Part 22 : نهاية الرواية

127K 6.7K 7.7K
                                    

لا أريد أعذارا
هاتِ فمك و لنتراضى..
...................................................................


كانت ميلينوي تمرر لسانها على الحلق في شفتها السفلية فقط لتكبت إبتسامتها على سالفاري الذي كان يقف أمامها في الحافلة في حين هي تجلس في المقعد الوحيد المتوفر ...

كان تحب حقيقة أنه منشغل جدا بقراءة إجاباتها على ورقة الاختبار كلها بتمعن كما لو يحاول معرفة كيف تفكر و أين يقع الاختلاف بينه و بينها...و تلك الإبتسامة الطفيفة التي تظهر على طرف أعينه كل مرة يقرأ سطرا معينا تجعلها تعتقد أنه أحب ذلك...

هنا و هو يقف في الحافلة أمامها بهدوء شديد لا يبدو كالشخص الذي قبلها قبلة جريئة أمام دفعتهما ثم سحبها من يدها و أخرجها من المكان يترك نظرات منصدمة خلفهما ...و لن تكذب إن قالت أنهما صادفا البروفيسور وينتر الذي عينهما سويا في مشروع الفلسفة و شيء ماكر ظهر في أعينه جعلها تود التوقف و التحقيق معه...

لكن إفلات يد سالفاري لم يكن خيارا أصلا...لذا اكتفت بمنحه النظرة الحقيرة التي تفيد بأنها ستبرح مؤخرته ضربا يوما ما...

تحرك سالفاري يحرك يده على المسند الحديدي الذي يتوازن به في وقفته و هو لا يزال يطالع ورقتها يجذب انتباهها و يدفع لمعة صادقة لتزين أعينها الواسعة...

يا إلهي...لم تعتقد يوما أن هناك شخصا سيفرح بعلامة لها كما فعل هو...هي بنفسها لا تهتم بنقاطها بينما سالفاري  فكان ينظر لعلامة  الإمتياز كأنها امتياز على كتفه ...

هناك شيء جميل يحدث لكنه مخيف أيضا...أن ترتبط سعادة المرء بغيره قد يكون كارثيا في أغلب الأحيان...

في أي علاقة آمنة على كل طرف أن يكون مستقلا بكينونته و لا يشتركان سوى في المشاعر التي تجمعهما تحت إسم الرابط بينهما...و بالتالي على كل واحد أن يملك سعادته الخاصة يصنعها بنفسه بأموره و لا يتحكم بها و لا بمزاجها أحد...لو كانت سعادتك قائمة على رؤية شخص ما أو وجوده فأنت تصبح في خطر أن يتم التحكم بسيرورة كل تدفق مشاعر داخلك من طرف ذلك الشخص...

هذا كان المنطق و الأمر الآمن لفعله...

و هي لم تكن تطبق المنطق...في الصباح كانت تمر بأحد أسوء أيامها و الآن قلبها يضرب بعنف تكاد تشعر به في حلقها من السعادة كله بسبب سالفاري...كانت تعلم أنها في منطقة شائكة يقع فيها المراهقون و لا يجب أن تقع فيها هي التي اعتادت على قطع الشِباك حولها في العلاقات...كانت سمكة حرة بحرها لا حدود له...لكنها تراه فتُقسم أن البحيرة أعذب من البحر لها...

يتوتر العقل في مواقف كهذه...يتوتر حين يشعر أن القلب يدفعه نحو حقل شائك و هي بصعوبة كانت تحاول إيجاد المخرج الآمن من هذا دون أن تتأذى...

لكن بالنظر له هنا كانت تتداعى قرارات و ترتفع قرارات ...لقد كان لطيفا جدا..ألطف من أن تراه يؤذيها يوما و ألطف من أن ترى نفسها تؤذيه يوما...لكن كل البدايات تكون بلون الورق و بعضها تنتهي بلون الحبر...

نظارات و وشومWhere stories live. Discover now