Part 28 : أربعون دقيقة

162K 8K 9.1K
                                    

متى آخر مرة رأيتها ؟

منذ أغنية أو أغنيتين..

....................................................................................................................................................


تمر الساعات تتحول لأيام و الأيام لأسابيع و وصل اليوم الذي تهربت منه ميلينوي لأسابيع..

بعد أن تعودت على محاصرة سالفاري في الجامعة بات هو يحاصرها و أحيانا لا يحتاج حتى لمسها...كان يجدها تتشاجر مع فتاة ما في زاوية ما هي و بيرسيفون فينظر لها بهدوء من بعيد و بصمت حتى تنتبه له و تتوقف تغادر بتذمر و هي تطرق كعبها بعنف في الأروقة..و هي خجلة من الإعتراف بهذا لكن طوال الأسابيع الماضية أمسكها سالفاري وسط أكثر من مشكلة...

في مرة كانت تستمع لفتى يتحدث عنها و هي تتكأ على الزاوية ..كان يتحدث عن أنه أقام علاقة معها بينما هي لم يسبق أن رأت وجهه بتاتا و حين اتجهت له لافتعال مشكلة مر سالفاري يرفع حاجبه لها فأفلتت الوغد ...في مرة تغيبت عن حصة فبحث يجدها مع بيرسيفون و جماعة من رفاقها الذكور تدخن خلف المبنى و تشرب الكحول و كل ما فعله أنه وقف ينظر لها بصمت فاختنقت في الدخان حين انتبهت له...

يوم كان من المفترض أنها تدرس فيه لإختبار قادم بعد يومين فاتصل و وجدها في حفلة في سكن جامعي قريب لفريق رياضي ..عقابها كان ألا تفعل شيئا في اليوم التالي سوى الدراسة تحت أنظاره ..و حرفيا هو لم يرمش يراقبها فقط حتى حفظت كل شيء و فقط حين تحصلت على علامة مرتفعة مسح على أرنبة أنفها بابتسامة فخورة...

في وسط حصة ما تجادلت مع الأستاذ لأنها تجلس في الخلف و ترتدي نظارات سوداء فاتهمها أنها نائمة..سالفاري بعدها أخبرها أنه لم ينزعج من الشجار بقدر ما أنها لم تختر معاركها و استخدمت الكلمات الخاطئة في جدال مع أستاذ متحذلق يريد هزيمة كبريائها..النتيجة بعد ذلك أنها اضطرت الإنضمام لمجموعة دراسة يؤسسها الأستاذ ساعتين في الأسبوع لتعوض فراغات غيابها و لتثبت إلتزامها و احترامها له..هي فعلت هذا دون أن يخبرها سالفاري لأنها جديا عليها العمل على علاماتها في فترة قصيرة لكنه إبتسم حين علم بذلك ..

هل أمسكها تشتم ؟ أجل و ألف مرة...شتائم كبيرة ...إما أنه كان خلفها و سمعها إما أنها نست التحكم في فمها قربه..لقد سمع كلاما غير لائق منها..هو طبعا تفاعل مع ذلك بطريقة غير متوقعة..قبلها بطريقة أوقفت أنفاسها و عض لسانها حتى جرحه...منطقه كان أن قول كلمات بذيئة حين يفعل معها أمورا علمية مباح و لكن قول تلك الكلمات للغرباء غير مباح ...

للحقيقة ذلك كان أفضل عقاب...بيبي كانت سعيدة..

الكثير من الأمور حدثت لكن ما لم يتغير هو سالفاري ..لا يزال الطالب المثالي الذي تراه صباحا و يجعل كل حواسها تتضاعف و وتيرة قلبها تضطرب..حتى صوته في الهاتف بتلك البحة صار يصنف مع أغانيها المفضلة قرب هوزيير و لانا بالضبط..لا تزال تجده غارق في كتاب ما في زاوية من زوايا الجامعة فتلتقط له الصور بالكاميرا التي باتت تأخذها معها دوما في حقيبتها ...ما كان يجعل مشاعرها تميل له أنه لم يستسلم...حرفيا لقد رأى جانبها السيء في الفترة الماضية...كل طباعها أمامه و خلفه حتى بيبي و أفكارها..مع ذلك كل ما يفعله هو الإبتسام أو طرق جبينها و تقبيل أرنبة أنفها..

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن