𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟐 : ما يفرقنا بحران

177K 8.2K 5.3K
                                    


  بَحْرٌ مِنْ الويسكي غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى تخديري كَمَا تَفْعَلُ عَيْنَاك

...............................................................................

بدت ميلينوي كشخص غير مستعد ليزيح أعينه ولو لوهلة  حيث لم ترمش للحظة و هي تواصل تحديقها به....كان هذا غريبا لسالفاري ...لكن ليس غريبا لدرجة تجعله يظل يتساءل عنه....فكما أوضحنا هي ليست نوعه المفضل....

هي كانت المشاكل و العواصف و هو يبحث عن حياة هادئة منفردة كالنوتة و الضربة الأولى لإحدى معزوفات شوبان....

لذا كنتيجة لذلك كان هو أول من إنسحب....بهدوء و ببطئ استقام من على الحافة ليظهر طوله كاملا .....ستة أقدام و أربع إنشات....و أنا أعنيها كان طويلا لدرجة تجعله يظهر وسط حشد رغم محاولاته العديدة للإختفاء....

كل هذا و ميلينوي تراقب ذلك و كيف ألقى تلك النظرة الأخيرة عليها ثم استدار مغادرا ...حينها فقط أبعدت أنظارها و نظرت لسيجارتها ثم ابتسمت أعينها....فقط أعينها...

بينما في الأعلى حمل سالفاري حقيبته و نظر للجرو بابتسامة لطيفة وكيف كان يتناول ما أحضره بانشغال و هو يحرك ذيله الصغير....و بعدها غادر من السطح ناويا التوجه للمنزل...فاليوم هو أقل يوم انشغالا...و بذلك أعني الحصة الوحيدة كانت حصة الفلسفة....لذا باقي الساعات سيقضيها في المنزل يدرس....

استغرق الأمر منه بضع دقائق حتى خرج من الحرم الجامعي و بعدها سار لوحده بخطوات هادئة و الطلاب حوله بعضهم يخرجون و بعضهم على عجلة من أمرهم للدخول...أولئك المتأخرون....

و قبل أن يقطع الطريق متوجها للرصيف من الجهة الأخرى لاحظ سيارة سوداء ماستانغ رياضية مركونة و على مقدمتها يجلس فتى الحبر.....بسواده المعتاد....

قد يبدو الأمر ساخرا....لكنه كميلينوي كان يضع وشوما رغم أن خاصته أكثر من خاصتها....إضافة إلى أنه يرجح أنه حبيبها على الأغلب...لهذا الجميع يناديهما هكذا....

الوشوم لم تكن شيئا جديدا.....أعني نحن في القرن الواحد و العشرين و أستراليا بلد حر...و حتى هذه ليست أسباب ضرورية تمنع أي شخص من وضع وشوم ....الكثيرون يضعونها في كل مكان ....البعض يتخذها هواية و البعض كموضة أو فن ....و الباقي تقليد فقط و مواكبة للجديد...

لكن ومع ذلك....لما يبدو أن كل طلاب جامعتهم نصبوا ميلينوي و كزاندر كفتى و فتاة الحبر و أعلى قمة واضعي الوشوم؟. ....كأنه لا يوجد أحد غيرهم....ذلك كان تافها جدا....

لكن مجددا كل مواقع تواصلات طلاب جامعتهم كانت تافهة....لو لم يكن مضطرا لمتابعتها و لتصله أخبار الدراسة لما عانى من إشعارات كثيرة يومية حول أوسم الشبان و أكثر الأخبار تداولا في الحرم الجامعي.....ولا بد أنكم خمنتم من يتصدرها.....

نظارات و وشومWhere stories live. Discover now