Part 11 أنانية قلب الملوك

126K 6.8K 4.5K
                                    

كيف تحتمل دائرة صغيرة كوجهك كل خرائط الجمال و بهذا التناسق العفوي ؟..

..................................................................................

في هذا العالم ..الكثير من البشر يقبلون الموت و يلتحفون تحت تربته و مع ذلك لم يتعرفوا بعد على أشباههم أو من يحملون أنصافهم رفقة أمتعتهم في الحياة...و تلك لوحدها مأساة من نوع الندم الكئيب...

تخيل أن تموت بعد عيش عشرات السنين دون أن تتمكن من إيجاد شخص يحب اللون الأرجواني لنفس السبب الدقيق الذي تحبه أنت ؟...تخيل أن تسلم تذكرة الحياة الأخيرة للموت لتستقل قطاره بينما أنت لم تعانق الشغف الذي كان ينتظرك على أرصفة الأحلام خلفك ؟...أليس من القسوة أن يغمض المرء أعينه يمنح النوم الأخير لقلب كان يوما حيا دون أن يوقع توقيعه الإستثنائي على حب عظيم ؟...

هناك دوما في هذا العالم جانب مظلم من الأشخاص و الأشياء كنصف القمر الخفي...و بذلك لا تعني ما يخفيه البشر من أسرارهم...بل البشر نفسهم و الذين لا تتسنى لنا الفرصة للقاءهم يوما...هناك أمور يصعب علينا رؤيتها و إمساكها في الظلام و نحن نقف على الجانب المضيء  من الحياة....و حين يستدير الظل نكون نحن قد رحلنا....

الآن و هي تنظر لسالفاري تساءلت...لقاءها به و جلوسها معه الآن أكان نوعا من أنواع التعرف على أشخاص من الجانب المظلم للحياة ؟...هل التقت به بعد أن كان من المفترض ألا تفعل ؟...هل هي الآن تمسك شيئا إفلاته كان ليكون ندما في محطة الحياة الأخيرة ؟...

لا تعلم بعد عن نفسها...لكن بالنظر لوجهه و هو يمسح على حاجبه أسفل النظارة يكتب ملاحظة سريعة من الكتاب يبدو مثيرا و ذكيا و غير قابل للمس جعلها تدرك أنه حتما و دون شك قد يمثل ندما عظيما لأي شخص بفقدانه...

من الجميل أن يملك المرء ذلك النوع من القوة و المكانة التي تجعل غيابه يوقف زمنا ما في مكان ما على الأرض...الحضور الجبار الذي يجعل الأعين الكثيرة تلتفت تبحث عن الحب المفقود الذي غاب عنهم لثوان تكاد تكون منعدمة...

قد يكون من المخجل أن تقارن نفسها به...لكن الحقيقة المرة يصعب مسح لذاعتها...و الحقيقة كانت أنها شخص لن يتوقف العالم من أجله...و هذا ليس كرها لنفسها و إنما مجرد حقيقة صعب عليها سابقا التعود عليها و مع مرور الزمن حفظتها و أدركت أنها ليست الإكسير الذي يطالب به الخيميائيون...كانت مجرد قارورة فارغة في رف طمسه الدهر لتعويذات ساحر ميت تحت الأرض...من سيسمعها؟...متى سيحين دورها لتصبح فعالة ؟..

أم أنها لن تصبح يوما ؟...

شيء واحد كان يخفف عنها وطأة هذا الشعور...و هو معرفتها التامة بأن العالم غير المثالي قد يحتضن ملكة اللامثالية ميلينوي...الكثير من الثقل موجود على البشر في كل مكان...و هو أمر لا مفر منه إن أردنا العيش في عالم متجانس بألوان غير متجانسة...

نظارات و وشومWhere stories live. Discover now