|عمربيبتدي|الجزء الثاني لــ فرح الدسوقي

الفصل السادس عشر ج٢

الفصل السادس عشر  ج٢
__________________
سهيلة اتجاهلت نبرة السخرية في كلامه ومسكت إيده وهو اتفاجئ من حركتها:أنا..أنا متلخبطة..بتقولي بتحبني وكل مايصحلك فرصة تفتكر حياتك القديمة وتقعد تمجد فيها ووحياتكم مع بعض..لكن كل ما أراجع نفسي ألاقي اننا متجوزناش عن حب زي ماتجوزتها..معملناش فرح ولا اتجننت معايا زيها..معاه كنت شاب وهي شابة ومحدش شايل مسئولية لكن معايا فأنت ملزم بندى وبيا وباللي في بطني وأنا مبشتغلش..عيونها دمعت..حتى مقلتليش انك بتحبني..همست من غير وعي..عقلي بيقولي إن حياتنا مع بعض منتهية..وعبارة عن دمار لزكريات كل واحد فينا!

مصطفى بصلها بصدمة من كلامها وهي مكانتش مركزة معاه وكملت: بس يرجع قلبي ويعاتبني..أنا فعلا مقدرش على فراقك ولا بعدك..أنا أضعف من كدا وعارفة..مصطفى أنت جيتلي بعد سنين وجع ومش سهلة..،
مش سهل أفرط في الراحة والحب اللي بعيشهم معاك..لكن أنت بتحن للي فات..بتحن لمراتك اللي شاركتك بداية حياتك..، بتحن لأول لحظات معاها هي بعد مابقت على اسمك..عكسي أنا مكنتش بتقعد في البيت تقريبا وواحدة واحدة بت في بيتك اللي أنا كنت ضيفة فيه تقريبا..

مصطفى بصلها بغيظ..وصوت نفسه تقريباً مسموع..وخنقته من كلامها بتزيد..
كملت كلامها: لحد ماحصل اليوم اللي وقربت مني وحصل اللي حصل..مكنتش متخيلة ان دا هيحصل مابينا أصلا..بعدها حملت منك فجأة..أنا نفسي معرفتش حصل ازاي وأنت الراجل كنت فهمت وعرفت..مش عارفة بس مش قادرة أتقبل فكرة ان حد قبلي داق حضنك وعاش قربك وحنيتك وانت عيشت معاه ذكرياات مفيش أحلى منها..لما كنت بروق من فترة لقيت ألبوم صور قديم..خمنت ان دا بتاعك أنت وهي..الألبوم كان مليان بس بص لينا تقريباً ولا صورة متعلقة غير اللي في الفون أو على اللاب..ها تفسر دا بإيه؟؟..
كانت بتتكلم بسرعة وهي بتتنفس بعنف وصوت نفسها تقريبا مسموع..وبتتكلم بعشوائية ولخبطة زي مشاعرها ليه تقريبا..لخبطة..برود قدامه حرارة مشاعر..هيجان وعنف ونسمة هادية مابينهم..طمع في حاجات حلوة كتير قدامه ضمير بيعاتب انه لازم يكتفي..سكتت والكلام معدش ليه محل..بصت ليه..ونظراتهم اتلاقت..قرأ الكلام اللي في عيونها بس بردو ملخبط مش ثابت ولا متحدد..قرأ ضعفها وحيرتها..خوفها ولخبطتها..!

غمض عيونه في نفس طويل بيحاول يبقى هادي لكنه خرج بعنفوان..
اتكلم بهدوء: خلصتي؟!..ملقاش منها غير الصمت بس،
كمل كلامه..:
أنا ياستي اتولدت مابين أب مصري من اسكندرية عادي جدا..اسكندراني أصلا بس سافر برا عشان يعمل فلوس لأن الحال ضاق بيه في مصر..عمل الفلوس اللي عايزها..واتجوز فرنسية على مستوى وخد الجنسية..خلف منها طفل و مجابش غيره لأنها رفضت..حب يرجع بلده بس هيرجع لمين ولا لفين بعد ماباع كل اللي ليه..حاول يطبع ابنه على عاداته ودينه..مش هقولك فشل لكن زرع نبتة ومع الوقت مروهاش وسابها لله بتشرب مع كل مطرة صدفة..اتلهى في الدنيا وأنا اتعلمت عربي لانه كان حتى بعد ماتعلم فرنسي مكنش بيبطل كلام عربي..حتى اللي بيساعدوا في البيت كانوا عرب يعرفوا فرنسي..اتطبعت بهناك وعادات هناك..حياة سهلة بسيطة..دراسة كويسة وسهر براحتي ولبس بردوا..لحد ماجه يومم ووقعت وعملت علاقة مع واحدة زميلتي بعد احتفال نهاية السنة في الثانوية وأنا شارب لاء وكمان اتعطيت..وقتها مرحمنيش ودي كانت القشة زي مابيقولوا..مشاني على العجيين ملخبطوش..وكانت تقريبا خروجاتي معاه هو..اتطبعت بطبعه وعرفت ليه أمي كان لبسها تقريبا مفهوش حاجة ضيقة ولا مفتحة..كانت مسلمة اه..لحد ماجه في يوم وتعب..كان نفسه ياخدني وننزل مصر..لكن ملحقش نزلت أنا مكانه وكملت كليتي..اتعرفت على مروة وقتها..كانت شبهي تقريباً مع اختلاف مامتها كانت مصرية وأبوها هو اللي مش من البلد..اتوفى وهي صغيرة وكملوا حياتهم في مصر..بس كانوا متحررين شوية..اتعرفنا على بعض بالصدفة..كانت خناقة بين اتنين مخطوبين مجانين وفرجوا تقريباً الناس عليهم..ضحك بخفة..البنت كانت مجنونة حبتين..ودول كانوا ادم ومراته حاليا..وحصلت من هنا الصداقة..بدأنا نحلم بالجواز بعد ماتعينا في شركة ابو ادم...اتجوزنا جواز عادي من غير قيود..سافرنا واتفسحنا وحملت.!

ابتسم بخفة :  بقت حامل في ندى..مع الوقت حملها بقى متعب..جابت ندى وهي تعبانة..كانت محتاجة فلوس..دمعة خفيفة نزلت من بين عيونه..رهنت الشقة واستلفت وجمعت المبلغ لكن خلاص كان السرطان اتملك منها..وماتت!..ماتت وسابتلي ندى..سابت ندى غير حتى ماترضع من لبنها..ماما اتحيلت عليا أسافر لكن أنا مرضتش..رجعت الشقة وربيت ندى..ومع الوقت بقيت أنا الأم والأب ليها..وبقت هي كل حياتي..عرفتها واحدة واحدة على عيلتي..وكنت بسافر بيها في الصيف..مليت الشقة بصور أمها عشان متنسهاش..مفيش ست دخلت من بعدها غيرك..بدأت من بعد وفاتها امارس هوايتي..ومنها اتعرفت عليكي..جذبني الحزن اللي في عنيكي واستغربت انك قبلتي بشغل في كافيه  وانتي السيڤي بتاعك مشرف تقريبا..يوم لما نسيتي تليفونك لقتني بطلعوهلك بعد ماعرفت انها شقة أهلك...وحصل اللي حصل واتجوزتك..بس مكانش غصب عني ولا أنا ماشي مع التيار لاء أنا كنت موافق وحاسس باحتياجي ليكي..أنا وقت لما مافضلتش في البيت مكنتش عايز أحرجك وكنت حابب أسيبِكْ على راحتِك مكنتش حابب ألزمك بحاجة لحد ما ندى غصبت عليا ونمت معاها..لما قربت منك دا لأني كنت اكتفيت من الفترة اللي كانت عاملة شبه الخطوبة دي..بنعمل كل حاجة يعملها المتجوزين إلا اني ألمس إيدك ولا أحضنك..كنت محتاج دا..كنت بغير من ندى انها بتقرب منك عادي وبتحضنك وتنام في حضنك وتحس بالراحة وتنام..كان نفسي ارتاح زيها..لقيت نفسي بعمل زيها وبقرب منك من غير مقدمات..ابتسم..وقتها أنتي مامنعتيش..حسيت بفرحتك وقتها..لقتني بكرر دا مرة واتنين..لما شوفت الراجل وهو بيلمسك اتجننت ومش ومصدق..خصوصا اني حسيت بضعفك وانك مش قادرة ترديه..أنا عارف اني عصبي ودبش في عصبيتي..بس الجانب دا عمري ماحسيته غير معاكي أنتي..مروة كانت قوية جدا ويكاد يكون لو ماحبتنيش مكنتش اتجوزت هي ..لكن أنتي بتحتمي فيا..شايفاني  أمانك  وحياتك  .. كرهت نفسي إني مش عارف اوصلك احساس الأمان..!
دموعها نزلت من كلامه وهي بتضغط بقوة على جفونها
مصطفى: ولو على الصور فأنا معايا صور لينا..

قام ووطى بجسمه وشد شنطة كبيرة  من تحت السرير..فتح السوستة وخرج بورتريه بصورة جماعية ليهم على البحر..صور ليها هي وندى في البيت وبرا البيت..صور ليهم لوحدهم..وصورة تانية مرسومة وهي بتشرب قهوة وبتبص من شباك بيطل على البحر مع لحظة الغروب و تناغم اشعة الشمس اللي معكوسة على ملامحها ببساطة..

مصطفى بصلها وهي بتمسد بإيديها على البورتريه..عينيها كانت بتلمع..وفرحتها كانت ظاهرة بوضوح على ملامحها..مسح دمعته اللي تقريبا كانت نشفت..ضحك بخفة: كنت ناوي  أعلقهم في البيت بس لما تولدي كهدية وكدا..ولو على فرحنا معنديش مانع اننا نعمله..بالعكس أحب اقضي شهر عسل من جديد..

سهيلة ضحكت من بين دموعها اللي مكملة بس دموع فرحة وأمل بيتجدد: فرح ازاي ببطني دي..
مصطفى قلب من تاني في الشنطة وخرج بورتريه تاني..بصت للبورتريه بصدمة كان راسمهم هما الأتنين تقريبا والرسمة اقرب مايكون للحقيقة وهي بفستان فرح وشعرها مفرود على ضهرها وهو محاوطها من ضهرها وراسه على كتفها و ضحكتهم تقريبا هي عنوان الصورة..فتحت بوقها وبصتله: دا كأنه حقيقي..أنت..أنت عملته امتى..
مصطفى ابتسم : تقرييا بعد جوازنا..ها بعرف؟!
سهيلة ملقتش غير انها قربت منه وباسته من خده بفرحة وبعدها حضنته بلهفة..مصطفى ابتسم وباس راسها..اتكلم وهي لسه في حضنه: أنا بحبك يا سهيلة..معرفش من امتى بس من زمان..بس اللي ملهوش ماضي ملوش حاضر ولا مستقبل..لولا الماضي دا لا كنت عيشت هنا ولا كانت ندى اتولدت ولا كنت بقيت مصطفى..إذا كانت حياتي مع مروة ماضي..مفيش أحلى منه..فمعاكي هيبقى فيه حاضر ومستقبل..ومفيش مجال للمقارنة مابينهم..

حس بتشنج جسمها وهي في حضنه...كمل على الحديد وهو سخن..بعدت عنه وهو بصلها بهدوء
: لازم تحترمي فيا دا زي ما أنا بردو محترم حياتك اللي فاتت ومسألتكيش عليها دا لأنها مش فارقة كتير..كل واحد فينا كان ليه حياته بس دا مش مهم..المهم هي حياتنا مع بعض اللي بنعيشها ولسه هنعيشها..الموضوع دا مش حابب يبقى سبب في خناقنا..نغلط زي مانغلط مع بعض لكن مانبعدش!..منستغلش ان الهدم أسهل بكتير من البُنى
..ها موافقة تبدأي معايا حياة جديدة ولا
سهيلة قاطعته وحطت ايديها قدام بوقه تمنعه: مفيش ولا..أنا خلاص مش فارق انك بتحبني وعايزني زيي بالظبط..
مصطفى قرب منها بخفة وهي مامنعتش..بعد بهدوء وهو باصص لعيونها: كنتي وحشاني أوي الفترة اللي فاتت..
سهيلة ابتسمت بخجل واتكلمت ببحة : والشنط..؟
مصطفى غمز لها وهو بيقرب: بعدين..بعدين!
_____________
زينب كانت قاعدة زهقانة..متعرفش حاجة عن يوسف تقريبا..كل اللي تعرفه انه بيجهز للشقة..
حست بهزة فونها..فتحته لقت مسچ من رقم غريب..دخلت تشوف الرسالة لقتها:
-حبيت أسئل أنا..وأخليني ابن ناس 😏
زينب استغربت وفتحت الصورة المحطوطة للرقم..لقته يوسف وهو قاعد قدام البحر..ابتسمت بخفة وبعتت: مكنتش أعرف رقمك..وبعدين أنت اللي مش ظاهر..أعمل ايه أنا؟؟
-زينب على فكرة أنا خطيبك ها ولو معرفتنيش من دلوقتي هتعرفيني امتى😌😌
زينب:طب ماتيجي عندنا يا أبيه
يوسف رد: أبيه!..أبيه ايه..أبيه دي هتنفعني بايه 😖
زينب ضحكت واستغبت نفسها: اسفة..اتلخبطت بس
طب أقولك ايه..اصلي مش عارفة اتكلم معاك كدا من غير ألقاب😕😬
يوسف: خلاص قوليلي ياسي يوسف😎😎..حلوة دي..
زينب كشرت وهي ماسكة فونها خرجت برا لقت أمها متابعة على التليفزيون قعدت قدامها: لاء طب ما أقولك يا سي السيد أحسنن😒
يوسف: يبقى احسن بردو..بقولك ياسر فين؟
زينب: طب ماتكلمه سهلة اهي
يوسف: أنا غلطان إني عايز أفتح حوار..كان زماني باكل دلوقتي..
زينب: بتاكل ايه
يوسف: اختي حبيبتي ادتني حلة محشي سخنة
زينب: أنت كنت هنا😮
يوسف: اه بس أنتي مكنتيش موجودة
زينب: الصيدلية كانت مشغولة جدا النهاردة وكنت بستقبل دوا وكدا..
يوسف: ربنا يعينك..أنتم عاملين أكل ايه
زينب ضحكت  وبعتتله: تعالى كل عندنا..
يوسف: ماتقوليش كلام أنتي مش قده
زينب : مش بهزر احنا لسه متغدناش..تعالى اتغدى معانا وأنادي رؤية وياسر وينزلوا هنا..
يوسف: لاء..لاء بلاش
زينب: أنا هرن على رؤية ها...خلص وتعالى.
يوسف: أفكر؟
زينب: طب ابقى فكر براحتك ..
قفلت الواي فاي من على فونها وبصت لتليفزيون وهي متابعة..
حوالي ربع ساعة عدت والجرس رن..
زينب قامت فتحت لقت رؤية قدامها وشايلة شنطة كبيرة..ووراها ياسر شايل البنات..
زينب بصت ليهم باستغراب..ياسر فهم نظرتها  وضحك: الباشا خطيبك قال ايه عازمنا في البيت عندنا..وهو دقايق ويجي..
الجرس رن تاني..
ياسر: أهوه ابن حلال..جه على السيرة..رؤية دخلت وزينب فضلت واقفة مكانها تستوعب..ياسر جاب يوسف ودخل سبقه..يوسف شاف حالتها..شاورلها قدام وشها تاخد بالها: هيي
زينب انتفضت: أنت جيت بجد؟
يوسف ضحك: الحقيقة معرفتش أعمل طباخ وأسوي المحشي..فجيتلكم هنا ما أنا مش هضيع فلوسي على الأكل برا
زينب ضحكت برقة..ضحكة هادية: طب هاتها أسويهالك..
يوسف هز راسه بالنفي: لاء مارؤية جايبة جوا..ها عندكم غدا ايه
زينب ابتسمت بخفة: عندنا رقاق يمشي..
يوسف بلل شفايفه وهو بيدخل: الحقيقة مفيش بعد كدا دلع..زينب ضحكت عليه ودخلت وراه والابتسامة مفارقتهاش طول القاعدة..
________________
فرح الجرس رن وهي في المطبخ..اتنهدت بخنقة ونادت: توفيق..افتح الباب أنت..
توفيق رفع صوته من برا: خلاص طالع أهو..
توفيق اتأفف وهو حاسس باالجوع..ضغط على الأوكرة وفتح الباب..برق للحظات وهو شايفه قدامه..
توفيق عنيه وسعت: أنت..أنت جيت امتى..وسابوك تخرج ازاي...؟
عمار ابتسم وحضنه: طب استنى حتي اما أدخل..دا انا زي ابنك حتى
توفيق شده من لياقته بعصبية وخوف عليه: بقولك خرجت ازاي..انا لسه كنت عندك من كام يوم بسس!..الدكتور مقاليش حاجة..وفرح مذكرتش حاجة زي دي..
عمار اتنهد والإبتسامة اتمحت: لأن أنا اللي طلبت منه دا..كمل بانزعاج..ها هدخل ولا هفضل واقف على الباب..
توفيق خد نفس ودخله..توفيق سابه ودخل أوضته..

مسح على وشه بهدوء..التفت حواليه يدور عليها..سمع صوت من المطبخ..اتسحب بخفة ومشي واحدة واحدة بعد ماقلع جاكيته وساعته ورماهم..قرب واحدة واحدة من المطبخ وبص لقاها بتتحرك يمين وشمال من بين أركان المطبخ..وقفت وهي بتنهج..فتحت الحنفية وغسلت وشها مرة ورا التانية..فتحت زراير جلبيتها الخفيفة وهي بتهوي قدام وشها وحاسة بخنقة مع ان الجو بدأ حرارته تهدى..اتسحب بخفة من وراها..وحاوطها بدراعه..انتفضت بفزع..بصت بطرف عيونها لقته هو قدامها بشحمه ولحمه..غمضت عنيها وفتحتهم مرة ورا مرة وهي بتهمس: تؤتؤ..اتعدلي بقى..عمار مش هنا..عمار لسه مجاش..تلاقيها تهيؤات من الحر بسس..
كتم ضحكته بالعافية وهمس جنب ودانها: بس عمار هنا على فكرة..
كانت بتكلم نفسها وفي لحظة سكتت وبرقت وعيونها وسعت..كانت لسه مدياله ضهرها..لفت واحدة واحدة وبربشت بعيونها تستوعب..اتكلمت بتوهان: أنت هنا..ها
عمار لاعب أنفه بأنفها بمناغشة: اه هنا..
كملت بتتويه: اتعالجت صح
عمار: وخلصت علاج كمان..
فضلت مش مستوعبة..مسح على شعرها وقفل زراير جلبيتها..حط ايده على كتفها وسحبها معاه..وهي ماشية جنبه تايهة ومش مستوعبة..
عمار خدها على أوضتهم وهي بمريلة المطبخ..وقفها قدام المراية واتحرك حواليها..: تؤتؤ..بقى أكون جاي بعد غيبة وألاقيكي بمريلة المطبخ وريحة البصل دي..دا يرضي مين دا..الواحد لسه شباب وعايز يلاقي عروسة حلوة كدا..دا احنا مكملناش ست شهور جواز حتى..
رفعت صباعها تبرر وشبه بتعيط: والله كنت بعمل الأكل وبجهزه..وعملت كمية عشان بكره كمان غير اني كنت بخزن الصلصة في الفريزر وبحمر البطاطس عشان أخزنها وتبقى سهلة التسوية..وماما جابتلي بسلة وجزر وكنت بخزنهم بردو..
عمار: ايييه السوق اللي فتحتي فيه دا..اسيبك شهر وشوية يبقى شكلك مهين بالمنظر دا!!
فرح لسه هتتكلم تبرر استوعبت وجوده..صرخت فيه: أنت جيت امتى وازاي..كملت وكأنها افتكرت..دا أنت كنتت في المصحة..خرجت امتى الدكتور مبلغنيش..
عمار شدها من شعرها بغيظ: وأنتي تتكلمي مع الدكتور بتاع ايه ها..جوزك كيس جوافة ها..
فرح صرخت فيه: الأول تقولي متصلتش عليا ليه طالما طلعت والدكتور مقاليش حاجة بردو في أخر زيارة..يرضيكي تيجي بعد غياب أكون كدا!
عمار: أنا اللي قلت للدكتور وبعدين هو أنتي متهتميش بنفسك غير وأنا هنا!!..افرضي مت
فرح حطت ايديها قدام بوقه: إياك تقول كدا..ها..ابتسمت..أنت هنا بجد..
عمار ضحك: والله شنطتي برا..
فرح لفت ايديها حواليه وحضنته بلهفة وشوق على بعد الليالي اللي فاتت..
رفعها من وسطها بخفة وحضنها بكل قوته..بالنسبة له فرح حضن بس مش أي حضن..حضن ممزوج بحلاوة الدنيا كلها..تبتت في حضنها ليه وهي بتشد على قميصه وكأنها بتتأكد..مرمغ راسه في حضنها بحب..عدى دقايق وهما على الوضع..بعدت بخفة وهي بين إيديه..فتحت بوقها بصدمة لأنه لابس قميص أبيض ومريلتها متوسخة وطبعت على القميص..
فرح: ياخبر..القميصص..
عمار لاحظ وضحك: عادي يا باشا ما أنت اللي هتغسل..
عمار  كان  لسه  هيقرب  .. فرح شهقت بعنف وصرخت فزعته: البطاطس على النارر!
عض على شفايفه بغيظ وضرب جبينه بخنقة...

عمار غير هدومه وخد دوش بعد عناء طويل..فرح حست على نفسها وقررت تغير لبسها..خدت دوش وظبطت نفسها..لبست بيجامة مريحة وناعمة أكتر..سرحت شعرها وعملته ضفيرة ورا ضهرها لأنها على الأقل مش هتقدرر تتزين قدام توفيق..

اتغدوا مع بعض وسط ابتسامة فرح وهي مراقبة عمار اللي بياكل بشراهة واستمتاع..توفيق كان سرحان وتايه أغلب الوقت ومش عارف يعمل ايه...خصوصا بعد ماعرف ان سبب تعبه وإدمانه كان دخوله الشرطة..مع ان لولا وسطته مكنش دخل..يعني هو السبب..عمار دخل الشرطة إرضاء ليه هو..مينكرش انه حب دا وقتها وماهتمش لتعبه..لأنه كان دايما مبتسم..حس بخنقة ساب المعلقة وقام بانزعاج..عمار كان بياكل..اتفاجئ منه عشان قام..بلع ريقه وبص لفرح اللي حاولت تبتسم بعد حركة توفيق..لكن معرفتش..حبة وخرج توفيق وهو لابس..
اتكلم من غير مايبص لعمار: في طلبية جت المعرض هضطر اروح واحتمال أبات..
مشي من غير مايديهم فرصة للكلام او الرد..عمار حس بخنقة من ردة فعله ...لسه هيقوم فرح تبتت على ايده اللي على الترابيزة..
فرح: كمل أكلك..هو بس كان مخنوق عشان حبة مشاكل في الطلبياات وتسليمها..متقلقش..ابتسمت  .. كمل أكلك عشان أنا عاملة بسبوسة عايزاك تدوق منها..ضحكت..عشان تعرف ان مراتك ست شاطرة
عمار ابتسم بخفة وكملوا أكلهم...
خلصوا أكل وفرح غيرت بيجامتها تاني بس المرة دي بحاجة مختلفة تناسب السهرة..غرفت مم البسبوسة وصبت سيفن وخدت تسالي وخرجت لقته قاعد قدام التليفزيون..
قربت منه وحطت الصينية على الترابيزة قدامه..انتبه ليها وللبسها..ابتسم بمكر..وهي قربت منه قعدت جمبه في حضنه..ولفت ايديها حواليه وراسها على صدره..مرمغت راسها فيه بخفة..وهو ضمها بايده وباس جبينها..
فرح ابتسمت: وحشتني أوي
عمار ابتسم: يا بكاشة ما كل مرة كنتي بتجيلي..
فرح: بس مكنتش بعرف أضمك كدا براحتي ولا أنت كنت بتبقى مرتاح كدا على العكس كنت همدان وتعبان تقريبا..لكن دلوقتي أنت أحسن ودا المهم..
عمار مسح بايده على دراعها: الحقيقة مكنتش ببقى نفسي في حضن بس بالعكس كنت ببقى نفسي اقفل الأوضة علينا وأفضل ضمك كدا وبس..
فرح غمزتله:،طب وأنت ايه اللي منعك..
عمارضحك وبص لعيونها وهو قريب منها جدا : طب والبسبوسة؟
اتكلمت ببحة: ها
عمار ضحك: هتهتي كتير كدا ولا ايه
فرح: ها
عمار احتك بيها أكتر : ايوا بردو لما اقرب مش هناكل البسبوسة..أنا عندي أنتي أطعم منها كتير
فرح مدهاش فرصة تتكلم حتى..وقرب منها بخفة..حاول يبعد تاني لكن خلاص هي أسرته من زمان..مقدرش يبعد غير وهو بيكمل اللي بدأه..بس اللي بدأه مابينتهيش وهو لا بيكل ولا بيمل..هو حاسس بالراحة ودا مش سهل يتحس بيه ولا يتلاقى..بنفضل ندور على الراحة في حاجات مادية كتيير سهل تتلاقى..لكن الراحة بتبقى في ابتسامة صافية وسط يوم خنيق وكله تعب..في حضن دافي من حد بنحبه وعايش جوانا..في طبطبة على الكتف كلها حنية..وبتبقى في كلمة حلوة حتى لو من حرفين!
____________________
تاني يوم..

سهيلة صحيت من النوم واتقلبت بخفة..مشت ايديها جنبها ملقتش مصطفى جنبها..اتفزعت لما ملقتهوش جنبها..قامت بسرعة من نومها..لبست روبها ولفته حواليها..خرجت ملقتهوش في المطبخ..دورت بلهفة عليه..بصت في الصالة ملقتوش..اتجهت لأوضة ندى بخوف..خايفة ان كل اللي حصل امبارح دا كان كله من خيالها..خايفة يكون فعلا مصطفى سافر وسابها..خايفة من احساس الوحدة يرجعلها تاني..وقتها مش هتبقى ليها قومة ولا رجعة..فتحت الباب بعنف..شافته قدامها..للحظة نفسها اتسحب وحست ان الدنيا فضيت ومفيهاش غيره...عيونها وسعت وهي مش مستوعبة ولا فاهمة....
#يتبع
#عمر_بيبتدي
#FarahElDesoky
لحد هنا وهنقف....من الفصل الجاي هنجري شوية وهنعدي بقى..لأن كدا بنطول على الفاضيي...أنا مش ورايا حاجة تقريبا...لو التفاعل ارتفع عن العادة هحاول أنزل حلقة بكره زيادة..حابة موضوع الريفيوهات فحابة انكم تحفظوا الغلاف وتنزلوا ريفيوهات على الفصل دا والفصول اللي فاتت تقريبا...

______________
لينك الواتباد الجزئين:
-الأول:https://my.w.tt/qkxdSPWF07
-الثاني:https://my.w.tt/fvtsQhLgX7
___________________
سبحان الله وبحمده..سبحان الله العظيم..سبحان الله وبحمده..سبحان الله العظيم
__________
في حفظ الله♥