Part 9 دمعة أنثوية

133K 6.6K 3.5K
                                    

حين لا يتم إطعامنا الحب بملاعق من الفضة

        نتعلم لعقه من السكاكين....

............................................................................

في منزل الملوك أين كان الصمت سيد المكان ...هناك و في غرفة كريستالية علوية تشبه غرف الأميرات لكن من تسكنها هي شابة لم تستطع فهم انعكاسها يوما على مرايا القفص حولها...فكيف تفهم أنها الأميرة...

هناك أين كان المطر يتساقط و زخاته تضرب على زجاج النوافذ و سحب العشية انعكست على غرفة ميلينوي التي صنعت لتعكس كل شيء و للسخرية لفتاة لا تفهم الإنعكاس الذاتي ...

كانت نافذة فتاة الحبر مفتوحة على وسعها و رائحة سقوط المطر تغطي الجو حولها مع نسيم بارد قليلا لم يبد أنه أثر على جلسة قراءتها...

كانت تجلس على سريرها ممدة أقدامها العارية التي لا يغطيها سوى سروال قصير من الجينز ..بينما من الأعلى كانت ترتدي قميصا قطنيا بني اللون و تستند بظهرها على الوسادات و بأيد موشومة بالحبر الأسود تحمل كتاب الفلسفة الذي منحه لها سالفاري و تركيزها كان مصوبا مع الصفحات الأخيرة التي كانت تلتهمها بسرعة كعادتها في القراءة العميقة السريعة...

تسلل أيضا و عدا عن صوت المطر و رائحته صوت موسيقى في الخلفية تصدر من هاتفها المرمي على السرير بجانبها...كانت تحب أن يشاركها موسيقارها المفضل في قراءتها الفلسفة...فهوزيير بالنسبة لها عبقري كلمات و الفلسفة هي عبقرية تفكير...كان طقسها في القراءة و طقسها في الخلوة وسط منزل خال بالفعل....

الأغنية كانت ببداية جعلت  ميلينوي و قبل ثوان تتوقف عن القراءة فقط لتسمعها...هي تحفظ الأغنية..لكن شيء في مقطع البداية يجعلها دوما تتوقف لتسمعه لوحده بخصوصية داخلية خاصة و بعدها تواصل ما تفعله...

' سأكون الصوت الذي دفع أورفيوس حين وجد جثتها..سأكون الأمل في الحزن الذي دفعه للعالم السفلي..سأكون الحاجة المروعة للمحب و التي دفعته ليستدير..و سأكون أيضا الغفران السريع ليوريديس.. '

المقطع اختصر بطريقة عبقرية جميلة قصة أورفيوس ....أورفيوس كان شاعرا و موسيقيا أسطوريا عند اليونان يقال أنه كان يسحر جميع الكائنات الحية و الجامدة بعزفه العظيم الذي تعلمه من والده أبولو ..و قصة حبه معروفة و قصة حزنه أكثر شهرة بكثير..فما ما وقع مع زوجته يوريديس التي كانت آلهة في الجمال و ماتت بلدغة أفعى من كاحلها تناقلته الأساطير لأجيال...

فبعد وفاة يوريديس و حين وجد أورفيوس جثتها حل عليه حزن عظيم و هناك من شدة وقع نكبته غنى و على غير العادة كان غناءا حزينا ...حزينا جدا لدرجة أبكى كل آلهة موجودة...

بعدها قرر أورفيوس النزول للعالم السفلي عالم الأموات ليرى محبوبته و لأن الحكام تأثروا بغناءه سمحوا لها بالعودة للحياة بشرط واحد لا غير...

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن