| نظارات سوداء داخل الحصة |

279K 9.8K 5.9K
                                    


أنا أغار من كل شخص يستطيع أن ينظر لك كل يوم ..

................................................................................

جامعة أستراليا الوطنية ..كانبيرا..أستراليا

كانت ميلينوي تجلس على الدرج الطويل المؤدي لمبنى الدراسات الفلسفية ...تحمل سيجارة من الحشيش تدخنها في هذا الوقت من الصباح و حولها أصدقائها ...فتاة و شابان...جميعهم يرتدون الأسود ..و منشغلين بشيئ ما....

ميلينوي....أو كما يناديها البعض سرا...فتاة الحبر...لأنه و كما لا تخجل هي من إخفاء ذلك...فقد كان جسدها يحمل وشوما سوداء تماثل ثيابها الداكنة ...

ميلينوي كينغز ...الإبنة الوسطى لعمدة المدينة..الطفرة الوحيدة في سلالة نقية من عائلة أرستقراطية ناجحة على المستوى الشخصي.. العملي..و حتى الجماهيري..فعائلة كينغز و كما لقبهم...يعاملون كملوك في هذه المدينة الجميلة من أستراليا....

الكثير كانوا يحاولون التقرب منها...كأن تجد أمامك لؤلؤة لامعة و يغريك جمالها للمسها....لكن صدفتها قاسية و راكدة عميقا في البحر.....هكذا هي....

لم تكن فتاة يتشاجر الفتيان حولها أو تغار الفتيات منها....ليس من ذلك القبيل....و ليس بذلك الإبتذال....كانت فتاة ...الجميع تعلم ألا يعبث معها...لأنهم باختصار لا يعرفون عنها شيئا سوى أن الشخصين الوحيدين اللذان عبثا معها...واحد انتهى الأمر به ميت و الآخر اختفى...و هذه إشاعة تدور في الجامعة منذ سنتين لا أحد يعلم صحتها....من كذبها....

" ميلينوي....هل ستخرجين معنا؟...قررنا التغيب عن الحصص اليوم ؟..."

قالها موزس و هو يطفأ سيجارته أرضا جاذبا انتباهها لأعينه الزرقاء و التي مع شعره الأشقر كانت تمنحه لقب فتى الشواطئ الأسترالية  وهو يستحقه بجدارة كونه بالفعل مولع بركوب الأمواج...فهو جسديا و خارجيا يملك كل المقومات ليكون فتى أحلام كل فتاة في عمرهم....طبعا إن تغاضيتم عن حقيقة أنه مدمن حشيش و يقود عصابة دراجات نارية و والده رئيس الشرطة في المدينة ...نعم...تغاضوا عن هذا و هو لكم...

" هيا ميلينوي....نحن أصلا لا نملك حصصا كثيرة اليوم....ربما نمر على ملهى و نحتسي بعض الكحول..لأنني أحتاج بعضا من الطاقة..."

مجددا أخرجها من تدخينها للحشيش و بدأها مرحلة الانتشاء الأولية صوت بيرسيفون و هي تعبث بشعرها الأسود القصير بيد و الأخرى بالقلادة في رقبتها ممدة أرجلها العارية نتيجة ارتداء تنورة قصيرة..

بينما كزاندر ظل صامتا و هو يدخن محدقا في الفراغ كونه ليس شخصا يحب الفترة الصباحية..كل شخص يستيقظ باكرا ليأتي للجامعة بكامل قواه العقلية هو لا يملك قوى عقلية لأن هذا سجن و لا أحد يجب أن يناديه بشيء غير ذلك ..

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن