادته و عمله الذي يستوجب مغادرته...تعني أنه أمر متعلق بها و والدها ضيع من وقته لأجل ذلك...

لكم أن تخمنوا حجم الكارثة التي لا بد و أنها فعلتها و نست ما هي .....

كالعادة طبعا.....

أفلتت يد كزاندر الذي هز رأسه لها ثم أخرج مفاتيح سيارته و قال لها :

" ألتقيك ليلا إذن..."

ضربت قبضتها بخاصته كموافقة و بعدها راقبته و هو يستقل سيارته...ثوان وشغل المحرك و غادر تاركا إياها تقف هناك...

لذا فقد قطعت الطريق و توجهت نحو السيارة السوداء المظللة التي تواجدت في الجانب الآخر و حينها نزل السائق بسرعة و أخذ الحقيبة من يدها ثم فتح لها الباب فدخلت دون أن تنظر له حتى و جلست في الخلف واضعة قدما على قدم تستعد ليوم سيء آخر ..انطلقت السيارة متوجهة نحو منزل الكينغز الذي يقع و كما تخمنون في منطقة راقية كل زاوية فيها تصرخ بالثراء ...

كان يبعد حوالي نصف ساعة عن الجامعة ...و كلما كانت ميلينوي تشعر باقترابهم أكثر ...تختنق أكثر.....هي حقا تكره منزلها....و ما أسوء أن يشعر المرء ألا منزل له....

طوال الطريق كانت صامتة تحاول البقاء واعية لما يحدث حولها و لا تجعل الحشيش يؤثر عليها أمام والدها ففتحت النافذة سامحة للهواء النقي بالدخول لرئتيها....

بعد فترة دخلوا للحي و صعدوا على طول الطريق المرتفع حيث منزلهم يتواجد و الذي يعد من أكبر المنازل هنا ....فوالدها يحب التباهي بأمواله كثيرا....و حرص على جعل منزلهم مبهرا من الخارج كما هو من الداخل....

لذا عند وصولهم أمام البوابة و تعرف الحارس عليهم ضغط على زر فتح البوابة الإلكترونية ليكمل السائق قيادتهم للداخل  أين ركن السيارة أمام الباب مباشرة و قبل أن يفتح السائق لها فتحت الباب و نزلت تاركة إياه مفتوحا ثم تقدمت نحو المساحة الرخامية اللامعة التي تحيط بالباب الداخلي أين طرق كعبها و قبل أن ترن الجرس فتحت الخادمة لها بابتسامة هادئة و قالت :

" مرحبا بعودتك آنسة كينغز..."

أومأت ميلينوي بصمت دون أن ترد عليها و قالت بهدوء:

" أين هو أبي ؟..."

" السيد كينغز بانتظارك في مكتبه آنستي..."

و دون أي ردة فعل توجهت ميلينوي بخطوات هادئة و هي تضع يدها في جيبها متوجهة نحو الأعلى...و أعينها كانت مثبتة على طول الطريق...دون أن تعير أي انتباه لانعكاسها على الأرض و الذي من شدة لمعانها تستطيع رؤية شكلك فيها.....أو حتى التحف و الألواح الفنية باهضة الثمن التي كانت من النوع الذهبي اللامع المتماشي مع اللون الأبيض الرخامي الغالب على طراز المنزل و الذي يمكن وصفه بالقصر المصغر...لجماله....حتى و رغم ثراء موزس..كزاندر و بيرسيفون إلا أنهم دوما يبدون انبهارهم من منزل الكينغز...

لا بد و أن هذا كان هدف والدها من البداية...صرف أموال طائلة عليه و على هندسته و ديكوره ليجعله ساحرا للأنظار...ربما ليحافظ على صورته كسياسي مهم أو ليستعد للحصول على مقعد في مجلس الشيوخ ...فالسياسيين لا يتقاضون راتبا يسمح لهم بشراء منزل كهذا ...لكن عائلتها كانوا تجار خشب و أثاث منذ أجيال و يظهر ذلك واضحا على هندشة المكان و زينته..

لا معنى لكل هذا حقا....عندما يكون خاويا خاليا من الحياة كالمقابر...فإن كان هناك شيئ قد تعلمته في منزل الملوك هذا هو أنه عليك دوما أن تتعلم كيف تخيط جروحك بنفسك...

فترة قصيرة و كانت تقف أمام مكتب والدها و دون أي تردد و ربما بقليل من اللامبالاة طرقت لمرة واحدة فوصلها صوته و هو يأذن لها بالدخول ففتحت الباب و دخلت لتجده يجلس على كرسي مكتبه مرتديا بذلته و شعره الذي غزاه بعض الشيب مصفف بانتظام كعادته....يحمل بعض الأوراق ينظر لها و الهاتف في أذنه يستمع للطرف الآخر...

لم تعر بالا لمحادثته بل توجهت و رمت نفسها بإهمال على الكرسي هناك واضعة قدما على قدم و هي تنتظر انتهاءه بملل...و يديها تعبث بأظافرها المطلية بعناية فائقة على يد مختصين بذلك.....

استغرق الأمر حوالي ربع ساعة حتى أنهى والدها محادثته السياسية المهمة....و التي يفضل ألا يقاطعه أحد أثناءها...

لذا ما أن وضع هاتفه جانبا حتى نظرت له ...ثم نظر لها هو بدوره و حدقا  ببعضهما لثوان بصمت ....صمت لم يكسره سوى هو بنبرته الجادة و هو يقول :

" لقد تحدثت مع عائلة الفتاة و استطعنا التوصل لحل مرضي للجميع فتنازلت عن القضية...."

" جيد..."

قالتها ميلينوي بعد أن فهمت قصد والدها و نهضت ناوية الخروج من المكتب حتى استوقفها صوت والدها قائلا بنبرته الجادة و صوته الذي لا يعلو بتاتا :

" اجلسي...لم أنه حديثي بعد...."

نظرت له هي لثوان بهدوء ثم جلست مرة أخرى بنفس الوضعية بعد أن أبعدت أنظارها عنه و ظلت تنظر للجدار مقابلا لها....حيث رفوف من الكتب تملأه...

" تهورك زاد عن حده ...أن تصلي لكسر ذراع فتاة هو أمر غير مقبول بتاتا أيتها الشابة...في هذا العمر ملفك القضائي امتلأ بمخالفات و جنح كرجال العصابات....هل هكذا تربى آل كينغز....على التمرد و تشويه سمعة العائلة ؟...."

قلبت ميلينوي عينيها بملل....نفس المحاضرة دوما....على أحد أن يخبره أنها حفظت كلامه ....دوما يبدأ بتأنيبها مرورا بسمعة العائلة انتهاءا بوشومها.....هو حتى لم يسألها من الفتاة و لما ضربتها حتى تسببت لها بكسر..

" لا تقلبي عينيك على والدك....قليل من الاحترام لن يضرك...ثم ما هذا على رقبتك؟...هل هو وشم جديد ؟..."

أخبرتكم....نفس تسلسل الحديث دوما....الملل...الملل...

لذا عند جملته الأخيرة نظرت له مظهرة رقبتها مبعدة شعرها الطويل و قالت بلامبالاة  :

" أجل وشم جديد.....إنه حبل مشنقة كما ترى.....تماما كهذا المنزل...ما رأيك به؟ جميل أليس كذلك...."

أغمض والدها عينيه لثانيتين و بدا كشخص يحاول السيطرة على أعصابه و لاحظت قبضته على الأوراق في يده تشتد...لكنه سرعان ما وضعها جانبا و نظر لها بجدية بملامحه الهادئة و أردف :

" أنت معاقبة بالإحتجاز لأسبوع....لن تخرجي للسهر أو لأي مكان....سيتكفل السائق بإيصالك للجامعة و يعيدك للمنزل مباشرة ....و إن علمت أن غير ذلك حدث سآخذ بطاقات الإئتمان و السيارة....و تعلمين أنني جاد..."

رفعت ميلينوي حاجبها و بدت غير مبالية رغم أنها تقبض على يدها بقوة لدرجة أن أظافرها انغرست في يدها ثم قالت :

" كل هذا بسبب الوشم؟....أنت تبالغ....عليك أن تهدأ سيدي العمدة ...."

نبرتها الغير مبالية و لمحة العصيان في عينيها جعلت والدها يقف من مكانه ليظهر قوامه و مشيته الواثقة التي توحي بالهيبة و الوقار ثم وضع يده داخل جيبه و وقف أمامه جاعلا منها ترفع أنظارها لوجهه و حينها قال بجدية :

" أعاقبك على كسرك ليد الفتاة...على قلة احترامك....و على هيئتك اللاأخلاقية التي لا توحي بانتماءك لعائلة محترمة أيتها الشابة...."

و بنظراتها الخاوية نظرت ميلينوي له بصمت لثوان ثم لم تلبث أن وقفت حتى صارت نظراتهما متوازية ثم و بهدوء مدت يدها لربطة عنقه و عدلتها له ببطئ شديد قائلة أثناء ذلك :

" جزء منك يود تصديق ذلك...لكنك لا تزال تعاقبني بسبب ما حدث لها قبل سنوات والدي العزيز....الجميع يفعل..."

تصلب جسد والدها مكانه فاستغلت هي هذه الفرصة و ربتت على صدره ثم ألقت نظرة أخيرة عليه و غادرت ناوية التوجه نحو الباب....و قبل أن تفتحه استوقفها صوته و هو يقول بهدوء هذه المرة :

" تعلمين أنني لا أفعل.....لا تدخلي تلك الأفكار لرأسك ميلينوي..."

استمعت هي لكلماته بصمت دون أي ردة فعل....ثم مدت يدها لمقبض الباب و أدارته مغادرة المكتب متجاهلة كلماته ....و ما أن أغلقت الباب حتى زفر والدها و مسد المنطقة ما بين عينيه بتعب ظهر لثوان فقط....

ثم اعتدل في وقفته و عاد ليجلس على مكتبه حاملا الأوراق من جديد و هو يراجعها بأعينه .....

على عكس ميلينوي التي وقفت أمام الباب بصمت و دون حراك.....

لسبب ما هي تصدقه....

رغم كل خصاله التي لا تحبها و رغم أنه بعيد كل البعد عن مفهوم الأب الجيد إلا أنه صدقها ذلك اليوم....ليس كالبقية...رغم سوءه لم يفعل ما فعله البقية....

لكنها تجد نفسها تذكره بذلك و ترمي هذه السيرة في وجهه متهمة إياه... لعله يوما ما يستطيع فهم مقدار الألم و الوحدة داخلها.....

ألا يقال أنه إن أردت أن يسمعك العالم عليك أن تصدر بعض الضوضاء......هذه كانت ضوضاءها....كل شيئ فيها كان فوضى...صرخة...ضوضاء....لكن لما يبدو أن لا أحد ينصت كفاية......

مدت ميلينوي يدها لجيبها و أخرجت علبة سجائرها ثم و بهدوء و شرود أشعلت سيجارة ثم تقدمت من حافة البهو المقابل للمكتب أين باستطاعتها النظر لمنتصف المنزل و غرفة الاستقبال في الأسفل....

كانت هناك طاولة زجاجية في الأسفل و حتى من هذا العلو كانت تنظر لانعكاسها فيها ....وجه جميل....جسد جميل...أموال كثيرة....و حياة فارغة....

لو نظرت لهذا المنزل الجميل الذي يحوي على كل ما يسحر الناظرين سيجعلك تحسد صاحبه...تتمنى لو تحصل على حياته....أو تصبح جزءا منها...

الحقيقة كانت مغايرة....

أخبرتكم حياتها تستحق عنوان مدللة بائسة...مبتذلة لدرجة تقرفها....

وهي صدقا كل هذه المظاهر و التفاخر كانت تراه  هراءا.....المنزل خاو لدرجة تجعلك تسمع صوت أنفاسك....كل من يعيش هنا يعيش بعيدا عن الجميع.....كل شخص سباق لنفسه و مصلحته....

لا ترى أين هو كبرياء و فخر آل كينغز الذين يتفاخرون به ....فكل ما يحيطها هو عائلة أرستقراطية مشتتة....كل الذهب و المال حولها لم يستطع إخفاء النزيف و النذوب التي تزين كل قناع من أقنعتهم....

مجرد الجلوس في هذا المكان يطفأها و يفقدها الرغبة في فعل أي شيئ....لذا رمت سيجارتها المشتعلة من الطابق العلوي و راقبتها كيف تسقط نحو الأسفل ....

ثم استقامت مكانها و أرادت النزول من الدرج الذي يتوسط الطابق حتى وقعت أنظارها على الباب في آخر الرواق...و ككل مرة تنظر له شعرت هذه المرة أيضا بالحزن...الألم...و بعض من التردد....

و لكن رغم كل هذا وجدت قدميها تغير طريقها متوجهة نحوه و لم تتوقف حتى وجدت نفسها تقف أمامه ...أمام النقطة التي غيرت الكثير....

تعلمون...البعض يقول أن الوحدة هي علامة أنك بحاجة ماسة لنفسك...و البعض يقول أن الوحدة هي شعور الفراغ داخلك حين إمتلأ فقط....أما هي فترى أن الوحدة هي أن تحترق لوحدك ثم تطفأ نارك لوحدك و بعدها تعالج جرحك لوحدك....

الوحدة هي القمر....رغم جماله و تفرده إلا أنه يبدو وحيدا دوما في الليالي الحالكة.....

الوحدة هي عندما يسدل الليل ستاره و تضع رأسك على الوسادة ...في داخلك الكثير من الأحاديث و الكلام لكن لا أذن تصغي لك....فما تفعله حينها هو النوم مثقلا بكل ذلك ...

هي طوال حياتها كانت وحيدة لكن ما خلف الباب هنا و الآن...كان له دور في مضاعفة ذلك ....أو ربما ذلك كان قدرها....

كيف للمرء أن يهرب من قدره؟...كيف للمرء أن يمحي حدثا ما من حياته ؟....

لا بد و أنكم تتساءلون ما الذي خلف الباب أليس كذلك ؟...

ليس وحشا أو شيئا من ذلك القبيل...فقط أمر كان يفترض أن يكون حياة لكنه صار موتا بدل ذلك.....

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

مرحبا يا رفاق❤❤

كان من المفترض ينزل الفصل أمس لكن أجواء الاحتفالات بالمولد عرقلتني عن ذلك😊😅

الفصل طويل لكن قد يبدو لكم قصيرا لأنه لا يضم سوى حدثين 😁

جانب آخر توضح من القصة و المزيد سيظهر مع تقدم الفصول ❤🙂

الأغنية التي ذكرت في الفصل هي
The lumineers...sleep on the floor

الفصل القادم سيكون أفضل من ناحية الأحداث😈😁😉

لقد كتبته في ليلة لذا أي أخطاء لم أنتبه لها أو خزعبلات في الوصف أعتذر عنها مقدما ☹❤

آمل أنه أعجبكم ❤❤

نلتقي في الفصل القادم بحول الله ❤❤

أحبكم جميعا 😚😚


Ga verder met lezen

Dit interesseert je vast

11.7M 925K 70
صرت اهرول واباوع وراي شفت السيارة بدأت تستدير ناحيتي بمجرد ما يجي الضوء عليه انكشف أمامهم نجريت من ايدي وگعت على شخص ردت اصرخ سد حلگي حيل بعدها أجان...
619K 5.6K 32
شعرت بأن هناك شيئًا غير صحيح ، ولكن في تلك اللحظة ، بدا الأمر طبيعيًا. كانت الرغبات الشديدة، والأهواء، والمشاعر الدافئة التي اضطربت داخلي تعتم على حب...
1.9K 322 8
-أتــذكر أناشيد السنونو، المطربـة لمشــاعر مبهجـة؟ لكن؛ ماذا أن كان ينشد حزنًا، ونحن نسعد بجرحه؟. - لـ قوتسفن؛ مكتملة.
1.3M 103K 29
فضولها قادها من الإنجيل للقرآن , و من الإمساك بصليب للإمساك بيد رجل يعبد الله الواحد الأحد .