الفصل الحادي والعشرون ج٢
_____________________
بعد ماسهيلة نزفت مصطفى قرب عليها بفزع وشالها وداها الأوضة واتأكد ان دماغها متفتحتش مجرد دم من الجرح البسيط دا.. نزل بسرعة جاب مطهرات وشاش وقطن وشرع في تنضيف جرحها وتضميده.. ودا اللي سهيلة تقريبا حست بيه والباقي كانت خلاص فقدت الوعي..
صحيت بعد وقت لقت هدومها متغيرة ومتعلقلها محلول وفيه سيرم عشان الجرح.. حسست بإيديها على جبينها وبلعت ريقها.. مسحت على وشها بهدوء..رفعت راسها وهي بتاخد نفس طويل..جذبها كتابة على المراية.. قربت منها لقت مكتوب بقلم الروچ: "سيف عند أم إسحاق "
حسست بإيديها على الكتابة.. دموعها نزلت بصمت.. مش مصدقة ان مصطفى بقى وحش كدا.. كل تعامله صراخ وزعيق ووضرب.. عمره ماعملها قبل ماتخلف سيف.. قبلها كان عايش بصدر رحب وهادي.. مكنش كدا نهائي.. دا كان بيتجنن لو شاف دمعتها نازلة ويفضل يحايل فيها تصالحه يبقى ايه؟
مسحت دموعها بوجع.. الوجع منه هو بالذات كان صعب ومختلف ومش زي أي وجع تاني.. كان وجع قسمها نصين صعب ترميمهم.. غمضت عيونها وهي بتضغط على جفونها بتحاول تستمد الطاقة من نفسها بنفسها.. لازم تقف تاني.. المرة دي فيه سيف ودا مش هتخسره..مش هتقبل بكدا.. سمعت خبط على الباب الشقة.. لبست أقرب حاجة قدامها ولفت حجابها باهمال وخرجت.. لقتها أم إسحاق وهي شايلة سيف.. اللي بيصرخ ودموعه على خده ووشه محمر كأنه مخنوق..
أم إسحاق اتكلمت بأسف: مرضاش يشرب من اللبن البودرة اللي جايبهوله.. باينه محتاجك أنتي.
سهيلة ابتسمت بصعوبة وهمست: لاء ولا يهمك.. خدته منها وعزمت عليها بذوق: تعالي ادخلي..
أم إسحاق: لاء مش وقته أصل هروح أجيب حبة حاجات كدا من السوق... إسحاق جاي بكرا.. وبعدها أبقى أقعد معاكي..شهقت وكأنها افتكرت.. إلا صحيح ماله مصطفى كان ماشي بشنطة هدومه.. وأنتي.. أنتي ايه اللي عمل فيكي كدا..
بلعت ريقها بحزن وبصتلها: هحكيلك لما ترجعي..
أم إسحاق اتكلمت بقلق ولجلجة: طب ماشي مش هتأخر.. كلها ساعة.. سلام
سهيلة قفلت الباب واترمت على أقرب كرسي..سيف انتفض في حضنها من البكى.. وميل شفايفه السفلية بتكشيرة.. ابتسمت وباسته من شفايفه بخفة: ياقلبي أنت.. جعان؟
وكأنه فهمها مثلا هو كل اللي هامه انه يرضع من لبنها هي.. قعد يلعب في هدومها ويشد فيها بقوة لدرجة خربشها بضوافره.. ساعدته هي وبدأت ترضعه وهو كأنه ماصدق.. اتمسك فيها وبدأ ياكل..
من ساعتها اتقطعت أخبار مصطفى عنها.. مقدرتش تبادر بطلب الطلاق..مهما حصل حتة جواها بتقولها مش هتقدري على البعد..أنتي ضعيف ومش قادرة..وقت ماقلبها يقولها كدا كانت بتبتسم بسخرية وتقول:على أساس دلوقتي إنه مش بعيد!!
قامت من على اللاب ودخلت المرسم..حاسة انها مخنوقة وخنقتها بتزيد..مسكت الفرشة وبدأت ترسم اللي حساه..عدى وقت..قدإيه؟؟.. الله أعلم!..قامت تطمن على سيف لقته نايم وهو بيهمهم بكلمات مش مفهومة تقريبا بيحلم..ابتسمت بخفة وباسته من خده وخرجت..شغلت التليفزيون ولسا هتقعد الجرس رن..ضيقت عنيها باستغراب :مين اللي جاي في الوقت دا؟!
لبست شبشبها ولفت الشال على جسمها والحجاب فوق راسها... وقفت على طراطيف صوابعها ورا الباب .. تبص من العين السحرية.. شهقت بعنف وهي بتتراجع لورا .. دي.. دي والدة مصطفى!!، بلعت ريقها بصعوبة وفتحت ترابيس الباب.. مش ترباس واحد لاء حوالي تلاتة.. ابتسمت بسخرية.. فين أيامه كانت بتقعد في البيت بأي لبس وتتحرك بحرية.. عمره ماخلاها فتحت الباب بداله أبداً.. في الوقت دا أساسا عمرها ماكانت بتبقى هنا.. إما في البلكونة وبيشربوا حاجة دافية أو في الأوضة وبيشربوا حاجة دافية بردو وفي الحالتين بتبقى في حضنه بتدفى بيع.. غمضت عنيها بألم ودمعة خفيفة نزلت من عيونها.. مسحتها بعنف وفتحت الباب.. عيونها شخصت اللي قدامها.. والدة مصطفى وو وندى على كرسي!!
..
حطت صينية العصير وقعدت جنب ندى حضنتها بقوة وهي اتمسكت بيها بضعف.. سهيلة دموعها نزلت بخفة وهمست من بين دموعها بلكنة إنجليزية: ايه اللي حصلك بس؟!.. أنا سايباكي بتجري وتتنططي.. يحصلك كدا!!
ندى متكلمتش وفضلت ساكتة.. رفعت راسها وبصت لوالدة مصطفى واتكلمت بنبرة مرتبكة: ماذا حدث؟.. لما هي.. لما هي.. عضت على شفايفها بحزن.. قعيدة؟!
حماتها غمضت عيونها وفتحتهم : حدث الكثير سهيلة.. حدث الكثير في غيابك!
كملت كلامها: لا أعلم ماذا حدث الحقيقة.. من بعد اختفائك وتوالت المصائب فوق رؤسنا واحدة تلو الأخرى.. دخلت المشفى وأصبت بجلطة.. لم يحدث ذالك في حياتي.. لكن.. لكن عندما رأيتك تصفعينه.. رأيت حياتي مِلْء عينيّ..مصطفى يشبه والده كثيرا.. نظراته، تعامله، غيرته الحادة والعنيفة، طيبته... لكن مصطفى أكثر تحرر ربما يحب الهدوء والمرح.. ابتسامته لم تفارقه دائما طوال حديثه أو تعامله.. للأسف اعتقدت وقت إصابتي أنها النهاية.. فاعترفت بالسر الذي جاهدت حياتي كلها حتى أخفيه..دمعة ألم نزلت من عيونها وهي بتحكي،مش متخيلة إنه خلاص عرف..مصطفى ليس ولدي!!
سهيلة شهقت بخضة...اتهزت برعشة..اتكلمت بدون وعي: طب ازاي؟..ازاي؟
الحب اللي بينهم مش عادي..مش مجرد بين ابن وأمه..لاء بينهم تناغم ومشاعر جميلة وكلها حرارة..حتى..حتى سيف!!.. شبهها جدا بشكل مبالغ فيه.. العيون والشعر ولون البشرة.. الخدود المحمرة..
ياترى مصطفى حاسس بإيه دلوقتي؟؟..أكيد كان جايلها بعد ماعرف..بلعت ريقها وبصتلها تشجيع انها تتكلم..
أمه بللت شفايفها وكملت:مصطفى ولد أختي..توءمي
..جاء نتيجة لعلاقة خاطئة..كان هناك حفل في الڤيلا..مسحت دمعتها..في ذاك الوقت عُزِم على مختار بكأس من النبيذ..شربه على مضض..ولكنه سريعا ماشعر بالصداع لم أهتم وقتها لكنه اعتذر وصعد للأعلى بعيدا عن ضوضاء الحفل..وقتها كانت أختي ثملة للغاية وحصل ماحصل وقتها توفت وهي تلده..لذالك مصطفى به بعض الشبه البسيط مني..عندما علم بالأمر وانه نتيجة علاقة محرمة..لم يثور..لم يغضب..لم يعنفني حتى!..اختفى لشهر كامل وعندما عاد...رأته ندى على مقربة ومن شدة شوقها إليه،أسرعت بدراجتها لم ندري سوى وهي صريعة ملقاه على الأرض..لكنها ستتحرك مع الوقت انتهت من عمليتها من فترة ومع العلاج الطبيعي ستتحسن كثيراً..لكن المصائب لم تكتفي لهنا..
سهيلة دموعها نزلت بعنف وحرقة..قلبها واجعها عليه..مش مصدقة انه عدى دا كله لوحده..
أمه ضمت ايديها لحضنها بقوة وهي بتضغط على جفونها..دموعها نزلت بصمت..مسحتها بخفة..المصيبة الثالثة...أخي..أخي استغل انشغالنا بندى وتحايل على مصطفى..باع المطعم واستولى على ثمنه وهاجر هو وفيكي..فيكي اعترفت في رسالة بأنها متواطئة مع أخي..وأنها كانت تستغل الفرصة حتى تقترب من مصطفى لتشتت انتباهه حتى يستطيع الحصول على المطعم..وقتها تفاجأت بأن مصطفى قد تم حبسه في مصر..مصطفى..مصطفى قد اعتدى على ابن عمك وهو الأن في العناية المركزة(وليد)..قد رفع والدك قضية ضده..
سهيلة برقت للحظة مش مستوعبة..كلدا حصل في غيابها...طب ازاي؟..طب ليه مقلهاش..ليه كتم في نفسه دا كله..وهي من غير تفكير زودت همه باللي حصلها..بنته مش بتمشي..أمه مش أمه..خاله نصب عليه..مراته و ماضيها..كل دا كان كافي يهد جبل..ازاي استحمل..دموعها نزلت بكسرة وقهرة..كرهت نفسها في اللحظة دي انها كانت سبب من أسباب همه وسبب من أسباب تعبه..طول عمره بيديها وهي دايما بتاخد وبس!!... ومستغربة ازاي مسألش عنها؟..دا كويس انه لسا واقف على رجله أصلا!
________________
اتمسكت بكتبها في أول يوم ليها في الكلية..عضت على شفايفها..خدت نفس طويل خرجته على مراحل..بصت لمبنى الكلية..كلية الحقوق في القاهرة..بللت شفايفها بخفة..همست بتوتر: يارب وفقني..مليش غيرك..خلاص كله بعد..
بصت لساعتها واتنهدت: هخلص وأجري على المحل أكيد مش هتأخر..استعنا على الشقى
اتجهت لجوا الكليةوبتدعي في سرها إن أمورها تعدي على خير.
_________________
سهيلة بلعت ريقها وشدت بإيديها على شنطتها..وحشها جدا..يمكن مكانتش بتصرح لدا في نفسها..بس دلوقتي لاء..أي حاجة منه هي قبلاها ومش مشكلة..بصت للظابط بتوتر وخوف..انتفضت مع دقات الباب بخشونة..الباب فتح ودخل العسكري وهو ساحب مصطفى وراه..قامت وقفت مرة واحدة وهي شايفاه..شعره متبهدل وطويل..دقنه بقت أكثر كثافة..هدومه متقطعة تقريباً وفي دم بسيط..عضت على شفايفها بأسى وهي شايفاه ثابت مبيتحركش..بصت للظابط وهو أومأ وخرج ومعاه العسكري وقفلوا الباب وراهم..قربت منه بسرعة..حضنته بلهفة وهي بتتعلق بيه..حضنته بقوة وهي بتدفن وشها في حضنه..همست بحرارة: وحشتني أوييي..
مردش عليها وفضل ثابت واقف..حس بدموعها اللي نزلت على ركبته..ودا نوعا ما حرقه..همس بعدم وعي: أنا مخونتكيش يا سهيلة..مخونتكيش!!
بعدت عنه وهي بتهز راسها بالنفي..اتكلمت من بين دموعها: مصدقاك والله مصدقاك..أنت مفيش أنضف منك..أسفة والله أسفة أنا السبب..أنا السبب،أنت متستاهلنيش..متستاهلنيش..أنت أحسن مني ١٠٠ مرة..
حط إيده على شفايفها وهو بيرعتش..همس ببحة: أنا مقدرش أعيش من غيرك..ابتسم بجنون..أنا مطلعتش ابن أمي..ضحك..أنا مطلعتش ابنها!!..ندى!..ندى بقت قاعدة على كرسي..
نفت براسها وهي متمسكة بهدومه..وبتنتفض من البكى: هتبقى كويسة وأنت هتخرج وبدل المطعم هتعمل عشرة..وسيف هيكبر وهيبقى واقف جنبك وكل حاجة هتتحسن..كل حاجة هتتحسن..
مصطفى ميل براسه على كتفها وكأنه بيرتاح..وهي خدته في حضنها..مسحت على ضهره بخفة وهو زاد من ضمته ليها..وكأنها سفينة في عرض بحر مليان غدر!..
قعدت وهو لسا في حضنها.. همست من بين دموعها: أنا..أنا جبتلك لبس..اقلع هدومك كلها..معايا هدوم نضيفة..
مصطفى بعد عنها وهي خرجت الهدوم من شنطة معاها..غير هدومه في ثواني وهي ساعدته متخلية عن خجلها..قفلت أخر زرار في قميصة ومسحت عليه..ابتسمت: كدا تمام أوي..
شدها ليه بقوة وهي مامنعتهوش..كانت محتجاه زي ماهو محتاجها بالتمام..بعد عنها بخفة وهمس ببحة: أسف بعيد عن الطلاق ك
حطت ايديها على شفايفه تمنعه يكمل كلامه: لو هيبقى فيه طلاق دا أنت لو مش شايفني مناسبة ليك..لكن أنا مقدرش أستغنى مهما حصل..
مصطفى ابتسم: مهما حصل؟!
سهيلة حركت راسها بابتسامة: مهما حصل..هتخرج والله هتخرج..أنت مكانك مش هنا..وبعدين سيف بيعيط..أنت وحشته أي..
مصطفى ابتسم وسند بجبينه على جبينها ومسك إيديها: وأنا وحشتني أم سيف..
الباب فتح فجأة والظابط دخل: الزيارة طولت جدا..
سهيلة أومأت وجت تمشي..وقفها: كلمي أدم هو هيتصرف..ملكيش دعوة أنتي...
أومأت بصمت والعسكري خده..التفتت للظابط بابتسامة: شكرا على وقت حضرتك
____________
أدم قعد بسرعة قدامها وهو بينهج: أنا لسا عارف حالا بعتله المحامي وقعدت معاه شوية..المحامي قالي هيظبط ورق ويجيلنا على هنا..هو ايه اللي حصل؟،أنا مش فاهم حاجة..ليه مصطفى عمل كدا..مرضاش يرد عليا لما سألته..وليه والدك هو اللي يرفع القضية بالذات؟
سهيلة غمضت عيونها وفتحتهم تستوعب..أبوها اللي عمل كدا!!..حبس مصطفى عشان وليد!!
سهيلة بلعت ريقها واتكلمت بكذب: أنا معرفش بردو..أنا اتفاجئت ان اللي حصل حصل..وملحقتش أخد أي قرار..هو قالي أتصل بيك وأنت هتتصرف أحسن..
أدم اتنهد:أتمنى أكون عند حسن ثقته..اهو هنستنى المحامي لحد مايجي..نادى بصوت عالي..يامترر
..
أدم رفع ايده في الهوا يشاور للمحامي..المحامي انتبه وقرب منهم قعد على الترابيزة وخد كوباية العصير من قدام أدم شربها على مرة واحدة بدون مقدمات..شد جرفاتته من على رقبته يخفف من شدتها..خد نفس طويل واتكلم بذكاء: بالبلدي كدا مفيش مخرج غير ان اللي رفع القضية يتنازل عنها..أنت يابني صحبك دا أهبل؟ عبيط؟..هو مش محامي دا اعترف على نفسه غير ان ماشاء الله فيه شهود لأن الخناقة كانت على القهوة..
أدم: طب واحنا هنعمل ايه؟..لاء فوقلي كدا..مصطفى لازم يخرج يا أمين
أمين: هو مفيش غير حل واحد..المدام تروح تستعطف والدها تخليه يتنازل عن القضية..غير كدا..صاحبك هيعفن في السجن..دا كان ممكن يروح فيها..دا الواد مفيهوش حتة سليمة..
سهيلة بلعت ريقها وأدم بصلها..رفع إيده بقلة حيلة: دا الحل الوحيد!
___________________
عمار فتح باب الشقة بخفة..صفر بهدوء وسمع صوت التليفزيون في الصالة..اتجه ليها لقى قناة كارتون..وطفلين نايمين على الأرض..بنته نور نايمة على ضهرها والطفل التاني المجهول نايم وحاطط صابع نور في بوقه بيمتصه باستمتااع وبيهمهم وهو نايم. عمار صرخ: مين الواد دا؟
فرح كانت في المطبخ بتقطع السلطة..خرجت جري على صريخه..اتكلمت بفزع: إيه في ايه؟
عمار: بصي لبنتك ياهانم جيبالي واد بشعر أصفر في البيت!
فرح ضحكت: يخربيت كدا..خضتني يا أخي وبعدين هما نامه امتى..كانوا لسا صحيين..
عمار: قوليلي ها..ايه اللي جابه هنا..أروح شغلي أرجع ألاقيكي جايبة رجالة البيت..
فرح ضحكت ومسحت على كتفه: اهدى بس يا عمار مش كدا..خلاص أنا هعرفها غلطتها..دا سيف أبن سهيلة..جت طنطا لظروف كدا ووراها مشاوير فسابته عندنا..
عمار عض على شفايفه بغيظ: دا بشعر أصفر..بصي الواد أبيضاني ازاي..
فرح لعبت في شعره وضحكت: ياحبيبي احنا ملناش في البيض الملزقين دول..احنا بتوع الليل وأخره..
عمار غمزلها: طب بما إنهم نايمين ف
فرح قاطعته بشبه صراخ: لاء...دا وقت غدا دا..يومك مش النهاردة.
عمار اتكلم بتذمر:أنا زهقت من حكاية الجداول دي..هو أنا في مدرسة ياشيخة
فرح مسحت على خده بخفة: ادخل غير هدومك ياحبيبي لحد مالغدا يخلص..وشوف وراك ايه..
سيف فاق بخفة من نومه وصرخ وهو بيعيط..بصات لعمار بعتاب .. جريت عليه شالته بسرعة من على الأرض..عمار تمتم بغيظ بكلام مش مفهوم..وطى شال نور بخفة وفرح قعدت تهدي سيف: باس..باس خلاص..خلاص متعيطش..خلاص ماما جايى..
سيف وشه احمر وميل شفايفه لقدام بعبوس..فرح ابتسمت وهو قرب من زراير بيجامتها..فرح فهمته وفتحت زرايرها..عمار لمحها من هنا وصرخ فيها: أنتي بتعملي ايه؟
فرح: أله يا عمار هرضعه..الولد جعان ياعيني وهو افتكرني مامته عادي يعني..
عمار: دا اللي هو ازاي دا..عايزة ترضعيلي الواد دا..طب نور وقلنا بنت لكن دا ولد..
فرح ضحكت: ياحبيبي ماهو لما هرضعه هيبقى ابني وأخو نور وانت هتبقى في مقام والده بالرضاعة..مش مشكلة هي..
فرح بدأت ترضعه وسيف كأنه ماصدق..بدأ يرضع بنهم خد وقت طويل تقريبا بالنسبة لنور وبعدها رجع ينام تاني..عدلت هدومها وشالته ودخلت أوضتها نيمته جنب نور..
جرس الباب رن وعمار فتح الباب..لقى واحدة ست قدامه..متهيئله تبقى سهيلة صاحبة فرح..ابتسم بذوق:اتفضلي..نادى بصوت عالي...فررررح
فرح خرجت على صوته وهو سابهم ودخل أوضة النوم..سحبت سهيلة من إيديها وشدتها على جوا..
فرح قعدت قدامها: بصي بقى..أنتي أخبارك كل فترة تتقطع وترجع تاني..هتحكيلي اللي حصل بالملي وايه اللي رجعك طنطا
سهيلة بلعت ريقها وبصت على أثر عمار..اتنهدت بتعب: هحكيلك!
..
فرح غمضت عنيها وفتحتها: بجددد؟!..ايه دا كله هو ازاي استحمل دا..جوزك دا واالله ليه الجنة..طب وأنتي هتعملي ايه..
سهيلة هزت راسها بقلة حيلة: مش عارفة..مش عارفة حتى لو نفذت اللي قالوه بابا هيتنازل فعلا ولا لاء..
فرح: أنا عرفت من بطة ان حالته حرجة وإن الضرب اللي اترضبه كان قوي الحقيقة وهو مع ضعف جسمه مقاومش..
سهيلة: أنا مرعوبة كل اللي مصطفى فيه دا بسببي أنا
فرح: اللي عمله مصطفى هو الصح..مع ان المفروض اللي يعمل دا كان والدك..بس أنتي وثقتي في مصطفى أكتر فحكتيله..على قد مامد إيده عليكي بس لسا بتحترميه وبتطمنيله..ودا اللي محققتيهوش مع والدك..
سهيلة خدت نفس طويل وخرجته على مراحل: أنا عارفة إني تقلت عليكي بسيف وقعدتك من شغلك و
فرح ابتسمت: لاء ولا يهمك..وبعدين سيف خلاص رضع مني خلاص..
سهيلة ابتسمت: ايه الحلاوة دي..بس ازاي دا أنا مأكلاه قبل ماديهولك..
فرح ضحكت: أنا وعمار اتخانقنا أصلا..يقولي ازاي ترضعي واحد غريب
سهيلة ضحكت: عنده حق سيف بيجوع بسرعة جدا ومبيستأذنش يدوبك يلمحك يلعب في هدومك وخلاص.
فرح ضحكت وبعدها سكتت شوية: سهيلة ما تاخدي سيف معاكي
سهيلة ابتسامتها اتلاشت وكشرت: لاء طبعا
فرح: مايمكن يحنن قلبه عليكي..هو بردو أب..ومتنسيش ان أعز الولد ولد الولد
سهيلة: بلاش..مش هسمح بتجريح فيه نهائي..
فرح: مجرد تجربة خفيفة ايه يعني..وكدا كدا مسيره يعرف..ايه المشكلة في كدا..
سهيلة اتنهدت: أنتي شايفة كدا؟
فرح: أنا مش شايفة غير كدا..
_______________________
ضمت سيف لحضنها بقوة وهو ميل براسه على راسها..بصت للعمارة بقلق وخوف..بصت ملقتش البواب دخلت لوحدها..بصت للسلالم واتنهدت..طلعت على السلم...بصت لأخر دور،كبتت رغبتها في البكى وذكرياتها بتداهمها..وصلت للشقة بتاعتهم بصت لإسم والدها المحفور على قالب الرخام..تمتمت بهمس: أيمن المرشدي..سهيلة أيمن المرشدي..
خدت نفس طويل وخرجته على مراحل..رنت الجرس..مرة..التانية الباب اتفتح فجأة..انتفضت من فتحة الباب..لقت أبوها هو اللي فتحلها..برق ليها بعيونه وصرخ فيها: أنتي ايه اللي جابك؟!..بربش بعيونه يستوعب اللي على إيديها..طفل!
سهيلة بلعت ريقها: جاية أتفاهم معاك.
أيمن اتنهد بغضب وخد نفس طويل وشاور على جوا: ادخلييي!
سهيلة أومأت بثبات ودخلت قعدت من غير مايتكلم..عدلت سيف على رجلها وهو بيبص بتوهان..نفسه ينام بس!
أيمن مسح على وشه ورزع الباب..صرخ بصوت عالي: ناديةةةة
أمها خرجت بفزع من جوا..لسا هتتكلم..اتجمدت من الصدمة..أيمن اتكلم وضغط على كلامه: حضري حاجة للضيوف
سهيلة فهمت رسالته وابتسمت..مش مهم،المهم ان مصطفى يخرج على خير مش محتاجة حاجة تانية...لفتله بجسمها: مصطفى!
أيمن: ماله؟
سهيلة: ماينفعش يفضل في السجن لازم يخرج...عياله محتاجينه..أنا ممكن أدفع أي فلوس أو ضمانات تطلبوها
أيمن صرخ فيها: ليه يابنت المرشدي تعرفي عننا إننا كلاب فلوس..احنا بناخد حقنا..جوزك كسر عضم ابن عمك واهو راقد في المستشفى ومراته لايدة بعياله..
سهيلة ابتسمت باستفزاز: يستاهل!..وبعدين كويس انك عارف إني بنت المرشدي ومش أنا اللي أسيب جوزي وأبو ابني في محنة بسبب كلب زي وليد!
أيمن صرخ فيها بغضب: وأنتي جاية هنا عشان تقلي أدبك على ابن عمك ولا ايه؟
سهيلة: أنا مش هتكلم في الحتة دي كتير..أنا جايبة ابني من اسكندرية لهنا عشان أوقف المهزلة دي..جوزي هيخرج من االقسم..هو كان بياخد تاره وبيحافظ على عرضه..صرخت فيه وهي بتتخلى عن هدوئها..كان بيحافظ على شرف مراته اللي أنت أبوها ماتكلمتش عليه!
أيمن صرخ فيها: أنتي اتجننتي..أنتي بتقولي ايه والواد اللي على ايدك دا جبتيه امتى..
سهيلة صرخت فيه: جبته زي ماجبته هيفرق معاك في ايه..وبعدين مش هسمح لحد انه يقول كلمة عليا..جوزي مامسكش إيدي غير بعد جوازنا وابني معرفتش إني حامل فيه غير بعد كام شهر من جوازي..ابني جاي بالحلال وماتولدش في مصر حتى!!..اللي ماتعرفوش إني كنت عايشة في فرنسا مع جوزي ولسا راجعة من كام شهر..لازم تتنازل عن القضية لأنها خسرانة!!
أيمن ابتسم بسخرية: وطالما خسرانة جيالي ليه..
همست بصوت مخنوق من الدموع:عشمانة!..وأهو العشم ببللاش..عشمانة أحس إنك أبويا ولو مرة مش مجرد بنك بصرف منه زي زمان..
أيمن بلع ريقه وهو بيتنفس بعنف..نادية استنت لما الحوار هدي وخرجت بصينية العصير..الصمت حلّ في المكان..سهيلة حست بهدوء سيف وحركته..لقته هادي ونايم رفعته على ايديها بتمسح على ضهره بخفة وهو اتعدل وكمل نوم وهو بيهمهم..
أيمن بلع ريقه وبعدين اتكلم: موافق!..بس بشرط لو ماتنفذش اللي اسمه ايه دا مش هيخرج وياخد جزائه!!
#يتبع
#FarahElDesoky
#عمر_بيبتدي
-تيك..توك..تيك..توك..حكايتنا بتخلصصص
-أتمني حكاية سهيلة ومصطفى متتفهمش غلط
_______________
لينك الواتباد:
https://my.w.tt/rqfwIFwvk8
_________________
سبحان الله وبحمده..سبحان الله العظيم..سبحان الله وبحمده..سبحان الله العظيم
_________________
تفاعل يابشررر
في حفظ الله ♥