(سيظل عشقك مرادي) By:Noonaz...

By NehalAbdElWahed

66.6K 3K 520

أحبها وهام بها عشقًا، انتظرها وانتظرها... ولما طال الإنتظار أقسم ألا تكون إلا له مهما كان المقابل، ولكن... J... More

مقدمة
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
(9)
(10)
(11)
(12)
(13)
(14)
(15)
(16)
(17)
(18)
(19)
(21)
(22)
(23)
(24)
(25)
(26)
(27)
(28)
(29)
(30)
(الأخير)

(20)

1.3K 77 19
By NehalAbdElWahed

#سيظل_عشقك_مرادي

الفصل العشرون

بقلم نهال عبد الواحد

كانت مستلقية محتضنة نفسها في وضع الجنين على أريكة تجاور باب الشقة، أغمضت عينيها بعد هطول بدل الدمع شلالات، لا تدري كم مضى من وقت وهي على هذه الوضعية! حتى لم تنتبه إن كانت غفلت طوال هذا الوقت أم لا! فما الفارق؟!
هذا الواقع يلازمها في أحلامها مثل صحوها دون اختلاف!

لكن هذه المرة قد زاد الأمر وبلغ مبلغه، قد خُيّرت وقد اختارت بينهما، وحسمت الأمر، اختارت عشقها ومرادها، لو سُئلت قبل عامين عن مرادها لأجابت بثقة وتلقائية، «فقط أتزوج من مراد ونعيش معًا لآخر العمر؛ فهو ليس مجرد زوج بل هو المراد، العشق الحقيقي وحبيب الفؤاد.»

أما الآن فقد تعقّد مرادها لأبعد من مجرد عشق لشخص، بل هو عشق لفكرة بأسرها، عشقته واعتنقت أفكاره وأهدافه برمتها، إلا أنها لا تمتلك كل علمه ومواهبه.

ورغم كل الألم فهي راضية تمامًا عن هذا الاختيار...

قطع ثرثرات أفكارها صوت طرقًا شديدًا متلاحقًا على الباب، نهضت متجهة نحوه ببعض الترنح مكفكفة ما تبقى من دمعاتها بطرف كمها.

فتحت متراجعة للخلف خطوات لتفادي قوة اندفاع الباب من الداخلين بغضب، أمها، ياسر وخلفهما زكريا معتليًا ملامحه الضيق وقلة الحيلة.

اندفعت أمها الباكية تعانقها بشدة تفتقدها، فعانقتها بدورها سامحة لدموعها بإكمال هطولها، فتمتمت قائلة بين شهقاتها: قدرتِ تمشي وتسيبيني!

فأجابت بقهر: ما كانش أدامي خيار تاني...

أبعدت نفسها عنها قليلًا وأكملت: كنتِ عايزاني أعمل إيه! أسمع كلامك وأطلّق من مراد!

فتدخل ياسر صائحًا: وهو فين مراد ده؟!

فأجابت عشق جاهدة ألا تصيح في وجهه: العلم عند الله.

- بأي حق بتسيبي بيت أهلك وتهربي؟ هي دي الأصول اللي اتربيتِ عليها يا هانم؟

وهنا لم تتمالك نفسها أكثر من ذلك وصاحت في وجهه: وانت بأي حق بتحاسبني! ولا انت مالك من أساسه!

رمقتها أمها لتسكت لكنها زفرت وأهدرت بصوتٍ يهدأ تدريجيًا وسط شهقاتها: مالوش دعوة، ولا أي حد تاني له دعوة، مش من حق حد يقرر لي حياتي ولا يختار بالنيابة عني أعيش إزاي! وانا_ مش_ هطّلق...

قالتها بتقطيعة، ثم كررتها بصياح: مش هطلق!

ثم عادت لأريكتها تجلس بتباطؤ، نظرت بشرود إلى اللاشيء متحدثة بتيه: إزاي أوافق أطلق من الراجل الوحيد اللي حبيته؟! الراجل الوحيد في نظري اللي حساه راجلي...

ثم رفعت صوتها: واللي عمر ما حد يقدر ياخد مكانه مهما عمل...

ابتسمت بسخرية مستطردة بتهكم: الحب مش بس تفضل تحب، لا! لازم تتحب...

التفتت إلى ياسر المحملق فيها وتابعت: تفتكر هتكون سعيد ومبسوط وإنت عايش مع واحدة عمرها ما حبيتك ولا هتحبك، ومش بس كده، في غيرك ساكن قلبها وكل كيانها... ما ترد!

قالتها بصياح وأكملت: سنين طويلة بنحاول كلنا نفهّمك، بس طلعت ما بتفهمش ولا عايز تفهم، حاولت أعتبرك أخويا عشان نحتفظ بربطة الدم اللي بينا، لكن حتى ده إنت بتضيعه.

فأجاب هامسًا بضياع: أنا همي مصلحتك... كنت فاكر...

فقاطعته: كنت فاكر لما تسلّط ماما عليّ باسم مصلحتي هتراجع وأنفذ رغبتكم، لكن لأ! أنا مرات الراجل ده، وهفضل مراته، يطلع عايش يطلع ميت، هفضل زي ما أنا، زي ماهو هيفضل مرادي اللي عايش جوة قلبي، واللي هستناه بدل السنتين عشرة وعشرين ولآخر العمر.

اقترب خالها وربت عليها برفق في محاولة لدعمها، فنهضت واقفة أمامه تمامًا وقالت: بس سامحني يا خالي، مش هرجع بيتك تاني، أنا هفضل هنا لحد ما شقتنا تخلص...

التفتت نحو أمها وأكملت: عايزة تعيشي معايا براحتك، عايزة تفضلي هناك عشان ما تقعديش لوحدك برضو براحتك...

قالتها وانصرفت فتحت أول حجرة قابلتها ظنتها حجرة نومها، لكنها انتبهت بعد أن أغلقت الباب خلفها أنها حجرة مراد القديمة...

تحركت تدور حول نفسها متفقدة الحجرة بعينيها، هذا بالضبط ما تحتاجه الآن، تشعر بروحه تطوف وترفرف حول المكان، فتحت خزانة الملابس فوجدت ملابسه القديمة، حتى أن منها ملابس طفولية! ربما لها ذكريات هامة تخصه.

تلمّست بعضها مرتسمًا على ثغرها ابتسامة باهتة، يمكنها تخمين أن الملابس الصوفية المشغولة بالتريكو هي ذكرى له من أمه الراحلة.

أبدلت فراش السرير بآخر وبعده أبدلت ملابسها بإحدى مناماته القديمة، ومهما كان فارق المقاس فهي تشعر به الآن يحيطها، استلقت بجسدها في فراشه محتضنة نفسها، بل تشعر بذراعيه هي التي تحتضنها، تسكن آلامها العميقة، ترمم كل التصدعات، لكنها فقط مجرد لحظات، كمن يرمم التصدعات ببعض الرمال فما تلبث إلا تسقط وتتلاشى وتعود التصدعات من جديد!

اختارت عشق العيش منفردة في شقتها، أو بمعنى أدق بين ذكريات مراد، بينما عادت نبيلة إلى بيت أخيها لحين الانتهاء من شقتهما الجديدة؛ فلا تستطيع إجبار ابنتها ولا خسارتها، فلتظل على حالها مادام هو اختيارها.

كان هذا اليوم وتلك المواجهة هي آخر حبل بين عشق وياسر وقد قطعته لاغية به أي علاقة بينهما مهما كانت، قتلت أي أمل يمكن بدوره إنعاش أي مشاعر ينتظرها أو حتى يتمناها.

لكن وسط هذه الفوضى داخل ياسر بادره شعور جديد لم يحسب له حسبان، شعور بالذنب مع تأنيب الضمير جرّاء ما اقترفه في حق مراد وأصبح السبب الرئيسي بل الأوحد لكل المآسي التي تحياها ابنة عمته الغالية.

نبت هذا الشعور وتضخم في عشيةٍ وضحاها وظل ينهش فيه ليل نهار حتى اتخذ قرارًا بعينه...

ذات يومٍ قرر الذهاب إلى علاء، ذلك الشيطان اللعين الذي وسوس له حتى تبعه.

بالطبع تفاجأ به علاء في مكتبه زائرًا بعد عامين من الانقطاع والأغرب أنها زيارة دون موعدٍ مسبق، وبعد التحية والسلام على مضض بلا ترحاب نفث علاء دخان سيجارته متسائلًا: خير! يا ترى إيه اللي فكرك بيّ؟!

فرك ياسر يديه بعضهما ببعض في توتر ثم استأذن أن يدخن سيجارة هو الآخر، فأشعلها ونفث عدة مرات دخانها بتوتر ملحوظ تحت أنظار علاء الماكرة، حتى تحدث ياسر: بصراحة في موضوع مهم كنت عايزك فيه.

- خير!

- يعني... الاتفاق بتاعنا اللي تم من سنتين...

قالها ياسر متلعثمًا فرمقه علاء بعينين مشتعلتين على وشك الانفجار، فأكمل ياسر: بصراحة أنا بقول كفاية كده.

ضرب علاء المكتب بقبضته وصاح: بتقول إيه يا روح أمك!

فازداد اضطراب ياسر مخرجًا منديلًا من جيبه يجفف به عرقه كما ظن وشعر بذلك رغم الغرفة المكيفة! ثم استطرد: بقول كفاية عليه سنتين، يخرج بأه والمسامح كريم.

- المسامح بأه!

- يعني إيه!

- يعني ما كانش لعب عيال، ده كان اتفاق وزي ما اديت أخدت، وأخدت بزيادة كمان!

- وأنا ضميري مأنبني ومش عارف أنام.

- ابقى خد منوم...

قالها بتهكم، فصاح ياسر: لا يا علاء! مش هتنازل عن اللي جاي عشانه، مراد لازم يخرج!

- علاء باشا يا صرصار! وما تنساش نفسك انت فين وبتكلم مين! مش أنا اللي يتقالي لازم!

قالها بكبر نافثًا دخان سيجارته مجددًا، ثم أكمل: اسمع يا بتاع إنت، مش علاء الزيني اللي يتلوي دراعه، ده اسمي لوحده بيتعمله ألف حساب، بيرعب الكبير قبل الصغير، وحسك عينك ألمح طيفك حتى، والأحسن لو تمسح اسم علاء الزيني ده من حياتك نهائيًا، إحنا لا اتقابلنا ولا نعرف بعض.

- يا أخي افهم، أنا تعبان، وكفاية اللي حصله لحد كده، وعلى فكرة إنت ما قدماكش غير إنك تنفذ طلبي أحسن ما تتفضح ويجي اسمك في الموضوع.

قال الأخيرة بتهديد، رمقه علاء بغضب، ثم أشعل سيجارة أخرى ونهض متجهًا إلى جهاز مسجل كبير يعمل بأسطوانات، أداره فانبعثت منه إحدى المقطوعات الموسيقية للفنان عمر خيرت، ثم جلس متقمّسًا الدور المتبلد، تمايل قليلًا بكرسيه على أنغام الموسيقى نافثًا المزيد من الدخان ثم تحدث بتبلد: عمر خيرت ده فنان، كان نفسي أسمعك ضمير أبلة حكمة بس للأسف مش عندي، بمناسبة ضميرك اللي صحي فجأة ده...

قال الأخيرة بتهكم ثم قهقه بتعالي وفجأة تشنجت ملامحه كليًا ونبس بفحيح الأفاعي: كنت إيه! آه بتهددني هتجيب سيرتي!

ثم قهقه مجددًا متحركًا نحوه حتى صار مقابلًا له مباشرةً، انحنى أمامه نافثًا دخانه في وجهه وأكمل فحيحه: اللي ما تعرفهوش إن مراد عرف إنك إنت اللي دخلته السجن والسبب في كل اللي بيشوفه، واللي هيشوفه، وما بآش حلم عمره إلا إنه يخرج وينتقم منك...

بأه قدرت تتحداني! طب اتحداني واتكلم وأنا أجيبك في الزنزانة اللي جنبه تونسه في تهمة متفصلة على مقاسك بالمللي، مش كده وبس...

الغندورة الحلوة بتاعتك دي هتبقى تحت إيدي...

ثم تابع بخبث: البت حلاوتها زايدة ونوع جديد بفكر أجربه، وبعد ما أزهق بحب أبسط رجالتي، دول تعبانين معايا برضو ولازم ينبسطوا... هه! أكمل ولا عقلك رجعلك!

فصاح فيه ياسر متراجعًا: مالكش دعوة بيها، إنت سامع! ما لكش دعوة بيها باقولك!

فنفث علاء دخانه في وجهه مجددًا ثم استدار عائدًا جالسًا على مكتبه بكبر قائلًا: أظن عقلك رجعلك، وضميرك ده اتخمد!

فأومأ ياسر برأسه خائفًا يؤيده بقلة حيلة، فنبس علاء: أيوة كده، يبقى ما اشوفش وشك الحلو ده تاني واتقي زعلي، فاهم! اتقي زعلي!
يلا برة!

قالها بصياحٍ أفزعه، فنهض ياسر مسرعًا للخارج تحت نظرات علاء الحانقة حتى خرج من الغرفة غالقًا الباب خلفه.

فضغط علاء على زر جرس جواره وانتظر، ما كانت لحيظات حتى طُرق الباب فسمح للطارق ودخل رجل عظيم البنية يبدو كحارس خاص بطوله وعرضه المتفحّل.

وقف ذلك الرجل أمامه معلنًا ولاءه لسيده: تحت أمرك يا باشا!

- الواد اللي كان هنا ده ضايقني، وقال إيه بيحط عينه في عيني وبيتحداني! لا ده بيهددني! علاء الزيني اللي بيتهز من اسمه شنبات حتة صرصار بيهدده!

- يبقى يتربى يا باشا، أوامرك!

- لا لا، كفاية عليه شدة ودن، ده جبان ولا يسوى.

- وبعد شدة الودن، لو طلعله صوت!

- مش هنسبق الأحداث خلينا في دلوقتي، أخبار العمارة اياها إيه؟

- اتبنت عشرة أدوار وميزان هيتعمل عيادات وباع منها شقق ومحلات غير دور العيادات، لكن لسه ما حدش سكن، كله شغل تشطيبات، بس فيه عمارة تانية، اللي كانت بيت عمته.

- لا، أنا عايز الأولانية، بتاعة الأرض إياها، وزي ما جه يبوس جزمتي عشان أرجعهاله هتروح منه في غمضة عين، ويبقى يوريني جماله.

- تحت أمرك يا باشا.

- تتسوى بالأرض، قرار إزالة يطلع ويتنفذ في ظرف يومين.

- تم يا باشا.

ثم نهض علاء فاركًا يديه بعضهما ببعض قائلًا: مش كفاية مش كفاية، أنا عايز شدة الودن توجع أكتر وتعلّم، فاهم يعني إيه تعلّم! عايزه يفكر بدل المرة ألف قبل ما يفتح الموضوع ده تاني.

- تحت أمرك يا باشا!

سكت هُنيهة ثم ابتسم بدهاء قائلًا: بس! لاقيتها! اللي هقوله يتنفذ بالحرف، شوف...

Noonazad 💕💖💕

Continue Reading

You'll Also Like

432K 28.6K 38
انا السَيدُ جُيون ، السَيد الذي اُئتُمِنَ عَلى حَريمِ مَولاهُ و غَضَّ عَلى بَصرِه عَنهُنَّ سِواك ~ آمنتُ بِمقولَةٍ حَللها عَقليَ قَبل القَلب { مَن خَ...
205K 11.6K 51
"خطيبة ولي العهد" حائزة على المرتبة الأولى في روايات الدراما 🥇 أميرة مملكة شارلوت الاولى و الوحيدة ، الفاتنة ، الجذابة ، ذات الملامح الآسرة .. الت...
26.1K 1.4K 31
فتحت عيوني من النوم لكيت الاسلحه فوگ راسنه وواحد منهم.. لازم مينا ومثبتها بمكانها والثاني.. مقيد حركة قمر مستحييلللل شلوونن عرفو موجودين بهالمكان؟؟...
11.5M 1.1M 144
لبوةٌ وثلاث صغيرات .. هُنَّ لها وطنًا جميل وهيَّ لهنَّ معنى الأمان يعيشنَّ في بئرٍ من الحرمان معَ ذلكَ الذي يُدعى أب ولكنهُ في المكرِ ذئب فَـ متى...