الفصل الحادي والعشرون ج٢

2.1K 109 23
                                    

الفصل الحادي والعشرون  ج٢
_____________________
بعد ماسهيلة نزفت مصطفى قرب عليها بفزع وشالها وداها الأوضة واتأكد ان دماغها متفتحتش مجرد دم من الجرح البسيط دا.. نزل بسرعة جاب مطهرات وشاش وقطن وشرع في تنضيف جرحها وتضميده.. ودا اللي سهيلة تقريبا حست بيه والباقي كانت خلاص فقدت الوعي..
صحيت بعد وقت لقت هدومها متغيرة ومتعلقلها محلول وفيه سيرم عشان الجرح.. حسست بإيديها على جبينها وبلعت ريقها.. مسحت على وشها بهدوء..رفعت راسها وهي بتاخد نفس طويل..جذبها كتابة على المراية.. قربت منها لقت مكتوب بقلم الروچ: "سيف عند أم إسحاق "
حسست بإيديها على الكتابة.. دموعها نزلت بصمت.. مش مصدقة ان مصطفى بقى وحش كدا.. كل تعامله صراخ وزعيق ووضرب.. عمره ماعملها قبل ماتخلف سيف.. قبلها كان عايش بصدر رحب وهادي.. مكنش كدا نهائي.. دا كان بيتجنن لو شاف دمعتها نازلة ويفضل يحايل فيها تصالحه يبقى ايه؟
مسحت دموعها بوجع.. الوجع منه هو بالذات كان صعب ومختلف ومش زي أي وجع تاني.. كان وجع قسمها نصين صعب ترميمهم.. غمضت عيونها وهي بتضغط على جفونها بتحاول تستمد الطاقة من نفسها بنفسها.. لازم تقف تاني.. المرة دي فيه سيف ودا مش هتخسره..مش هتقبل بكدا.. سمعت خبط على الباب الشقة.. لبست أقرب حاجة قدامها ولفت حجابها باهمال وخرجت.. لقتها أم إسحاق وهي شايلة سيف.. اللي بيصرخ ودموعه على خده ووشه محمر كأنه مخنوق..
أم إسحاق اتكلمت بأسف: مرضاش يشرب من اللبن البودرة اللي جايبهوله.. باينه محتاجك أنتي. 
سهيلة ابتسمت بصعوبة وهمست: لاء ولا يهمك.. خدته منها وعزمت عليها بذوق: تعالي ادخلي..
أم إسحاق: لاء مش وقته أصل هروح أجيب حبة حاجات كدا من السوق... إسحاق جاي بكرا.. وبعدها أبقى أقعد معاكي..شهقت وكأنها افتكرت.. إلا صحيح ماله مصطفى كان ماشي بشنطة هدومه.. وأنتي.. أنتي ايه اللي عمل فيكي كدا..
بلعت ريقها بحزن وبصتلها: هحكيلك لما ترجعي..
أم إسحاق اتكلمت بقلق ولجلجة: طب ماشي مش هتأخر.. كلها ساعة.. سلام
سهيلة قفلت الباب واترمت على أقرب كرسي..سيف انتفض في حضنها من البكى.. وميل شفايفه السفلية بتكشيرة.. ابتسمت وباسته من شفايفه بخفة: ياقلبي أنت.. جعان؟
وكأنه فهمها مثلا هو كل اللي هامه انه يرضع من لبنها هي.. قعد يلعب في هدومها ويشد فيها بقوة لدرجة خربشها بضوافره.. ساعدته هي وبدأت ترضعه وهو كأنه ماصدق.. اتمسك فيها وبدأ ياكل..

من ساعتها اتقطعت أخبار مصطفى عنها.. مقدرتش تبادر بطلب الطلاق..مهما حصل حتة جواها بتقولها مش هتقدري على البعد..أنتي ضعيف ومش قادرة..وقت ماقلبها يقولها كدا كانت بتبتسم بسخرية وتقول:على أساس دلوقتي إنه مش بعيد!!

قامت من على اللاب ودخلت المرسم..حاسة انها مخنوقة وخنقتها بتزيد..مسكت الفرشة وبدأت ترسم اللي حساه..عدى وقت..قدإيه؟؟.. الله أعلم!..قامت تطمن على سيف لقته نايم وهو بيهمهم بكلمات مش مفهومة تقريبا بيحلم..ابتسمت بخفة وباسته من خده وخرجت..شغلت التليفزيون ولسا هتقعد الجرس رن..ضيقت عنيها باستغراب  :مين اللي جاي في الوقت دا؟!

|عمربيبتدي|الجزء الثاني لــ فرح الدسوقيWhere stories live. Discover now